( بقلم المهندسة بغداد )
حين احست بحركته داخلها ادركت انه موجود فاصابتها فرحة كبيرة وبدأت تتخيل كيف تكون ملامحه هل سيشبهها ام يشبه شريك حياتها ؟ و أي اسم جميل ممكن ان تختار له ؟ بدأت تناغيه وتكلمه وهنا استيقنت امرا ماذا تخبره ؟ وعن أي عالم تحدثه؟
هل تخبره عن والده عن ابائه وشموخه ودينه وعزة نفسه وكيف التقته اول مرة وكيف انها استندت الى شجاعته وعلمه بدينه وخُلقه في اختياره وهل تخبره بان اباه معرض في كل وقت للموت وكيف سيفهم هذه المفردة وما سبقها من مفردات ؟!
ماذا ان تعلق بوالده قبل ان يراه وماذا ان اتى الى هذه الدنيا ولم يجده ؟!!
وهنا نظرت الى الساعة الجدارية وبدات دقات قلبها تتسارع وعيناها تراقب باب المنزل ؟ هيا اطرق الباب لقد تأخر نصف ساعة !! اين هو ؟ ماذا حدث يا ترى هل واجهه انفجار ؟ ربما تعرض له ارهابيون ؟ هل خطفه من لا يخاف الله ؟
وبدأت تتسائل ماذا ان لم يعد هل سيولد جنينها يتيما هل سيرى والده بالصور فقط ؟ وماذا ستفعل ان لم يعد وكيف تعيل ابنها ؟
وهنا استغفرت الله قائلة سيعود ان شاء الله بالسلامة موجهة الكلام لجنينها ثانية وعندما ستخرج الى الحياة سنستقبله معا وعندما تكبر اكثر ستصفق لمقدمه وبعد اشهر ستنطق كلمة بابا وبعدها ستسير متكئا على الاثاث لتصل اليه لتحصل على قبلة من متلهف لرؤياك وعندما تكبر قليلا اكثر ستمد يداك الى جيبه وتساله ( بابا جبت نمنم ) .
وقطعت كلامها نظرة اخرى الى الساعة فاخذت نفس طويل وعادت الى جنينها اين وصلنا يا طفلي وعندما تكبر اكثر ؟ ماذا ان كبرت اكثر ؟ !! هل سارسلك للمدرسة ؟ وكيف اطمئن عليك يا طفلي ؟ يالهي هل سينشطر قلقي على والدك الى قلقين ؟!!
وهنا ضحكت قائلة له وجدتها سارسلك الى مدرسة قريبة وماذا ان كبرت اكثر لا تقل لي انك تريد ان تذهب الى الجامعة البعيدة ؟ ماذا سافعل في كل هذا الوقت ؟ ليس لي الا ان ادعو لك ان ترجع لي بالسلامة الى يوم تخرجك الذي سيكون اجمل ايام حياتي
والاجمل منه عندما تاتي لي متعثرا بكلماتك واصفا لي انسانة التقيتها وتسببت بدينها وخُلقها من جعل قلبك يدق وتطلب مني ان نذهب لزيارتهم لأتحضر لهذا اليوم لانشد شعرا في تربيتك وخُلقت الحسيني ولارى بعد فترة وجيزة يوم زفافك يا جنيني لكني لا اعلم ان كان الزفاف سيكون ظهرا خوفا من الوضع السيء ؟ يا الهي هل سيكون الحال كما الان ؟ ام انها ستكون ايام جميلة يعيشها ولدي ؟
وهنا دق باب المنزل فانتفضت قائلة لجنينها ها قد جاء والدك فاطرق بسمك لصوته الحنين .
دخل الرجل الى المنزل متعبا لا يكاد يستطيع الكلام فسلّم بأيمائة ، فقالت له ما بالك طفلنا يريد ان يسمع صوتك !! فاجابها الم يكتفي بصوت الهاونات
وهنا صمتت قليلا لانها استدركت ان ثمة موجة غضب قد اصابت زوجاها التي طالما عالجتها بموجة هدوء .
سارت بصمت الى مطبخها لتحضر لزوجها طعامه و لتتوجه الى جنينها مرة اخرى اعذر اباك يا عزيزي انه الزمن هو من جعله هكذا انه العراق وربما لا تعرف ماهو العراق يا بني انه مكان كبير كالذي تعيش به الا انه جميل جدا وملون يسع عدد كبير من البشر الا ان بعضهم قرر قتل بعض رغم سعة الوطن ؟ صار القتل لاجل الدين والقومية و .. اه يابني انها مفردات من المبكر لك ان تعرفها .
كثيرا ما كلمت عن علي و الحسين والحسن تلك الاسماء التي سأورثها وارضعك حبها وما ان تقع في حبها حتى تبدأ بدفع الثمن !! الا ان تاثير حبهم عليك سيجعل أي ثمن رخيص جدا.
ورجعت الى زوجها باسمة الثغر ومعها طعامه والذي ادرك انه كان فضا مع من وهبت حياتها من اجله وكانت معه على الحياة وليست مع الحياة عليه !!
فاعتذر منها فقبلت العذر مكفكفة دموعها فتألم كثيرا واخبرها انه لم يحصل ما يوجب هذه الدموع ؟! فاخبرته انه ليس من تسبب في بكائها لكنها تخشى على جنينها ؟ عزيزي هل ظلمناه باختيارنا له العراق وطنا هل سيكبر ليقابل تعبنا ملامة منه الينا أم انه سيكون راضيا بدينه ومذهبه حد انه سيقنع بما يجري ؟ أو ربما سيكون الوضع افضل يا عزيزي وهنا رسمت بسمة على وجهها بسرعة لانها ادركت ان المها قد تغلغل الى اعماق الزوج المتعب وهذا ما لايرضي الله .
لم يتفوه الرجل بكلمة الا انهما سميا بأسم الله وبدئا بتناول الطعام ظانا ان المقابل توقف عن التفكير الا ان الزوجة كانت تفكر بأن تجعل من لحظة الحاضر سعادة يعيشها زوجها المتعب وجنينها المقبل على الحياة وان تتسلح بالايمان والدعاء لهما
اما الرجل فلقد كان يتأمل وجهها قائلا في قرارت نفسه كم ان لها فكرا واسعا وايمانا وكم هي عاطفية وقوية وصلبة بذات الوقت وحمد الله كثيرا على هذه النعمة العظيمة
تحية لكل ام تنتظر مولد جنينها
والى كل ام تنتظر طفلها راجعا من المدرسة
والى كل ام تنتظر رجوعه من الجامعة
والى كل ام تنتظر والدها ولا ياتي !!
تحية لك شابة تقرر ان تشارك شابا مؤمنا حياته في هذا الوضع الصعب وعلى امكانياته البسيطة ومعذورة من قررت عدم الارتباط خوفا من الظروف الصعبة ولانها تمتلك قلبا ارق من ان يحمل كل هذه المخاوف فهي تعلم ان الطيور لا تبني اعشاشها المؤقتة الا في الاماكن الامنة فكيف ببناء اسرة على خط الموت والدمار!!.
وحقيقة كاتبة هذا المقال لا تعلم أي الشابتين تثني عليهما فكليهما على صواب وتترك لقرائها القرار والتعليق .
اللهم ارفع هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره وعجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا برحمتك يا ارحم الراحمين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha