( بقلم : حسين الخزعلي )
لقد افرزت العملية السياسية في العراق من خلال الانتخابات والحكومة سوى كانت بالمحاصصة او الاستحقاق الانتخابي افرزت العديد من الشخصيات السياسية وكانت هذه الشخصيات ملونة من حيث الامكانات والطاقات السياسية والوطنية وملونة من حيث التبعية والولاءات وملونة ايضا من حيث الخبرة السياسية وعدمها. ان للعراقيين الحق بأن يفخروا ببعض الرواد من الشخصيات السياسية الوطنية واللذين ظهروا في زمن المحنة واستطاعوا ان يمسكوا بدفة العراق الذي يحاول الكثير قلب سفينته.
بقدر ماوجد من تلك الشخصيات السياسية الوطنية فأن هناك مايوازيها ويقد يفوقها عددا من الشخصيات التي تسلقت السلم السياسي وهي في حقيقتها شخصيات مشبوهه ومضره فمنها مايمثل اجندة اجنبية مشبوهه ومنها مدعي سياسة واشباه سياسيين . فأذا اردنا ان نصنف الشخصيات المشاركة في العملية السياسية في العراق الان فنستطيع القول بأنها على ثلاث صنوف:- الصنف الاول هم الوطنيون المخلصون والصنف الثاني هم المتآمرون اما الصنف الثالث فهم اشباه السياسين اي انهم مدعي سياسة ولايفقهون منها شئ. ان حقيقة مايجري في غرف العملية السياسية في العراق هو صراع مابين هذه الاصناف من الشخصيات , ولايبدو انه صراعا سهلا اذا ماعلمنا ان الصنفين الاخيرين من الشخصيات وراءها من يدعمها ويحركها ولديها مليشيات تقاد وتوجه لتغيير مسار القرارات الوطنية وخرقها متى شاءت , اذن الشخصيات الوطنية امام تحدي صعب جدا وانها لاتملك القوة الكافية رغم انها تملك مشاعر وتأييد الوطنيين من العراقيين. ولايعني ان الشخصيات الوطنية اذا ماتسلمت مقاليد الحكم كما هو حاصل الان فأنها ستفعل المستحيل بعصى سحرية وستحيل العراق الى وطن امن في ليلة وضحاها فالمسألة ليست بهذه السهولة ورحم الله الشاعر حين قال:- متى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنية وغيرك يهدم ان اي انجاز يحرزه الوطنيون العراقيون اللذين يتصدون لمناصب كبيرة ومؤثرة في الحكومة العراقية الحالية لابد ان يقابل بأستعداء واستنكار واستهانه من قبل الصنفين الاخرين وسرعان ماتوضع العصى في العجلة وتستنفر الطاقات والجهود لتخريب هذا الانجاز. ان الصنفين الاخيرين من الشخصيات اللاوطنية هم في الحقيقة مدعومون من قوى اجنبية لها اجندة داخل العراق اما لتصفية حسابات مع دولة اخرى على ارض العراق او لتأخير وتعطيل التجربة الديمقراطية في العراق حتى لاتشملها رياح التغيير , حتى ان الصنف الثالث وهم اشباه السياسين وان كانوا غير مرتبطيين بأجنبي فعلا لكنهم يوجهون بطريقة مخابراتية من قبل الاجنبي دون ان يشعروا بذلك . على الجميع ان يعلم ان الضرر الذي يلحقه الصنفين اللاوطنيين بالعراق ومسيرته الديمقراطيه انما يشمل الجميع فلا يوجد من ينتفع هنا ويتضرر هنا ان حل هذه المعضله العراقية يتم بأكثر من جانب فالجانب الرئيسي يقع على عاتق الشخصيات الوطنية من المتصدين للعملية السياسية ودورها في تكريس الوعي الوطني بين ابناء الشعب العراقي وذلك من خلال اللقاءات والندوات والمؤتمرات والظهور على الفضائيات وغيرها وتذكير الشعب بعراقيته ووطنيته فهذا هو دورهم الرئيسي وهم من يقدر على ذلك لانهم شخصيات مسموعة الصوت وذات تاثير في الشارع العراقي . والجانب الاخر هو ان الشخصيات الوطنية التي ترتقي سدة الحكم في العراق الان يجب ان تكون حازمة في الوقوف بوجه الجشعين والمتآمرين من السياسين اللذين لايهمهم ان يذبح نصف الشعب مقابل تحقيق اجندتهم المشبوهه , ولنا ان نسأل والشعب العراقي كله يسأل اين هو قانون مكافحة الارهاب ؟ ولماذا لايفعل؟ لماذا لايعتقل من يثبت تورطه في دعم الارهاب من السياسين ؟ متى يسترد حق الناس التي فقدت احبتها بسبب هؤلاء؟ متى يعاقب السياسين المسؤولين عن التهجير القسري؟
بقي ان نقول للشخصيات التي هي اشباه سياسين وجهال في العمل السياسي واللذين تسلقوا بسبب ظروف استثنائيه مر بها العراق ان لكم الفرصة في ان تعرفوا حجمكم الطبيعي ولاتكونوا كالابواق لانفع فيها سوى الازعاج وننصحكم بأن تسلموا مع الشخصيات الوطنيه وتكونوا عونا لهم لاوبالا عليهم كما ان وضع العراق لايتحمل ان يتسلط عليه بسطاء العقول فلا يعوا القيادة ولايدعوا غيرهم يقودون. حسين الخزعلي 22-5-2007
https://telegram.me/buratha