عاش الشعب العراقي حقبة تاريخية مظلمة امتدت عقود من الزمن جرى على اهله فيها اقسى انواع الظلم والاضطهاد والتعسف في ظل نظام حكم البعث الذي استباح كل شئ واحداث ما جرى ليست ببعيدة عن الذاكرة العراقية بل وحتى العربية التي شائت عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية فلم نسمع من يشجب او يستنكر منهم حتى في اقسى الجرائم التي حصدت فيها ارواح مئات الالاف من ابنائنا في الشمال والجنوب بل بالعكس كان العرب يتظامنون مع الجلاد انذاك في قمعه ليكون سوطا قاسيا لاي حركة او معارضة ضده والاسباب معروفة للجميع فكان انحيازهم الطائفي ومساندتهم له بالاموال والسلاح خلال حروبه المتعددة ما دام الشعب هو الذي يدفع ضريبة الدم .وبعد انهيار وسقوط النظام واختفاء ازلامه عند دخول اول دبابتيين اظلت طريقهما في بغداد ووقوفهما على جسر الجمهورية حتى تغيير الموقف العربي تجاه العراق والعراقيين فاصبح الكل يفتي بشأن العراق ولا يتوانى في التدخل في شأنه الداخلي فتارة عن طريق الضغط على الامريكان لتحصيل مكاسب سياسية لفئة معينة تذكرهم وتثير حنينهم للنظام البائد الذي اجتهدوا على ارجاع بقاياه واذياله الى الحكم من جديد . وتارة اخرى بمساندة الاعمال الارهابية التي تدعي "المقاومة الشريفة جدا" بالاموال والسلاح او بارسال ارهابييهم كي يفخخوا انفسهم وسط الابرياء فنجدهم من شتى الجنسيات السوري والمغربي واليمني والمصري واخر بهيمة السوداني الذي لم يلحق مأدبة العشاء فقتله ابطال جيشنا قبل بلوغ هدفه . اذا كان بامكان دولة التدخل من اجل مساعد البلد للنهوض بواقعه عليها ان تحترم الواقع الذي يعيشه البلد بكل مكوناته وليس التدخل السلبي لمساندة فئة واحدة على حساب الاخرين , واحدى مبادرات هذا التدخل هو التدخل السعودي والتي جاءت على لسان المستشار الامني السعودي نواف العبيد في حال انسحاب القوات الامريكية من العراق بانها سوف تتدخل لتدعم السنة بالمال والسلاح ضد ما تسميه بـ "المليشيات" الشيعية وكانها تحرض على الفتنة الطائفية وجر البلد الى الاقتتال الداخلي واعانت طرف على الاطراف الاخرى اي دعم الاطراف السنية المتمثلة بقيادات البعث مسنودة باجرام القاعدة لمحاولة منها لارجاع الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الاحتلال وهذا ما صرح به علانيه وزير داخليتها نايف بن عبد العزيز قبل يومين عقب اختتام اللقاء التشاوري الثامن لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في الرياض.! وهو ما تسعى لاعادته وتحاول تطبيقه . الفتاوى التي تصدر من وعاض السلاطين والتي تدعوا الى محاربة الرافضة واستباحت دمائهم او الاموال التي تجمع كزكاة في مساجدهم وترسل للعراق باكياس لتمويل العمليات الارهابية بحق الابرياء لم نسمع باي رد فعل من حكام السعودية بمعاقبة من يصدر مثل تلك الفتاوى التحريضية التي تنفذ بحق الابرياء ! و غض النظر عن من يريد التسلل الى الاراضي العراقية او تهريب الاموال والسلاح كل هذا تجسيد على ارض الواقع لما صرح به مستشارهم الامني نواف العبيد او وزير داخليتهم نايف بن عبد العزيز . موقف السعودية من الحكومة العراقية واضح رغم ما تصرح به في الاعلام بانها تدعم العملية السياسية لذر الرماد في العيون وقبل ايام من انعقاد مؤتمر العهد الجديد في شرم الشيخ رفضت استقبال السيد المالكي باعتباره السبب في تعميق الصراع الطائفي في العراق!! وفي حقيقة الامر انها من عملت بالفعل الى تمزيق نسيج المجتمع العراقي بالتدخل المباشر والسافر فيه لضمان عدم استقراره وانتعاش اقتصاده رغم علم الجانب الامريكي بكل تحركات السعودية اذا لم نقل انها من تقوم بحماية ارهابييهم, ولان الحكم الان بعد خروجه من ايدي الاقلية ومشاركة جميع الاطراف يعتبر تجربة ناجحة والخوف من تصدير هذه التجربة الى بلدان عربية اخرى تئن تحت الحكم الدكتاتوري ومنها بلاد الحرمين التي تحكم فيه اقلية تسيطر فيه على زمام الامور وتهمش ما عداها ! فلنسئل حكام السعودية ماذا عملوا للاقليات التي تعيش حالة فقر واضطهاد في الاحساء والقطيف ومصادرة حقوقهم وتقييد حرياتهم,, لم يعين وزير شيعي في حكومة ال سعود ولا حتى مدير عام ولا اي منصب امني , اين حقوق هؤلاء ؟ واين ما تنادي بتطبيقه بالعراق ؟ بمشاركة الاقلية في الحكم واعطائهم المراكز السيادية ! واخر ما تناقتله الصحافة هو اقدام السلطات السعودية بهدم مساجد شيعية في العوامية في القطيف !! وبمباركة شيوخ السوء الذين اشرفوا على عملية الهدم . فمن يريد ان يحشر نفسه في قضايا الاخرين يجب ان يكون مثالي في حل قضاياه وتطبيقه لما يطرحه على الاخرين ,, كما ونسيت المملكة بان السيد المالكي المنتخب باصوات اكثر من اثنا عشر مليون ناخب وجميع حكومتة ممن تنازلوا عن استحقاقهم الانتخابي لتكوين حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة جميع الطوائف,, وفي اخر المطاف تلك العناصر التي اشركت بالحكومة عطلت مسيرة البناء والعمل بوقوفهم موقف المعارضة الهدامة وعائق امام اي تقدم في المجال السياسي وحتى الامني من خلال مراكزهم التي استحصلوها من هذه الحكومة بضغوط سعودية وعربية اخرى . عراقيـــه