( بقلم : شوقي العيسى )
لم يجد الإرهاب بداً إلا أن يستخدم كل الطرق الدنيئة لقتل العراقي ،فقد أختلفت الطرق والقصدُ واحد هو القتل والدمار والإنتقام من الشعب العراقي المظلوم ، فتارةً بهيمة يفجّر نفسه في حشد من الأبرياء ، وتارة أخرى يزرع تكفيري عبوة ناسفة، وتارة يسمم حاقد البطيخ والرقي ، وتارةً يسمم المجرمون مياه الشرب كما حدث مؤخراً في قضاء المدينة بمحافظة البصرة..!!.لقد أقدم الإرهابيون في جنح الليل المظلم ليدسوا السم في مياه نهر الفرات الذي يجتاز قضاء المدينة ويضعوا فيه انبوباً من غاز الكلور والذي تسبب في تسمم الكثير من أهالي القضاء ممن شربوا وإعتادوا شرب المياه التي تتدفق عليهم عن طريق شبكة مياه الإسالة وهو شيء طبيعي أن يصل الماء عبر أنابيب للمنازل ، ولكن الغير طبيعي أن يصل الماء مسمم بغاز الكلور.
جدير هنا ان نذكر القارئ الكريم أن قضاء المدينة يبعد عن محافظة البصرة الفيحاء 100كم ،يشكل نسبة السكان فيه حوالي 150 – 200 ألف نسمة ، يشكل القضاء شبه جزيرة يحيط الفرات بها مشكلاً هلالاً ليجعل من المدينة أجمل المدن التي تقع على "الفرات" يغلب على أهالي قضاء المدينة الطيبة والإخلاص والوفاء والكرم والجود والشرف وكل الصفات الجميلة التي تولدت من أصولهم القديمة والتي أصبحت ميراثاً لهم ، رفض أهالي قضاء المدينة ظلم الدكتاتور صدام في بداية حكم الطاغية ما تسبب في إعتقال وإعدام الكثير من أبناء القضاء الشرفاء ، حتى أصبحت نقطة سوداء سجلها النظام البائد ضد أهالي قضاء المدينة ،حاربهم النظام الصدامي بشتى الطرق والوسائل من خلال قطع المواد التموينية والبترول والنفط الأبيض والغاز ابان الحرب العراقية – الإيرانية منذ مطلع الثمانينات ، أصبح قضاء المدينة ملاذاً ومعبراً للجيش العراقي عندما كسر في معارك "حرب الخليج" الثانية عندما أحتل صدام دولة الكويت .
كان أهالي قضاء المدينة اليد السخية في إستقبال أبناء الجيش العراقي المهزوم وتقديم كل ما يملكون من قوت ومأوى وملبس ،تزامناً مع أحداث إنتفاضة آذار عام 1991 والذي شارك فيها جميع أهالي القضاء رافضين بذلك كل أنواع القمع الصدامي والحكم الدكتاتوري الفاشي ، إستمر أبطال قضاء المدينة في السيطرة على القضاء لمدة 18 يوماً، تصدوا بعد ذلك لدبابات الجيش العراقي الذي كان أبناؤه يحتمون في أهالي القضاء في معارك إستبسل فيها أبطال قضاء المدينة وقدموا الشهداء مما إضطّر القسم الأكبر منهم مغادرة العراق إثر بطش أزلام النظام البائد.
هكذا كان أهالي قضاء المدينة في ماضيهم وحاضرهم الرافض للإرهاب جملةً وتفصيلاً لذلك قام حثالات البعث الإرهابي وبهائم التكفيريين بدس السم عن طريق إنابيب الكلور في نهر"الفرات" لقتل أهالي القضاء صغيراً وكبيراً نساءً ورجالاً.
https://telegram.me/buratha