المقالات

من المسؤول عن هروب المسؤول؟!!

1512 08:42:00 2007-05-29

بقلم: فاطمة الحسني

نقف حائرين وتراودنا الأفكار والتساؤلات بعد أن صدمنا بمرارة واقعنا وخاب أملنا بنخبنا السياسية ومن أوصلتهم أصواتنا التي عمّدناها بدمائنا إلى السلطة، ونحن مثقلين بالجراح والهموم ومنهمكين بتفككنا المريع واللامبالاة الغير معقولة وحب الأنا الطاغية وتقديم المصلحة الشخصية المؤقتة على المصلحة العامة،وقد أصبح الكثير منا كارها لكل ما يحصل، لكن في نفس الوقت لو سنحت له الفرصة لمنصب أو مسؤولية في الحكومة لفعل نفس الشيء ولا يتردد لثواني في السلب والنهب وكأن الوصول إلى المنصب أصبح هو الهدف الأسمى وليس خدمة الناس والوطن الذي لم يتوقف نزفه لحد ألان،وهنا تحضرني مقولة رائعة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر حين قال (لو عرضت لكم الدنيا كما عرضت لهارون الرشيد لفعلتم مثل ما فعل). لقد أصبحت ظواهر- مثل استغلال المنصب والمحسوبية وسرقة أموال الشعب وغيرها – أصبحت هذه الظواهر سائدة ومتفشية في أوساط مجتمعنا بلا فرق بين نخب متعلمة أو جاهلة وكذلك بلا فرق بين أوساط حزبية أو مستقلة ،عائدة من الخارج أو ممن بقي في العراق،ولعل السرقات والنهب الذي قام به الكثير من العراقيين الذين قدموا مع القوات الأجنبية بصفة خبراء ومستشارين لإعادة أعمار العراق بعد الحرب تعد من كبريات الفضائح خصوصا إذا علمنا إن كل هؤلاء هم ممن يحملون أرقى الشهادات وارفع الدرجات العلمية،وما أيمن السامرائي إلا مثالا واحدا من هذه النماذج.والسؤال المؤلم الذي يطرح نفسه هنا هل هذه الظواهر هي ظواهر جديدة وطارئة على مجتمعنا؟أم هي حقيقة مؤلمة تكشفت من بين ما تكشف في عراق اللا معقول؟!لقد أصبح هروب المسئول تاركا المسؤولية وكل الالتزامات وكأنما ينفض الغبار عن ملابسه وبكل بساطة ويذهب إلى بلد عربي أو غربي تاركا ورائه عبئا ثقيلا ينوء به الشعب وحده ظاهرة شبه عادية في عراق اليوم !فما الذي يفسر هروب المسئولين ولجوءهم إلى خارج بلدهم؟و لماذا يتصدون لهذا المنصب وهذه المسؤولية أصلا؟الم يكن معلوما مسبقا عندهم إن هناك تحديات والوضع الأمني خطير؟لماذا نسمع كل هذه الترهات؟لقد اصبح واضحا ان مجرد وصولهم للمنصب يكون هدفهم الوحيد هو سرقه اكبر رقم من الأموال بالامتيازات التي يحصل عليها احدهم قبل تركه المنصب كما فعل الشعلان عندما سرق المليار وهو ألان ساكن في حماية كرد ستان بعد نيلهم نصيبهم !

أليست الأحزاب والتكتلات التي رشحت هؤلاء لشغل هذه المناصب مسؤولة هي الأخرى ان لم تكن شريكة لهم في جرمهم ؟

هل اصبح ارتباطنا بالوطن مجرد لهجة عراقية فقط؟ والانتماء الحقيقي للوطن اصبح فقط اغنية قديمة؟ هنا نقف محتارين ونتسائل لماذا ياتي الانتحاري من السعودية او فرنسا او الامارات او الكويت ومن بلدان غنية وعيش مترف ويفجرنفسه بين أهلنا وارضنا ومقدساتنا حاملا فكرا قذرا ويحاول ان يعطي لمعتقده الخسيس حياته؟ في الوقت الذي يخذلنا فيه من وضعنا ثقتنا فيه ولا يكتفي بالهروب بل يزيد طيننا بلة عندما يقوم بسرقة ونهب مايستطيع نهبه عالما كل العلم ان الاموال التي نهبها مغموسة بدماء الفقراء والارامل واليتامى الذين واجهوا الموت بشجاعة ليوصلوه لهذا المنصب؟اذا اين الخلل وعلى من يقع الذنب؟ على الاحزاب ام فقدان ثقافة الانتماء؟ما هومصيرنا وهذه هي اخطاء قادتنا ومن منحناهم ثقتنا؟الكل حولنا يريد ان يبطش بنا من احتلال غاشم وإرهابيين تكفيريين وجيران طامعينالكل مكشر أنيابه عليناويبقى السؤال الملّح الذي يحتاج الى إجابة..... أين الخلل؟فاطمة الحسني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو احمد
2007-05-29
سيدتي قالوا : ( ما خانك الأمين ولكنك أئتمنت الخائن ) .
أدم الحسيني
2007-05-29
اذا كنتِ انتِ الاخت مراسلة قناة الفرات فانا ردي لكِ او غيرها فارجو تجاوزه. اختي الكريمه بما انك قريبه من السلطه الحاكمه وشخوصها وبما انك عضو في مجتمع الصحافه الذي يعرف الكثير ويقول القليل فان ماجاء بمقالتك اعلاه قد اطلق رصاصة الرحمه على هذه قطعه الارض الجغرافيه التي كنا نسميها يوما العراق,, وانا بعد انتهائي من فراءه ماجاء اعلاه خامرني شعرو باني العراق في طريقه الى التشرذم لدويلات صغيره ولاادري ان كنت صائبا او لا
ابو احمد
2007-05-29
سيدتي مستعد لأجابتك لو أن التعليق يظهر ولكن ما عدنه حظ حتى ويه المشرف .الا يكون التعليق من الخارج ( أقصد مستورد )
ام حسين
2007-05-29
ساخبركٍ قصة طفلي ولد في بلاد الغربة ويفتخر بعراقيته ويغضب عندما يكنى بأسم البلد الذي ولد فيه قبل ايام كان مع صديقه ووالده الغربي في احدى باركات السيارات وكان مكتوب لمدة ساعة بلاش وبعدها يحسب فقال والد صديقه نعود بعد الساعة ونغير الوقت فاجابه طفلي مباشرة اليس هذا غش والغش حرام ؟ والله حمدت الله كثيرااا بأن يكون طفلي بهذا العقل والايمان والخوف من الله اما الذي يسرق بلده وتحت ايه حجة فسيلقى الله مذموما مدحورا الويل كل الويل لمن يحلل ماحرم الله وخاصة سرقه هذا الشعب المظلوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك