بقلم: فاطمة الحسني
نقف حائرين وتراودنا الأفكار والتساؤلات بعد أن صدمنا بمرارة واقعنا وخاب أملنا بنخبنا السياسية ومن أوصلتهم أصواتنا التي عمّدناها بدمائنا إلى السلطة، ونحن مثقلين بالجراح والهموم ومنهمكين بتفككنا المريع واللامبالاة الغير معقولة وحب الأنا الطاغية وتقديم المصلحة الشخصية المؤقتة على المصلحة العامة،وقد أصبح الكثير منا كارها لكل ما يحصل، لكن في نفس الوقت لو سنحت له الفرصة لمنصب أو مسؤولية في الحكومة لفعل نفس الشيء ولا يتردد لثواني في السلب والنهب وكأن الوصول إلى المنصب أصبح هو الهدف الأسمى وليس خدمة الناس والوطن الذي لم يتوقف نزفه لحد ألان،وهنا تحضرني مقولة رائعة للسيد الشهيد محمد باقر الصدر حين قال (لو عرضت لكم الدنيا كما عرضت لهارون الرشيد لفعلتم مثل ما فعل). لقد أصبحت ظواهر- مثل استغلال المنصب والمحسوبية وسرقة أموال الشعب وغيرها – أصبحت هذه الظواهر سائدة ومتفشية في أوساط مجتمعنا بلا فرق بين نخب متعلمة أو جاهلة وكذلك بلا فرق بين أوساط حزبية أو مستقلة ،عائدة من الخارج أو ممن بقي في العراق،ولعل السرقات والنهب الذي قام به الكثير من العراقيين الذين قدموا مع القوات الأجنبية بصفة خبراء ومستشارين لإعادة أعمار العراق بعد الحرب تعد من كبريات الفضائح خصوصا إذا علمنا إن كل هؤلاء هم ممن يحملون أرقى الشهادات وارفع الدرجات العلمية،وما أيمن السامرائي إلا مثالا واحدا من هذه النماذج.والسؤال المؤلم الذي يطرح نفسه هنا هل هذه الظواهر هي ظواهر جديدة وطارئة على مجتمعنا؟أم هي حقيقة مؤلمة تكشفت من بين ما تكشف في عراق اللا معقول؟!لقد أصبح هروب المسئول تاركا المسؤولية وكل الالتزامات وكأنما ينفض الغبار عن ملابسه وبكل بساطة ويذهب إلى بلد عربي أو غربي تاركا ورائه عبئا ثقيلا ينوء به الشعب وحده ظاهرة شبه عادية في عراق اليوم !فما الذي يفسر هروب المسئولين ولجوءهم إلى خارج بلدهم؟و لماذا يتصدون لهذا المنصب وهذه المسؤولية أصلا؟الم يكن معلوما مسبقا عندهم إن هناك تحديات والوضع الأمني خطير؟لماذا نسمع كل هذه الترهات؟لقد اصبح واضحا ان مجرد وصولهم للمنصب يكون هدفهم الوحيد هو سرقه اكبر رقم من الأموال بالامتيازات التي يحصل عليها احدهم قبل تركه المنصب كما فعل الشعلان عندما سرق المليار وهو ألان ساكن في حماية كرد ستان بعد نيلهم نصيبهم !
أليست الأحزاب والتكتلات التي رشحت هؤلاء لشغل هذه المناصب مسؤولة هي الأخرى ان لم تكن شريكة لهم في جرمهم ؟
هل اصبح ارتباطنا بالوطن مجرد لهجة عراقية فقط؟ والانتماء الحقيقي للوطن اصبح فقط اغنية قديمة؟ هنا نقف محتارين ونتسائل لماذا ياتي الانتحاري من السعودية او فرنسا او الامارات او الكويت ومن بلدان غنية وعيش مترف ويفجرنفسه بين أهلنا وارضنا ومقدساتنا حاملا فكرا قذرا ويحاول ان يعطي لمعتقده الخسيس حياته؟ في الوقت الذي يخذلنا فيه من وضعنا ثقتنا فيه ولا يكتفي بالهروب بل يزيد طيننا بلة عندما يقوم بسرقة ونهب مايستطيع نهبه عالما كل العلم ان الاموال التي نهبها مغموسة بدماء الفقراء والارامل واليتامى الذين واجهوا الموت بشجاعة ليوصلوه لهذا المنصب؟اذا اين الخلل وعلى من يقع الذنب؟ على الاحزاب ام فقدان ثقافة الانتماء؟ما هومصيرنا وهذه هي اخطاء قادتنا ومن منحناهم ثقتنا؟الكل حولنا يريد ان يبطش بنا من احتلال غاشم وإرهابيين تكفيريين وجيران طامعينالكل مكشر أنيابه عليناويبقى السؤال الملّح الذي يحتاج الى إجابة..... أين الخلل؟فاطمة الحسني
https://telegram.me/buratha