المقالات

العراق بين العقلية التامرية والبناء

1558 11:35:00 2007-05-28

بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحافيين العرب

لقد شهدت الفضاءات العراقية حالات شاذة بانعطاف بوصلتها نحو التخندق الفكري الصدامي وبشكل حاد مما يثير بين ثناياه الكثير من الشبهات التي كشفت الوجوه وأماطت اللثام عن المتآمرين على العراق الجديد والعملية السياسية، بعد أن حاولت قوانا الوطنية إخراجه من عنق الزجاجة وفك حالات الانكفاء التي تحيط به، فالتصريحات الفردية التصعيدية ينبغي أن تجابه بإجراءات رادعة بموجب القوانين الحكومية لما لها من تداعيات تسعر الفتنة الطائفية وتؤثر بشكل كبير على البرنامج الوطني، فهي الداعم الأساس لموجات زعزعة الأمن الوطني بالتهديد والوعيد، فالصداميون وعلى رأسهم دعاة الوطنية أقروا واعترفوا وتفاخروا بالعقلية الانقلابية الغير مجدية، ومن هنا فالتصريحات المتضاربة تعطي انعكاس الصورة التامرية لاسيما المنضوين تحت قبة البرلمان، فحديثهم بلغة المعارضة دليل على عدم أهلية تلك الأبواق للمناصب التي يتبوؤنها، وفي الوقت ذاته استنجدت تلك الأطراف ببعض القوى الخارجية لإعادة الامتيازات التي زالت بتقادم الزمن، أما الحوارات في بعض عواصم الدول العربية فهي بلا شك ستنتج عن رؤى غير منطقية لسبب بسيط كونها جرت خارج النطاق الحكومي الدستوري، ورسالتنا الواضحة هي بناء علاقات متكافئة مع الدول التي ترشد وتساند المشروع الحكومي، وعلى اولئك الذين يجوبون البلدان استجداء لتغذية الإرهاب في بلدنا عليهم التوقف عن الابتزاز ونكأ الجراح، فالمنطق الفضفاض وخلط الأوراق بلا شك هو خوض لمعركة خاسرة، وتسويق ساذج، أما النقلة الهجومية من الإيحاء إلى التصريح العلني لسرقة المواقف وتصعيد التهديد بترك العملية السياسية دون مسوغ اخلاقي دليل واضح ان بقايا الصداميين تجاوزهم التأريخ الجديد بعد أن عاشوا حلم العودة، فحينما يتصل اذناب البعث هنا وهناك لزيادة الاختلاف في وجهات النظر حول القضايا المحسومة سياسيا لعرقلة المشروع الوطني المحدد اصلا بالمشروع الاستراتيجي الذي يرفض أن يرتهن مستقبل العراق الجديد وعصبه الاساسي بالتسويات السياسية.

غير ان القرار الوطني الاستراتيجي لقوانا الوطنية وتحولها من مرحلة الثورية الى مرحلة البناء مما له الاثر الكبير على ايقاف المد الصدامي، فضلا عن كونه قرار بالتأكيد يدعم الولاء للعراق ومصالحه ومؤسساته الدستورية وتأكيد انخراط قواه في عملية سياسية جادة تنهي حالة الاضطراب والانفلات الامني وصولا الى بناء عراق آمن موحد ومستقر، ورغم حراجة الوضع الراهن فقد تبنى سماحة السيد الحكيم ضرورة التصدي لكل محاولات تأجيج الفتن الطائفية وعرقلة جهود تحقيق الوفاق الوطني الذي يشكل ضمانة لبناء العراق الجديد، ومحذرا في ذات الوقت التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي، حيث لم يعد خافياً تصدير الازمات للعراق هو من دول الجوار الاقليمي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك