بقلم: رائد محمد raid1965@hotmail.com
في يوم ما وقف احد نوابنا في مجلس النواب العراقي (أياد جمال الدين ومحمود عثمان)* ليدلو بدلوه ويقول بان من حق البعثيين ان يحصلو على ثلاثين مقعدا في البرلمان العراقي كونهم يمثلون نصف الشعب العراقي وفات النائب بان الهالك صدام رفع شعار العراقيين بعثيين وان لم ينتمو وان البرلمان العراقي قد امتلاء بالبعثيين وافكار البعثيين, قد يكون النائب صادقا في قولته هذه لكوننا نلحظ ونلمس هذه الايام بان البعث الذي هرب من الشباك قد عاد وبقوة من الباب بمباركة اميركيه عراقية ليس لكون العراقيين اخذهم الحنين الى ايام البعث بل لتستطيع اميركا ان تحفظ ماء وجهها ولترضي دول الاعراب التي تجد في وجود البعثي القاسم المشترك الاكبر لاقصاء الشيعي والكردي واليزيدي والصابئي من سدة الحكم وفق مبداء الغاء هوية الجميع ووضعها في خانه البعث الذي لايجد غضاضة في الغاء حتى الانتماء العائلي لمجرد ان تتقاطع مصالحة مع مصلحة الفرد او المجتمع باكملة.تعودنا نحن ابناء جيل الستينات صعودا على وجود البعث بين ظهرانينا لاننا ولدنا وتربينا في ظل الحزب القائد والحزب الواحد والقائد الاوحد والمفكر الملهم الضرورة الذي يمكن له الاستغناء عن الجميع بمجرد وجوده اي اذا حضر الماء بطل التيمم, لذا فان البعث كان بالنسبة لنا الشر الذي لابد منه الذي بقى جاثما على صدورنا لاكثر من اربعين عاما يمارس هواية السلطة وقذارة الافكار الفاشستية العنصرية التي تلذذت بذبح العراقيين بكافة السبل والاتجاهات وهذه السياسات والاحلام جعلت من العراقي الذي لايعرف معنى الهجرة والسفر وعذابات الغربة مشروع سفر دائم وترحال وتجوال في اصقاع العالم حتى وصل الى سيبيريا والله اعلم وهذا الامر لم يوقف التطلع الى ان يكون هذا البعث نسيا منسيا ويكون في يوم من الايام تاريخا لاغير حتى جاءت لحظة الحقيقة والمواجهة وسقط الصنم في التاسع من نيسان 2003 ليهرب البعث غير مأسوف علية على يد الاميركان بغض النظر عن مااقترفة سياسة الاميركان من اخطاء استراتيجية في العراق وماحملة جعبتهم من جرائم الا اننا جعلنا من احلامنا مشاريع مؤجلة التنفيذ وبقينا ننتظر الوليد الجديد "العراق الجديد" بشوق وترقب لكن الذي حصل ويحصل وماحملته سنوات الاحتلال الاربعه من المفاجئات والاحداث تبين لنا ان الحلم قد تبخر على يد من اسميناهم المحررين ومن ورائهم حكومتنا الضعيفة الاداء ودول العربان التي استشعرت عن بعد خطر غياب البعث عن المعادلة العراقية بافكارة الهدامة القاتلة وبعض الذين بدلو جلودهم من بعثيين اشاوس موشحين ببدلة الزيتوني والمسدس من الذين كانو يذوبون حبا بالقائد الضرورة والدفاع عنه حتى الموت الى قادة سياسيين جدد لعراقنا الجديد الذي حلمنا به كاحلام العصافير ليرسمو لنا عودة البعث من الباب الامامي ليمارس دورة التخريبي في ازالة كل ماهو جميل في العراق لياخذ ثارة من ابناء المقابر الجماعية مجددا وليكرر قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة للشعب العراقي بموافقة نفس الوجوه التي اعطته الضوء الاخضر حينها الا ان الاساليب تختلف هذه المرة وان كنا نحكم وفي سدة الحكم فالمقاومة التي تتبنى افكار البعث هي التي تقتل العراقي في كل مكان وتغتال المساجد وتهجر الناس وتجعلهم لاجئين في اوطانهم وهي التي تجعل من الجندي والشرطي العراقي الذي يريد ان يخدم وطنه هدفا ومشروعا للموت واليوم نرى الاخوه في مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء هم اكثر حرصا على عودة البعث من جديد بعدما اوجدو الاعذار لانفسهم وتناسو البعث وجرائمة بحق شعبهم واصبحو شركاء في تمرير قرارات هزيلة مثل قانون المسائلة والمصالحة وقرار اعادة قوى الامن الداخلي من اتباع الاجهزة القمعية في زمن الطاغية التي رباها على الرذيلة والفساد وقرار وزارة خارجيتنا باعادة الدبلوماسيين من البعثيين الى عملهم السابق ونسو كذلك بان هؤلاء لم يكونو يوما دبلوماسيين بل كانو عبارة عن ضباط مخابرات وضباط عسكريين كافئهم الطاغية بهدية نهاية الخدمة لطاعتهم تنفيذهم اوامر ابادة الشعب العراقي بدقة فهنيئا للعراق والعراقيين بعودة البعث واننا على الدرب سائرون نبحث عن اوطان جديدة تحمينا من بطش البعث الجديد الذي عاد من الباب بعد أن هرب من الشباك .
* ما بين القوسين من الوكالة
https://telegram.me/buratha