المقالات

حوار بين ام وجنينها

1977 03:18:00 2007-05-25

( بقلم المهندسة بغداد )

حين احست بحركته داخلها ادركت انه موجود فاصابتها فرحة كبيرة وبدأت تتخيل كيف تكون ملامحه هل سيشبهها ام يشبه شريك حياتها ؟ و أي اسم جميل ممكن ان تختار له ؟ بدأت تناغيه وتكلمه وهنا استيقنت امرا ماذا تخبره ؟ وعن أي عالم تحدثه؟

هل تخبره عن والده عن ابائه وشموخه ودينه وعزة نفسه وكيف التقته اول مرة وكيف انها استندت الى شجاعته وعلمه بدينه وخُلقه في اختياره وهل تخبره بان اباه معرض في كل وقت للموت وكيف سيفهم هذه المفردة وما سبقها من مفردات ؟!

ماذا ان تعلق بوالده قبل ان يراه وماذا ان اتى الى هذه الدنيا ولم يجده ؟!!

وهنا نظرت الى الساعة الجدارية وبدات دقات قلبها تتسارع وعيناها تراقب باب المنزل ؟ هيا اطرق الباب لقد تأخر نصف ساعة !! اين هو ؟ ماذا حدث  يا ترى هل واجهه انفجار ؟ ربما تعرض له ارهابيون ؟ هل خطفه من لا يخاف الله ؟

وبدأت تتسائل ماذا ان لم يعد هل سيولد جنينها يتيما هل سيرى والده  بالصور فقط  ؟ وماذا ستفعل ان لم يعد وكيف تعيل ابنها ؟

وهنا استغفرت الله قائلة سيعود ان شاء الله بالسلامة موجهة الكلام لجنينها ثانية وعندما ستخرج الى الحياة سنستقبله معا وعندما تكبر اكثر ستصفق لمقدمه وبعد اشهر ستنطق كلمة بابا  وبعدها ستسير متكئا على الاثاث لتصل اليه لتحصل على قبلة من متلهف لرؤياك وعندما تكبر قليلا اكثر ستمد يداك الى جيبه وتساله ( بابا جبت  نمنم ) .

وقطعت كلامها نظرة اخرى الى الساعة فاخذت نفس طويل وعادت الى جنينها اين وصلنا يا طفلي وعندما تكبر اكثر ؟ ماذا ان كبرت اكثر ؟ !! هل سارسلك للمدرسة ؟ وكيف اطمئن عليك يا طفلي ؟ يالهي هل سينشطر قلقي على والدك الى قلقين ؟!!

وهنا ضحكت قائلة له وجدتها سارسلك الى مدرسة قريبة وماذا ان كبرت اكثر لا تقل لي انك تريد ان تذهب الى الجامعة البعيدة ؟ ماذا سافعل في كل هذا الوقت ؟ ليس لي الا ان ادعو لك ان ترجع لي بالسلامة الى يوم تخرجك الذي سيكون اجمل ايام حياتي

والاجمل منه عندما تاتي لي متعثرا بكلماتك واصفا لي انسانة التقيتها وتسببت بدينها وخُلقها من جعل قلبك يدق وتطلب مني ان نذهب لزيارتهم لأتحضر لهذا اليوم لانشد شعرا في تربيتك وخُلقت الحسيني ولارى بعد فترة وجيزة يوم زفافك يا جنيني لكني لا اعلم ان كان الزفاف سيكون ظهرا خوفا من الوضع السيء ؟ يا الهي هل سيكون الحال كما الان ؟ ام انها ستكون ايام جميلة يعيشها ولدي ؟

وهنا دق باب المنزل فانتفضت قائلة لجنينها ها قد جاء والدك فاطرق بسمك لصوته الحنين .

دخل الرجل الى المنزل متعبا لا يكاد يستطيع الكلام  فسلّم بأيمائة ، فقالت له ما بالك طفلنا يريد ان يسمع صوتك !! فاجابها الم يكتفي بصوت الهاونات

وهنا صمتت قليلا لانها استدركت ان ثمة موجة غضب قد اصابت زوجاها التي طالما عالجتها بموجة هدوء .

سارت بصمت الى مطبخها لتحضر لزوجها طعامه و لتتوجه الى جنينها مرة اخرى اعذر اباك يا عزيزي انه الزمن هو من جعله هكذا  انه العراق وربما لا تعرف ماهو العراق يا بني انه مكان كبير كالذي تعيش به الا انه جميل جدا وملون يسع عدد كبير من البشر الا ان بعضهم قرر قتل بعض رغم سعة الوطن ؟ صار القتل لاجل الدين والقومية و  .. اه يابني انها مفردات من المبكر لك ان تعرفها .

كثيرا ما كلمت عن علي و الحسين والحسن تلك الاسماء التي سأورثها وارضعك حبها وما ان تقع في حبها حتى تبدأ بدفع الثمن !! الا ان تاثير حبهم عليك سيجعل أي ثمن رخيص جدا.

ورجعت الى زوجها باسمة الثغر ومعها طعامه والذي ادرك انه كان فضا مع من وهبت حياتها من اجله وكانت معه على الحياة وليست مع الحياة عليه !!

فاعتذر منها  فقبلت العذر مكفكفة دموعها فتألم كثيرا واخبرها انه لم يحصل ما يوجب هذه الدموع ؟! فاخبرته انه ليس من تسبب في بكائها لكنها تخشى على جنينها ؟ عزيزي هل ظلمناه باختيارنا له العراق وطنا  هل سيكبر ليقابل تعبنا ملامة منه الينا أم انه سيكون راضيا بدينه ومذهبه حد انه سيقنع بما يجري ؟ أو ربما سيكون الوضع افضل يا عزيزي وهنا رسمت بسمة على وجهها بسرعة لانها ادركت ان المها قد تغلغل الى اعماق الزوج المتعب وهذا ما لايرضي الله .

لم يتفوه الرجل بكلمة الا انهما سميا بأسم الله وبدئا بتناول الطعام ظانا ان المقابل توقف عن التفكير  الا ان الزوجة كانت تفكر بأن تجعل من لحظة الحاضر سعادة يعيشها زوجها المتعب وجنينها المقبل على الحياة وان تتسلح بالايمان والدعاء لهما

اما الرجل فلقد كان يتأمل وجهها قائلا في قرارت نفسه كم ان لها فكرا واسعا وايمانا وكم هي عاطفية وقوية وصلبة بذات الوقت وحمد الله كثيرا على هذه النعمة العظيمة

تحية لكل ام تنتظر مولد جنينها

والى كل ام تنتظر طفلها  راجعا من المدرسة

والى كل ام تنتظر رجوعه من الجامعة

والى كل ام تنتظر والدها ولا ياتي !!

تحية لك شابة تقرر ان تشارك  شابا مؤمنا حياته في هذا الوضع الصعب وعلى امكانياته البسيطة ومعذورة من قررت عدم الارتباط خوفا من الظروف الصعبة ولانها تمتلك قلبا ارق من ان يحمل كل هذه المخاوف فهي تعلم ان الطيور لا تبني اعشاشها  المؤقتة الا في الاماكن الامنة فكيف ببناء اسرة على خط الموت والدمار!!.

وحقيقة كاتبة هذا المقال لا تعلم أي الشابتين تثني عليهما فكليهما على صواب وتترك لقرائها القرار والتعليق .

اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره وعجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا برحمتك يا ارحم الراحمين

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أدم الحسيني
2007-05-27
الاخوه المشرفين لماذا قطعتم تعليقي؟؟؟ هذه المره الثانيه واذا لاينشر تعليقي هذا كاملا فانه فراق بيني وبينكم .اعيده وانا لله وانا اليه راجعون.. عزيزي هل ظلمناه باختيارنا له العراق وطنا هذه العباره اختي الكاتبه كمن يسال نفسه حين دخل الجنه هل كان قراري سليما بالعمل الصالح للفوز بالجنه؟ اختيار العراق يعني اختيار الايمان والولايه والبلاء والقلوب الطيبه العفيفه الشريفه . مع ملاحظتي هذه فارجو ان تتابعي هذه الكتابات المؤثره في قلبي ومشاعري شكرا ياابنة الطيبين على نقل صورة العراق ومايجري به على الورق.
ام منتظر
2007-05-26
تحية لكل ام تنتظر مولد جنينها والى كل ام تنتظر طفلها راجعا من المدرسة والى كل ام تنتظر رجوعه من الجامعة والى كل ام تنتظر والدها ولا ياتي !!... ساعد الله قلبكٍ ايتها الطاهرة التي سرقت منكٍ بهجة حياتك ونور عينيك ولكن مصيبتك تهون امام مصيبة الزهراء ع وقرة عينها الحسين ع فصبرك مستمد من صبرها ومظلوميتك امتداد لمظلوميتها بارك الله بكم الاخت الفاضلة بغداد وبمقالتك المؤثرة التي تنبع من الالام هذا الشعب المظلوم فرج الله عنهم وانتقم من كل من يريد السوء والاذى بهذا الشعب الطيب
أدم الحسيني
2007-05-26
عزيزي هل ظلمناه باختيارنا له العراق وطنا
عسى و لعل
2007-05-25
مقالة مؤثرة فعلاً و فيها تسؤلات و مخاوف تصيب جميع العراقيين. الوضع الامني السيئ بسبب الارهابيين و من يعاونهم و نقص الخدمات و غيرها من المشكلات التي لا حصر لها, تجعل من نفسية الفرد العراقي مهشمة و محطمة و دائم التفكير و القلق ..الله يكون بعونه و عون كل ام عراقية بالاخص. حتى العراقيين اللذين يسكنون خارج العراق غير مرتاحون فلهم اقارب و احباب داخله. احيانا كثيرة يجافينا النوم بسبب التصورات و التخيلات المتشائمة التي يفرضها علينا الواقع العراقي لكن الله وحده يصبرنا.
زينب بهاء
2007-05-25
الاخت العزيزة بغداد.....تبكيني اي والله كتاباتك كلما قراتها..... وابدا بالدعاء للعر اق والعراقيين الصابرين...بكل خير....واندم على خروجي من العراق والهروب باطفالي عن ما يعانيه العراق والعراقيين...ولكن اقول لاحول و لاقوة الا بالله العلي العظيم...ومن الله الصبر والقوة.... الله يحفظ العراق والعراقيين
مغترب
2007-05-25
الى المهندسة بغداد ليست المقالة الاولى لك التي والله ابكتني وانا في غربتي عن العراق فما ان يتطرق اي كاتب الى المرأة العراقية وبالذات الموالية لاهل البيت الا وصورة ام المصائب الحوراء زينب سلام الله عليها تكون هي الحاضرة امامي واراها تندب اهل بيتها ومحبوهم فلله حال نساءنا وعلى الزهراء والسيدة زينب وام البنين فاليحتسبن مصائبهن وبلواهن وليبارك الله في كل من يحس ويواسي هذه المرأة التي ماتنفك عنها المصائب
hashim_1
2007-05-25
الى الاخت المهندسة بغداد انستسلم للاقدار ونقف مكتوفي الايدي حتى مع من نحب ان نقترن بية للان اصبحت الحياة في العراق شبة دمار اذا امتلك الخوف والتردد في هذا الشيء فللاسف اننا لا نستحق الحياة ؟؟ (( بابا جبت نمنم )) ستبقى هذة الترنيمة على شفاة اطفالنا رغم الصعاب ورغم الظروف التي نمر بها وستعود الحياة الى بغداد من جديد لانها هي الحياة والمستقبل ؟؟ انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا مع تحيات ابو مهند
فرح
2007-05-25
الام العراقية ليس لها مثيل بالعالم فوالله تضحياتها وصبرها دوما لايتحمله اعتى الرجال وساعد الله الامهات التي يربين اولادهم بدمع العين وتأتي المفخخة او الارهابي ليخطفه منها .... لا اقول الا انهن في عين الله وتحت رحمته واسأله ان يرزقهن الصبر والايمان وان تكون عقيلة الطاليبينزينب ع هي النبع الذي يستمدون منه الامل والحياة ... تحية اجلال واكبار لكم يااهل العراق من عراقية مهجرة منذ طفولتها ومشتاقة لبلدها الحبيب الذي حرمت منه
السيدة ام حازم
2007-05-25
عزيزتى المهندسه يغداد الله ايبارك ابعمرج . كلما يقع نظري على مقالاتك احس بطيبتك وسجيتك العفويه. على اهلك وناسك فى العراق الجريح .استمرى على نهجك والله يوفقك فى كل اعمالك.
ندى
2007-05-25
مااروعكٍ يابغداد ومااروع العراق بامثالكٍ ولكن ثقي بالله بأنه سياتي يوما وتشرق شمس الامل والحب والسلام في عراقنا الحبيب مادام هناك من يحبه ويعشق كل ذرة تراب به ومهما فعل الارهاب سيكون هناك من يبني ويعمر ويجعل هذا الوطن جنة تحية لكل عراقية في بلدي الحبيب وبالاخص لعمتي التي هجًرت من بيتها ورغم كبر سنها وعشقها لبيتها وحديقته المثمرة فهي دوما تقول لنا امتحان من الله وسف نجتازه وايماننا بربنا كبير اللهم بحق هذه الجمعة المباركة ارفع الغمة عن بلدنا الحبيب وجمعنا واحبائنا تحت سمائه انك على كل شيْ قدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك