بقلم : علي جاسم الغانمي
لم يعد خافيا على احد في مشارق الارض ومغاربها حجم المعاناة والمآساة التي يعاني منها ويعيشها يوميا ابناء محافظة ديالى في ظل الوجود التكفيري والصدامي ومرتزقة منظمة خلق الارهابية فهذه اتلعناصر الثلاثة (التكفيريين –الصداميين-خلق) قد احالت محافظة البرتقال الى مدينة اموات لاحياة فيها ولادوائر خدمية او مؤسسات تعليمية أو مدارس أو مستشفيات وان كل ما موجود الآن على أرض ديالى هو الابرياء الذين اغلقوا ابوابهم خوفا على حياتهم في حين يصول ويجول في مدن وشوارع ديالى كل ما نستطيع تسميته بالارهابي أو يندرج ضمن هذا المصطلح فالصداميون هم موجودون مسبقا في هذه المحافظة وهم ابناء وايتام النظام البائد واغلبهم هم في الاصل كانوا في الاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية وكثير منهم كانت يداه منغمسة بالدماء العراقية ولذا فلم يجدوا لهم مكانا مقبولا في العراق الجديد وبعضهم لم يرضى بالتغيير الديمقراطي والسياسي فلم ينخرط في تشكيلات ومؤسسات الدولة وهذا العنصر الاول يعتبر ان لديه (ثأرا) مع الحكومة والشعب ويعتبر نفسه عدوا لكل هذه المتغيرات الايجابية.
اما العنصر الثاني وهو منظمة خلق الارهابية ومرتزقتها فهؤلاء معروفون والكلام عنهم ليس بجديد وهم كانوا سابقا أداة طيعة من ادوات الطاغية في قمع الاصوات الوطنية والثائرة ولها مواقف سوداء تجاه الشعب العراقي في الحرب مع جمهورية ايران وفي عامي 1991و1999م وحتى العام 2003، ورغم كثرة الاصوات الرسمية والجماهيرية المطالبة بطرد هذه المنظمة ورغم انها صنفت عالميا ودوليا كمنظمة ارهابية ينبغي التعامل معها بالقانون وبقسوة إلا انها مازالت تتربع على الارض العراقية وتنهل من الدماء العراقية ويضاف الى هذين العنصرين عنصر ثالث آلا وهو التكفيريون من العرب والافغان الذين هربوا من مناطق مختلفة من العراق كشارع حيفا والاعظمية ومن الرمادي بعد ثورة اهلها عليهم فلم يجدوا ملاذا آمنا لهم كديالى ولاسيما وان عدد العناصر الامنية فيها قليل قياسا الى عدد الارهابيين الذي بدا يتزايد فيها حتى سيطر بصورة شبه تامة على مفاصل الحياة في المحافظة.
هذه العناصر الثلاثة قد وجدت بين افرادها تنظيما وتعاونا كبيرين على عكس ابناء ديالى مع الاجهزة الامنية فراحت تنسق فيما بينها في مراكز تدريب مشتركة وتبادل معلومات وتخطيط متبادل مع توفر الامكانيات المادية المتاحة لهم من جهات اجنبية خارجية مما خلق الفرصة المثالية لتوزيع منافذ الارهاب الى عموم ديالى حتى تجاوز الامر ذلك وصارت ديالى عبارة عن مركز لتصدير الارهاب من مفخخات وعبوات ناسفة واحزمة الى جميع المحافظات ولا سيما العاصمة بغداد مما ادى الى وجود صعوبات وتحديات لخطة فرض القانون تتمثل في كمية الارهاب الموجه لها ومن خارج بغداد بعيدا عن ايدي وعيون (الخطة) والتي سبق وان قلنا ان الخطة لتكون ناجحة ينبغي ان تبدأ من محافظة ديالى باتجاه بغداد وليس العكس أي بتجفيف منابع الارهاب الحقيقية وليس القبض على عدد قليل ممن سار خلف الاموال التي تلوح له للقيام باعمال اجرامية .
ومع ان العمليات الارهابية قد وصلت حدا كبيرا وخطيرا الى درجة ان هذه العناصر استغلت قبل اسابيع غياب الامن فيها وقامت بـ(استعراض عسكري) لافرادها ومجاميعها ،إلا ان السيطرة على هذه المحافظة وطرد تلك الزمر ليس مستحيلا اذا توافر لها اعداد كافية من رجال الامن مع تحقيق تعاون مثالي بين العشائر والاجهزة الامنية وتكاتف الايدي وهذا قد حصل فعلا من خلال تشكيل (اسناد ديالى ) من قبل ابناء العشائر في ديالى في خطوة وان جاءت متأخرة لكنها تسير في الاتجاه الصحيح لاسيما وان رئاسة الوزراء قد شكلت قيادة عمليات مشتركة كما امرت بزيادة عدد افراد الامن في المحافظة ويبقى العامل الاهم وهو مدى تعاون المواطن مع رجال الامن بتوفير معلومات دقيقة عن مجاميع الارهاب وبؤره لتكون الضربة الامنية فعالة إذا ما توافر لها السرعة ومبادرة الفعل والهجوم دون الابقاء والاعتماد على ردة الفعل أو أخذ مبادرة الدفاع عن النفس حتى يتم تطهير محافظة ديالى من العناصر الارهابية واجتثاثها بالكامل .
https://telegram.me/buratha