( بقلم : علي حسين علي )
يذهب الكثير من السياسيين العراقيين الى ان رحيل القوات الاجنبية من العراق مسألة ملحة لاستكمال السيادة الوطنية..ونحن نتفق مع هذا المذهب ولا نخالفه،الا اننا نعتقد بأن اخلاء العراق من الوجود الاجنبي او جدولة هذا الوجود ينبغي ان يتزامن مع تقوية واعداد وتجهيز القوات المسلحة العراقية (الجيش والشرطة)،ويفترض بالقوات متعددة الجنسية ان تخضع الجدولة باتجاه تدريب وتجهيز القوات الامنية الوطنية قبل كل شيء.فالجيش والشرطة العراقيان ظلا طوال السنوات الاربع الماضية من دون اهتمام جدي من قبل القوات المتعددة في مجالي التدريب والتجهيز..وظلت القوات المسلحة تقدم الخسائر الباهضة في مواجهاتها ضد الارهاب التكفيري الصدامي جراء نقص العديد والعدد،وضعف المعلومات الاستخبارية والاختراق الواسع لها من قبل عناصر تكفيرية وصدامية كانت قد وضعت في مواقع رفيعة داخل الاجهزة الامنية العراقية من قبل بعض الاطراف المحلية والاجنبية ولهذا لم يكن من المعقول ان تترك القوات الامنية العراقية من دون ان يقدم لها الدعم والاسناد وتوفر لها مستلزمات الانتصار في معركتها الشرسة ضد الارهاب. لقد اعطت حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة كل ما تستطيع توفيره للقوات المسلحة، فاعادت تشكيلها من الصفر تقريباً، واستطاعت ان تؤمن لها اسلحة حديثة،واتجهت اثناء بناء القوات المسلحة الى القاعدة الشعبية العراقية في المناطق التي توصف بالساخنة،فاثارت نخوة العراقيين،فتشكلت من عشائر الانبار قوة جديدة استطاعت ان تقهر الارهابيين وتدمر تشكيلاتهم وقوتهم في المحافظة،واعادت تلك القوات سلطة الدولة الى مركز المحافظة(الرمادي) التي كانت وغيرها مختطفة من قبل الارهابيين..وعلى شاكلة(مجلس انقاذ الانبار)،تحركت عشائر صلاح الدين وشكلت مجلسها،ونفذت بعض العمليات المؤزرة في المحافظة،وينتظر في القريب العاجل ان تشكل مجالس مماثلة في ديالى وبابل. كان هذا هو مجمل نشاط الحكومة العراقية لتفعيل دور القوات المسلحة في مواجهة الارهاب..وربما يستدعي هذا تحركاً من القوات متعددة الجنسية لتعمل بما تم الاتفاق عليه وعلى وفق قرارات مجلس الامن الدولي التي كلفتها بتدريب وتجهيز واعداد القوات المسلحة العراقية ثم الانسحاب من العراق. نعتقد بأن القوات المتعددة قادرة بوقت ليس ببعيد ان تهيء القوات المسلحة العراقية لاستلام الملف الامني في نهاية هذا العام،وهذا العمل يحتاج الى الجدية اكثر مما يحتاج الى الوعود..فالجيش العراقي اليوم بعديده قادر على التصدي للارهاب وطرده من العراق اذا ما توفرت له الاسلحة والمعدات،وتلك مهمة القوات متعددة الجنسية،والتي نعتقد انها قادرة على انجازها ان هي ارادت..وتبقى مسألة الانسحاب كتحصيل حاصل لنجاح خطة تدريب وتجهيز الجيش والشرطة العراقيين وتسليم الملف الامني في نهاية هذا العام. لقد اكدنا في كل مناسبة ان لا احد يمكنه المزايدة علينا،فنحن اساساً لم نكن نحتاج الى القوات الاجنبية بجندها ودروعها وخططها لاسقاط صدام. وكل ما اردناه هو الدعم الجوي وتحديد اسلحة الطاغية ذات الدمار الشامل لاعطاء فرصة للعراقيين لاسقاط الدكتاتورية..اذاً،نحن اساساً نرفض بقاء اية قوات اجنبية في بلادنا،وموقفنا هذا معروف ومعلن ولا تغيير فيه ولا استدارة عنه،فالامر بيدنا وقرارات مجلس الامن اعطتنا حق استبعاد القوات الاجنبية حين نكون مستعدين لاستلام الملف الامني في بلادنا.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha