المقالات

الضد النوعي ... وما ادارك ما الضد النوعي؟

2477 15:16:00 2007-05-24

( بقلم : باسم المختار )

ما اعظم البؤس والشقاء!!ما اعظم اليتم والضياع !!ما اقسى يد الزمان والقدر عندما تحاول اختطاف البسمة من الشفاه والضحكة من الوجوه والنصر المبين التي تحقق بدماء الشهداء الطهور بعد طول صبر وعناء الدهور والازمنة . لا .لا بل ما اشقانا نحن وما اسوا حظنا اذا لم نك اهلا لان نحرس ونصون حقوقنا ومكاسبنا ونجعلها تضيع منا وتتسرب من بين اصابعنا فلا يبقى لنا بعدها غير ان نندب حظنا العاثر – وان كان الاولى والاحرى بنا ان نندب انفسنا مـن ان تفكر في مجرد المساهمة بتعبيـد الطريق امام عـودة جمهوريـة موتنـا الثالثـة لحزب المجرمين العفالقـة ليستبدلوا مصير الجنوب والوسط بفضلات قد تسقط من بين انياب القتـلــة .

مناسبة الحديث هي الاحداث الجسام الساخنة التي تعصف بين اونة واخرى بمحافظاتنا الوسطى والجنوبية – ما ان تهدا العاصفة في محافظة حتى لسرعان ما تتفجر في الاخرى – والتي تنذر باسوا العواقب الوخيمة على الجميع لعدة اسباب جوهرية ومصيرية تصيب اصل المشكلة في الصميم لعل اهم واخطر هذه الاسباب على الاطلاق سببان على غاية من الاهمية والخطورة نجد ان من السذاجة والغباء المفرط تركهما بلا أي حلول فورية وجذرية تقضي على اصل المشكلة ولا تقف على مضاعفاتها فقط وهما:1- الاقتتال الشيعي- الشيعي الذي لن يستفيد منه سلفا أي شيعي واحد فالكل خاسرون في هذه المعركة البائسة والمفلسة والتي لا تعدو اكثر من مجرد تقديم محافظات الوسط والجنوب (هدية ثمينة) لا تقدر باي ثمن لاعداء الشيعة الحقيقيون من تكفيريين وصداميين بعدما وجد هولاء الاعداء المخربون في قوة وتماسك (البيت الشيعي) على مدى الاربع سنوات الماضية ضربة قاصمة لكل اساليبهم ومخططاتهم الشريرة والدنيئة في المكر والخديعة.2- لجوء اعداء الشيعة بعدما يكاد يضيع حلمهم في العودة من جديد الى احتكار الحكم واحياء (المعادلة الطائفية الظالمة) التي تقرب وتحكم الاقلية وتقصي وتهمش الاكثرية وتجعل من سوم العباد والبلاد الوان الذل والمهانة والهوان شعار لادارتها شؤون الحياة لجوء هولاء الاعداء الى (اخر الدواء الكي) استخدام (الضد النوعي) وجعل الشيعي يقتل اخاه الشيعي بالمال الشيعي.هنا ومن خلال هذه الفسحة من الحديث – وعذرا الى الله والى فقراء ومعذبي اهلنا في الوسط والجنوب- نحاول ما استطعنا سبيلا ان نشخص وان نضع العلاج – كاي طبيب تعرض عليه حالة صحية متدهورة – ولان الحالة هنا من الخطورة والجسامة بحيث انها من الممكن ان تقضي على المريض نهائيا ولابد لها من طبيب حاذق يثق في علمه ودينه ويكون موضع ارتياح وترحاب من الجميع ويكون لمشورته ورايه القول الفصل في قبول الحكم العدل من الجميع فلاعجب او استغراب عندما ياتي التشخيص والعلاج للحالة المرضية التي تصيب محافظاتنا الوسطى والجنوبية اليوم من شخصية علمائية فذة نذرت كل وجودها والكيان الذي كانت تعمل فيه للاسلام ولاقرار العدل والحرية والمساواة كقيم عليا وثوابت مقدسة لا يمكن المساس بها او التفريط بها للجميع دون أي محاباة او تمييز لاحد على الاخر تبعا لديانته او قوميته او مذهبيته او ثقافته شخصية لطالما كان العلم وجهاد الطغاة المستكبرين عنوانا ومعلما بارزا لسيرته العطرة في حياته والتي كان ختامها مسك حيث نيل درجة الشهادة ورضوان الله الذي هو اكبر في الاخرة ولندع للسيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر(قدس) يخبرنا بالحال المزري الذي من الممكن جدا ان نصل اليه في حال لم نرى حجم المؤامرات والدئساس التي تحاك ضدنا وكما قد كنا راها سماحته منذ تسع وثلاثون عاما ببصيرته .فهل نفهم ونعي الدرس كما ينبغي لنا ام انه ستاخذنا العزة بالاثم بعيدا مرة اخرى لنضع انفسنا ومصير كل اجيالنا القادمة في مرمى احقاد وضغائن كل اعدائنا ومن يتربص بنا الدوائر في مثل هذه الظروف العصيبة؟(الاخلاقية التي كنا نعيشها من نقاطها الرئيسية الارتباط بالمصلحة الشخصية بدلا عن الاستعداد للتضحية نحن بحاجة الى اخلاقية التضحية بدلا عن اخلاقية المصلحة الشخصية نحن بحاجة الى ان نكون على اهبة لايثار المصلحة العامة للكيان على المصلحة الخاصة لهذا الفرد او لهذا الفرد نحن لابد لنا من اخلاقية التضحية بالمصالح الخاصة في سبيل المصالح العامة اما ما كان موجودا فهو على الغالب ايثار للمصلحة الخاصة على المصلحة العامة، كنا نعيش لمصالحنا وكنا لا نعيش للمصلحة العامة حينما تتعارض مع مصالحنا الخاصة وهذه النزعة الاخلاقية (النزعة الاخلاقية التي تتجه نحو المصلحة الخاصة لا نحو المصلحة العامة) تجعل القدر الاكبر من طاقاتنا وقوانا وامكانياتنا خصوصا في مثل هذا الجو الذي اذا عاش الناس فيه دائما بعقلية المصلحة الخاصة ولم يكن عندهم اخلاقية التضحية بالمصلحة الخاصة في سبيل المصلحة العامة فسوف يصرف القدر الاكبر من الطاقات والامكانيات والقابليات في سبيل تدعيم المصالح الخاصة او في سبيل الدفاع عنها ، حينما تتوجه الاتجاهات من المصلحة العامة الى المصلحة الخاصة سوف يضطر كل انسان يعيش في جو عامر بهذا الاتجاه سوف يضطر كل انسان منهم الى التفكير في نفسه والى الدفاع عن نفسه والى تثبيت نفسه وبذلك نصرف ثمانين بالمائة من قوانا وطاقاتنا بالمعارك داخل الاطار بينما هذه الثمانين بالمائة من القوى والطاقات التي تصرف في معارك داخل الاطار كان بالامكان – لو اننا نتحلى باخلاقية الانسان العامل اعني باخلاقية التضحية بالمصلحة الخاصة في سبيل المصلحة العامة – ان نحول هذه الثمانين بالمائة للعمل في سبيل الله بتدعيم الاطار ككل وترسيخه وتكديسه وتوسيعه وبذلك – لو كنا نعقل- لكنا نستفيد ايضا حتى بحساب المقاييس العاجلة اكثر مما نستفيد ونحن نتنازع ونختلف داخل اطار معرض لخطر التمزق داخل اطار مهدد بالفناء ، الى متى نحن نعيش المعركة داخل اطار يحكم عليه بالفناء يوما بعد يوم او يواجه خطر الفناء يوما بعد يوم !!؟ ولا نفكر في نفس الاطار! ولا نفكر في ان نتناسى مصالحنا الصغيرة في سبيل المصلحة الكبيرة ، اخلاقية الانسان العامل اول شروطها هو ان يكون عند الانسان شعور واستعداد بالتضحية بالمصلحة الصغيرة في سبيل المصلحة الكبيرة وهذا ما لابد لنا من ترويض انفسنا عليه).الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس) شخص الداء واسماه (معركة داخل الاطار) اما العلاج الذي وضعه فهو ان نطرح في كل مكان هذه الاسئلة :ما هو العمل؟كيف نعمل؟ ما هي اساليب العمل؟كيف يمكن تجديد اساليب العمل بالشكل الذي ينجسم مع الامة اليوم؟ اذ اننا نتعامل مع عالم اليوم لا مع عالم عصر المماليك اذن كيف نتعامل مع عالم اليوم؟هذه اسئلة قد يكون جوابها صعبا في بداية الامر لانه ليس هناك مطالعات وترويض فكري على الجواب عليها لانها اسئلة دقيقة ومرتبطة بمدى خبرة الانسان وتجاربه واطلاعه على ظروف العالم لهذا قد يجد الصعوبة في الجواب على هذه الاسئلة لكن هذه الصعوبة لابد من تذليلها بالبحث والتفكير ومواصلة البحث والتفكير اذن فيجب ان نفتح اعيننا على العالم اذن يجب ان نعيش الخبرة والتجربة في العالم.واليوم واذا ما اردنا ان نخرج من هذه العاصفة الهوجاء التي تضرب باوتاد (البيت الشيعي) فما احوجنا وكم نحن في امس الحاجة الملحة الى الاخذ بنصائح هذا الصود الشامخ في سارية زعاماتنا الاسلامية والوطنية الخالدة حيث يراد ل(معركة داخل الاطار) ان تبلغ ذروتها القصوى .فهل سنكون ولو في مستوى الحد الادنى من تحمل المسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية كي ناخذ بالنصيحة الابوبة التي اسرها لنا الشهيد السعيد محمد باقر الصدر (قدس) وعلمنا اياها على امل ان نحفظها عن (ظهر قلب) منذ تسع وثلاثون عاما الى يومنا هذا .اجل لقد حان وقت الاصغاء الى نصائح قائدنا الشهيد والاستمرار على خطه الرسالي الخالد البناء خط الاتحاد والتضحية والايثار وهذا ما نامل تحققه بيننا بافضل ما يكون انشاء الله تعالى وفي القريب العاجل جدا والا فان مصيرنا الحتمي الوحيد هو التخلف هذا المنتج الاجتماعي الذي يتفاقم ويشتد عندما يصبح المجتمع بيئة حاضنة فيغدو التخلف قادرا على انتاج نفسه بنفسه.فاحذروا ايها العراقيون جميعا قبل اهلنا في الوسط والجنوب ان يتغلغل بينكم مرض التكفير حاربوه ما استطعتم وضيقوا عليه المشارب والقنوات واحذروا يا اهلنا في الوسط والجنوب ما جرى لاهلنا في الانبار وديالى وبغداد خوفا من ان يندس هولاء التكفيرون الارهاربيون المخربون في وسط وجنوب العراق الهادى ليعيثوا بامنكم واستقراركم ورفاهيتكم خربا – لا سمح الله- ولنبق ما حيينا بهذا النفس الطيب المعتدل وهذا التعايش السلمي والتقارب المذهبي .فيا كل اخوتنا واخواتنا الاحبة – الاعزاء في وسط وجنوب العراق القلب والضمير والوجدان نحن اخوانكم المرابطون في بغداد وديالى نترقب امنكم واستقراركم ورفاهيتكم لانها لنا قبل ان تكون لكم فكم نحن في امس الحاجة لكم ونحن نفخخ ونذبح ونهجر يوميا كي تنصرونا ونتصر بكم ونحن نتحدى جنون الارهاب هذا الذي يقتلنا بصور متنوعة بحيث نرى زمر الارهاب والتكفير الاسود وهي تقتل الابرياء ! تقتل الصغير والكبير! وتقتل الطفل والرضيع وتقتل المراة والعجوز تقتل هولاء سواء كانوا في بيوتهم او في اسواقهم او في مدارسهم واعمالهم او في مساجدهم وحسينياتهم او في أي مكان في القمر او المريخ سيتبعهم التكفير ليقتلهم لانهم لا يستريحون الا في سفك الدماء على الارض وهذا المصير الماساوي مما لا نريده لكم ولا نرضاه فاحفظوا على ما انتم عليه بالغالي والنفيس قبل ان يصيبكم جنون الارهاب في الصميم ليقطع اوصالنا قبل اوصالكم بعدما قطع السبل بيننا وهذه هي غايته الاولى والاخيرة والا كيف نفهم ونعي استهداف الجسور التي تربط محافظاتنا بمحافظاتكم وهي في الاصل انما تربط مصيرنا بمصيركم؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك