( بقلم : المهندسة بغداد )
ونحن نعيش اياماً فاطمية حزينة تـُثير فينا شجون لاتبرح صدرونا حزنا على ال نبينا الذي اوصى بهم مودةً ورحمة فما كان من الامة الا ان تفننت في اذاهم وسلب حقهم الذي شرعه لهم الباري الا القلة القليلة من شيعتهم المخلصين والذين رخصوا ارواحهم لتراب اقدامهم الطاهرة .
ها نحن نستذكر الذكرى الحزينة التي تحوم في سماء ايامنا المكبدة بغيوم الحزن فما لنا الا ان نرقب هذه الغيوم علها تنهمر علينا بفرج قريب فيدفع الله العسر باليسر .
ها هو الظلم يطرق ابواب ال المصطفى بعد رحيله قاصدا بضعته الطاهرة أم العترة وزوجة من قرن الله الايمان بمعرفة حقه ، أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ع ، لقد اعلنت هذه الطرقة بداية الالام لهذا البيت الطاهر الذي يفيض ايماناً وحباً لله .
ها هو الظالم يكتب السطر الاول لكتاب مظلومية ال محمد ليكون اول الملعونين وليكون مصاب سيدة نساء العالمين ع اول صرخة محمدية تشكوا ربها اساءة القوم بعد احسان نبيهم .
سيدتي ومولاتي لاي الامور اضج اليكِ وابكي لمصابك الذي زلزل قلوبنا ام لمصاب اميرنا ومولانا ع أم لمصاب الحسنين ع أم لمصاب الطفلين أم لمصاب أولاد الحسين ع أم للضلوع المهشمة خلف الباب وتحت حوافر الخيل ؟!!
وان اردتُ يا سيدتي ان اتوجه الى حضرتكِ بالكلام كخدامة لخادماتكِ فما عساني ان اقول ؟ والى أي مكان اتجه يامن غاب عنا قبركِ ، وان كان لابد من التوجه الى بقعة فلن اجد الا اعتاب ابا عبد الله الحسين ع التي لا اتصور ان ترفرف روحكِ الطاهرة الى مكان اخر غيره ، وان توجهت فما عساني ان اخبركِ مولاتي وكيف اصور لك تقاعصنا كنساء عن دورنا الذي رسمتهِ لنا فبين من اعتبرت لقب امراة مبررا ً يجعل من اللامسئولية دوراً لها فأي علم تبحث عنه والمنزل مستقرها ! متناسية دورك يا اماه يامن قضيت عمرك الطاهر في طلب العلم بابهى صورة وبين أمراة اتخذت من العلم الذي اكد الاسلام على طلبه للذكر والانثى ليصون للمرء كرامته جعلت منه سبباً لهدر الكرامة وللتجاوز على صلاحيات الرجل عنوة على حساب واجباتها التي نسيتها في ثنايا موجات الحياة السريعة ، صار اختلاط المفاهيم شعارنا وغدونا ما ان نخطو خطواتنا بدرب طلب العلم حتى نقطع اول زهرة تقابلنا منه ونقف هناك صارخين بوجه من يعارضنا ولا نفكر بان استمرار المسير سيزيل ظلام أي تسائل وخلاف وسيوصلنا الى ثمار شهية على ما ئدة الرحمن .
كم تفكرت في شخصك يا سيدتي وكم تسائلت عن هذه القوة الايمانية التي تحملين والى أي اسرة تنتمين واي بيت تسكنين وبأي قلم تكتبين وفي يومك ما كنت تفكرين وما تعملين .
وان تكاسلنا كنسوة عن قيام وقعود وذكر وان كان اعشار ما اديتهِ في حياتكِ القصيرة عمرا الغنية بالعطاء فما عذرنا عن اتخاذ عملك نبراساً يضيء لنا دروباً سيما وانها كانت اعمالاً يستطيع كل انسان تأديتها اذا ما امتلك قلبا طاهراً.
وهنا احببت ان اسرد حادثة حدثت معي قبل فترة ليست بالبعيدة فاليوم كان عيد المعلم والوقت في باص المدرسة عائدة الى منزلي بعد الاحتفال الذي يعتبر الاول لي كمُدرسة ، كانت الحفلة رائعة بصلواتها المحمدية وامنياتها القلبية وسط براعم فاطمية تحمل المحبة لمن يتشرفن بان يكونن مُدرسات لهن ، عدت حاملة العديد من الزهور الجميلة من طالباتي وقد تميزت هذه الزهور زهرتين طبيعيتين في غاية الجمال كنت اعد الدقائق وصولا للمنزل كي اضعها في الماء وأرُيها لوالدتي زهرة حياتي العطرة فالزهور الباقية كانت صناعية ولا اخشى عليها .
وبينما انا منشغلة بالنظر اليها حتى تقدمت طفلة لتشمها قائلة كم هي جميلة ورجعت الى مكانها لتمد راسها الصغير من وقت لاخر وزميلتها نحوي .
هنا كانت رغبتي كبيرة في اعطائهن الزهور الا ان هاجسا يخبرني بان والدتي ستفرح بها اكثر وانها طفلة وسترميها ! وان اعطيت واحدة لابد من اعطاء الاخرى ! ولما لا اعطي الورود الصناعية ؟ كل هذه التسائلات مرة بثواني لاقرر اعطاء الزهور بعد ان حسمت امري ان اعطي الصناعية منها !!
وهنا تذكرتكِ يا مولاتي تجسدتي امامي وانتِ تعطين ثوب زفافك لاخرى ما اعظم هذه النفس المحمدية السخية التقية النقية التي اجابت من لامتها بأية ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) وما بال قلوبنا تشح حتى بزهرة !!!.
وهنا نظرت الى الزهرتين الطبيعيتين الجميلتين وسلمت عليكِ يا سيدتي واعطيتها للطفلتين قائلة ان الورد للورد ، فرحت الطفلتان فرحة كبيرة وتوجهت احدى زميلاتي الي لائمة فتبسمت في اعماقي واحسست براحة كبيرة فسّرتها على انها البر الذي نناله باعطاء ما نحب .
الا انه لم يكن هذا البر الذي قصدته مولاتي فبعد مرور الايام صارت هاتان الطفلتان اللتان لا اعرف اسمائهما حتى زهرتين تدوران حولي اينما اذهب قائلتين على استحياء باننا نحبكِ كثيراً فأرسم على شفتاي بسمة كبيرة قائلة وانا ايضا ملقية التحية في اعماقي الى اليك يا سيدتي قائلة هذا هو البر يا سيدتي هذا هو.
ولتمضي ايام أُخر ولتتأخر احدى الطفلتين عن الباص ولم يأخذني القلق عليها حتى بانت عن بعد راكضة لتصعد الباص بوجه احمر من شدة الحرارة وقبل ان اسائلها اين كنت حركت يدها التي اخفتها خلف ظهرها مقدمة نحوي زهرة بيضاء صغيرة جميلة قائلة انها لك .
أيعقل ان تؤثر زهرتان كل هذا التأثير ، نعم يا سيدتي لقد قصدتي المحبة والالفة ، فأي كنز يجنيه المرء اكثر من محبة الناس وأي مادة يمتلكها تعوضه هذا الاحساس الرائع وماذا لو قدمت شيئا اكبر عن طيب نفس فما سأجني !!!
السلام عليك يا سيدتي ومولاتي جعل الله قلوبنا مليئة بحبك ومعرفتك مستذكرة سيرة حياتك الطاهرة نسالك يا مولاتنا ان لا تنسينا يوم الحشر يامن تلتقط شيعتها كما يلتقط الطائر الحبة وان لم نكن نستحق هذه المنزلة باعمالنا الشحيحة الا ان قلوبنا المحبة لكم جواز نجاتنا ان شاء الله فكيف تُحرق النار قلوبا احبتكم يا اهل بيت حبيب الله .
ونسال الله الفرج لامام زماننا ع لاخذ الثار يوم الثار .
يا وجيهة عند الله اشفعي لنا عند الله
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha