( بقلم : حامد جعفر )
عندما كنا طلابا في مراحلنا الاولى , كان معلم التربية الوطنية و أحيانا مدرسو التاريخ , لا يكادون أن يتوقفوا عن الصياح بألم و عصبية وهم يرددون تلك الجملة التي بقيت عالقة في أذهاننا حتى يومنا هذا وهم يتكلمون عن وعد بلفور : أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ...... وهم يقصدون بالطبع أن وزير الخارجية البريطانية بلفور وعد اليهود بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين.
يروى أن جماعة من اللصوص سطوا على قرية في ليلة ليلاء من ليالي الشتاء, فسرقوا المواشي والغلال وكل ما خف وزنه و غلا ثمنه. و انطلقوا بعد ذلك الى المدينة , و باعوا مسروقاتهم , وحصلوا على مال كثير ذهبا و فضة.. و بعد نهار شاق من البيع وجمع الريع الحرام, دخلوا الى احدى الخمارات للاستمتاع وأحتساء الجعة و العرق المسيح , فاذا براقصة تدور بين السكارى شبه عارية , تهز حوضها هزا , وترعش صدرها فتتصادم ليرات قلائدها فيما بينها فترن و كأنه صوت ذنب الافعى ذات الاجراس عندما ترعشه !!!! فذهل اللصوص.... وطارت قلوبهم فرحا واستمتاعا. فما كان منهم الا أن أحاطوا بها راقصين ثم مدوا أيديهم في جيوبهم وأخرجوا الدنانير و أخذوا ينثرونها على رأس الراقصة بلا حساب كما نثرت فوق العروس الدراهم !!!!وما اشبه الراقصة بالدول المتخلفة التي يسمونها الدول العربية وما اشبه اللصوص بالصدامي العفلقي خلف العليان الذي قال ان نفط العراق ليس ملك العراقيين بل ملك العرب جميعا . اي بمعنى اخر لايحق للعراقيين ان يستمتعوا بنفطهم وثرواتهم بل يجب ان تذهب اولا الى جيوب حكومات العربان ليتوفر لهم المال المباح والليالي الملاح واما ما تبقى من قير وقطران فلينتفع به العراقيون . بئس القائل وبئس القناة التي التقت به .. وانا ارد على هذا التافه العليان بان هذه الدول العربية قد اساءت للعراق عبر تاريخه الحديث وربما القديم .... لقد اثقلوا كاهل كل عراقي بديون كاذبة تبلغ المليارات واستغلوا عداء امريكا لصدام وقدموا فواتير كاذبة بمليارات الدولارات على انها خسائرهم بسبب حرب الخليج الثانية .
الم تستغل الكويت هذه الفرصة الذهبية فسرقت بدعم امريكي سيطر على الامم المتحدة انذاك نصف ميناء ام قصر وعشرات الكيلومترات من حقول الرميلة النفطية الجنوبية .. واليوم قد حفروا الابار بحقولنا واخذوا يسرقون نفطنا باسم الشرعية الدولية والحدود الجديدة !! اما ديونها علينا فلم يسقطوا منه فلسا واحدا رغم الوساطات والزيارات .. ولو افترضنا ان لها بعض الحق لان صدام احتلها واستباحها وسرق هو واسرته كل مصارفها وثرواتها , فما حق ال سعود والامارات وقطر , ولو افترضنا ايضا ان هذه الدول لها بعض الحق لان صواريخ صدام سقط على بعضها فاحدث حفرة كبيرة في رمال الصحراء الثمينة , فما بال حسني يدعي ان له دينا علينا بمقدار مليار دولار وانه لن يسقط منه مليما واحدا .
انظر ياخلف العليان يا اعور القلب الى الاردن التي تختبيء فيها خوفا من عقاب العراقيين كيف انها كانت تاخذ النفط العراقي بالمجان تقريبا وجعلت من العراق ايام الحصار سوقا لشركاتها ومنتجاتها الرديئة وعندما سقط نظام صدام وطلبت حكومتنا استرجاع عدة طائرات مدنية ارسلها صدام الى مطار الاردن حفاظا عليها من القصف الامريكي طلب جلالة الملك الكريم جدا دفع مليار دولار كاجر للمرآب الاردني الذي ركنت فيه هذه الطائرات ولم تتخل عن مليم احمر !!!! فلما رأت حكومتنا ذلك تنازلت عن طائراتها مقابل اجور الكراجخانة.وفي كل حال يا خلف العليان ان عثرت على برميل نفط في خيمة ابيك على رمال صحرائك فيمكن انذاك ان تعطي من تشاء وتهبه نفط العليان .. اما ثروة الشعب العراقي فهي له وحده وكفى لهذه الدول الحاقدة ان تمتص دماءنا كالعلقة .. فلا تعط يا خلف المتخلف ما لاتملك لمن لا يستحق .حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha