ابو علاء الربيعي اب لخمسة اطفال يعمل سائق اجرة يحاول جاهدا ان يكسب رزقه من عرق جبينه خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق من ارهاب وقتل وتفجير , خرج ابو علاء صباحا متوكلا على الله كعادته ليبحث عن من يقلهم الى مبتغاهم فاوقفه شخصان وطلبا منه ان يوصلهما الى منطقة حي الظلم ( العدل سابقا ) فوافق بعد ان عرف منهم انهم سينزلون عند اطراف الحي لانه يعرف ان مليشيات الارهابي الطائفي عدنان الدليمي ناشرة ارهابها في كل الحي . فحرك سيارته الى الجهة المنشودة وفي اثناء الطريق سحب الشخصان اسلحتهما على ابي علاء وطلبا منه ان ينحرف باتجاه منطقة المامون فاوقفا السيارة واخرجوه منها وقاما بتعذيبه اشد العذاب وشدوا وثاقه بعدها قاموا بتفخيخ السيارة ومن ثم اجلسوه في السيارة وشدوا يديه بالمقود وربطوه بمقعد السيارة بحزام ناسف وشدوا ارجله على الكوابح وسط توسلاته لهم ان يتركوه ولكنهم انهالوا عليه بالسباب والشتم والضرب الى درجة الاعياء .
بعدها امروه ان ينطلق بسيارته الى اي منطقة فيها تجمع كبير من المواطنين وسيلحقون ورائه بسيارة اخرى ولكنه ابى فاخذوا يضربونه مرة اخرى بشدة حتى رضخ لهم فانطلق بسيارته مضطرا ولكنه في الطريق مد راسه من سيارته واخذ يصرخ ( يا ناس ابتعدوا .... يا ناس ابتعدوا دخيل الله ... سيارتي مفخخة والارهابيين قيدوني ولا استطيع الخروج منها ) فانتاب الناس الهلع والخوف وهربوا بعد ان سمعوا كلام ابا علاء , في هذه الاثناء قام الارهابيون بتفجير السيارة فتطايرت اشلاء ابو علاء ولم يبق منها سوى يديه المقيدتين بمقود السيارة ورجليه على الكوابح ولم يصب المواطنين المارة باي اصابات بسبب صراخات ابو علاء وتحذيراته بان السيارة مفخخة .
بعد الانفجار حضرت القوات الامنية بسرعة الى مكان الحادث ونتيجة للمعلومات التي ادلى بها المواطنين تم مطاردة سيارة الارهابيين فالقت القبض على احدهم فيما هرب الاخر الى جهة مجهولة فاعترف الارهابي الذي تم القاء القبض عليه بكل ما جرى .
فاي انحطاط اخلاقي وصل اليه هؤلاء المجرمين وبنفس الوقت نرى مدى شجاعة واباء ابو علاء من خلال صراخاته التي اطلقها من اجل ان لا يتاذى احد من المارة بسببه حتى ولو كان بهذا الموقف العصيب الذي هو فيه انها معركة بين الحق والباطل , معركة بين الخير والشر .
ترى هل سيتوسط القادة الطائفيين امثال الدليمي وخلف العليان وصالح المطلك ومحمد الدايني ومن لف لفهم لاخراج الارهابي من السجن لانه يتعارض مع شعارات المصالحة الوطنية ؟ وماذا سيقول القضاء خلال محاكمة الارهابي فهل ستكون عقوبته الاعدام شنقا حتى الموت ام حكم مخفف كما حصل للتونسي الذي فجر سيارته في الجادرية قبل سنتين ونصف ؟
لنتصور ان ابا علاء لم ينبه الناس بان السيارة مفخخة وانفجرت السيارة ماذا سيحصل ؟ من الطبيعي سنشهد مجزرة مروعة تضاف الى المجازر التي يرتكبها التكفيريون والصداميون كل يوم ولكن ابو علاء انتصر على الارهابيين وفوت الفرصة عليهم في ان يرقصوا على اشلاء ابناءنا واخواننا واحبتنا
أليس من واجب الحكومة ان تقوم بتكريم هذا البطل المقدام وتتكفل برعاية عائلته المتكونة من زوجة وخمسة اطفال فقدوا حنان الابوة وهم صغارا وان توفر لهم كل السبل من اجل ان يكملوا مسيرتهم في هذه الحياة الصعبة ؟ اسئلة كثيرة تحتاج الى اجابة .
علي محسن راضي
وكالة انباء براثا ( واب )
https://telegram.me/buratha