( بقلم : وداد فاخر* )
لا ادري مدى إدراك البعض ممن يقفز بكل قوة داخل معمعة القتال وهو مجردا من آلة الحرب ليجد نفسه بعد دقائق عدة هدفا لسهام الطرف الآخر ليردى بعد لحظات صريعا دون أن يستطيع حتى رفع إصبعه في الهواء في إشارة لتحدي الآخر ، أو التهيؤ لمبارزته في ساحة الوغى .والدفاع عن المثقفين والثقافة لا ينبغي أن يجر الفرد للدخول في منازعات هو في غنى عنها خاصة إذا كانت تلك المنازعات تدخل في باب التمييز بين الثوري واللاثوري في المفهوم العلمي للنصوص الثورية ، وتدخل بعض الممارسات التي تتحرك بين الميوعة الثورية والانتهازية ضمن هذا الحيز من التصرف اللامسؤول ، ويحدد النص التالي هذا المفهوم والذي يقول : "... إن النضال الحزبي يعطي الحزب القوة والحيوية؛ والدليل القاطع على ضعف الحزب هو الميوعة وطمس الحدود المرسومة بخطوط واضحة؛ إن الحزب يقوى بتطهير نفسه...". (من رسالة وجهها لاسال إلى ماركس في 24 حزيران (يونيو) سنة 1852) .وما ذهب إليه ( الناطق الأكاديمي ) الذي أحببت أن ارمز إليه بهذا الوصف يدخل في هذا الباب عندما اختار شخصه وبدون تروي للوقوف بوجه جمهرة المثقفين الشرفاء الذين وجهوا النقد لمؤتمر ( إبراهيم – شمالي ) كما أطلق عليه الصديق العزيز الدكتور عدنان الظاهر . وما كان لـ ( الناطق الأكاديمي ) أن يستعجل الأمور ويبدأ هجومه الانفعالي على رهط من المثقفين العراقيين الذين وضعتهم بين قوسين عندما أطلقت عليهم مصطلح " شرفاء العراقيين " بغية تمييزهم عن آخرين لا علاقة فكرية أو تنظيمية بهم مطلقا ، وكانت عبارتة التي بدا بها هجومه على تلك النخبة الطيبة ممن قدم الكثير للوطن وما زال تدخل في باب " العراك الثقافي " ، خاصة وانه لم يكن الوحيد ممن حضر ذلك المؤتمر المشبوه من جميع النواحي ، وكان جل هجوم الرهط الثقافي على شخصيات انتهازية ، أو لصوص السياسة والثقافة ممن كان ضمن الخليط الغير متجانس من الحضور ، لكن المثل العراقي يقول ( الذي بعبه عنز يمعمع ) .
فعبارة (.. وهكذا ما كانت الثقافة العراقية ولا المثقف العراقي الذي أبدعها بحاجة للتزويق أو الشهادات المرضية والتزكيات البائسة على طريقة الكتابات الصحفية العجلى والحبلى بأمراض [أعداء الثقافة العراقية المضيئة]!؟)، التي كانت حكما بائسا ونتيجة حتمية لإحن سابقة كنا ننأى نحن المتشبعين بمفاهيم حب الوطن والشعب ، وطول فترة النضال ضد الدكتاتورية ، والعمل داخل الحزب الثوري ، بالحديث عنها وكشف المتعلقين بها ممن ظهرت كثيرا في كتاباتهم وطروحاتهم ( الثورية المزوقة ) حتى ولو تعلقوا بأستار الكعبة وليس كما تعلق البعض بذيل حركة التحرر الكوردية ، وظهر تملقهم لها بعد أن حصل على الكثير من المكاسب داخل الوطن الذي كان محتلا من قبل العفالقة ، لأننا في غنى عن التملق والتحزب لهذا وذاك كوننا تربينا داخل حزب الطبقة العاملة العراقية ولا زلنا نؤمن بحق الشعوب في تقرير مصيرها ومنذ صبانا ، وكنا وسنظل معانقين شعبنا الكوردي لأننا نعرف إن مصيرنا متعلق بمصيره أيضا ، ولم يأتنا الوحي بعد خراب البصرة كما يقال ، وبعد أن استفاد من استفاد من التعايش السلمي مع حزب العفالقة ، ثم لما حمي الوطيس خرج إلى حدود الأمصار" مقاتلا " باسم اليسار والوطنية العرجاء .
فلم يكن أي من أولئك النفر الذين لازالوا متعلقين بحب العراق كما وصفهم ( الناطق الأكاديمي ) في مقاله المتشنج (وأخرى المتشنجة الموتورة مهاجمين المثقف العراقي بلغه الثقافة العراقية في ظل اختلاق أزمة أو افتعال مشكلة.. ). وهو يعرف تماما من هو المتشنج والموتور والمنحاز كليا للطائفة أي طائفة لا على التعيين ، ولأنه من بدا بإطلاق النار بدون سابق إنذار فليتهيأ لسيل عارم من اطلاقات الرحمة التي ستنزل عليه ، والبادئ اظلم كما يقال . لان لا احد يبحث كما يدعي " الناطق الأكاديمي " عن ( فسحة للغة الشتيمة والتعريض والاتهام ليس غير .. ) ، فالكل من تلك النخبة الوطنية الشريفة لقي ما لقي من عسف واضطهاد وغربة وتهجير يوم كان الكثير ممن حضر مؤتمر الزبيدي يسبح بحمد القائد ( إناء الليل والنهار ) إن كان في اطروحاتهم ( العلمية ) التي تتناول أول شئ سيرة ( القائد الضرورة ) ومنه وفضله على ( الشعب العراقي ) ، أو الانضمام لما سمي في حينها من قبل حزب العفالقة بـ " الصف الوطني ". لذلك فقد دخل ( الناطق الأكاديمي ) مدخلا صعبا كما يقال ، والحياة ليست كلها تمثيل ، وليست كل خشبة هي خشبة مسرح ، فما يقال على خشبة المسرح لا يستسيغه الآخرين ممن يعيشون على ظهر الأرض حياة عادية طبيعية .
وبانت مراهقة البعض السياسية منذ أمد بعيد ، وكشف معدنهم اصغر طفل عراقي وهي لا تحتاج للتوضيح من احد ،ولم يكن أي من شرفاء العراقيين والذي كشف زيف وطنية من قاد المؤتمر من كان مصابا بمرض اليسارية الطفولي الذي تحدث عنه ( الناطق الأكاديمي ) عندما وصم شرفاء العراقيين بقوله ( ولكننا نحن المثقفين العراقيين لسنا في سياقات تلك المراهقة السياسية أو رؤى الطفولية والتطرف التي لا مصلحة لها في استقرار الوضع العراقي وتطمين ظروفه وحاجاته الأمنية بمساعدات دولية وإقليمية مطلوبة في اللحظة الراهنة بقوة وتحديدا مسألة وجود القوات الأجنبية في هذا الظرف الخاص.. ) . ولأنه كان يتنعم ببركات ( القائد الضرورة ) و ( الحزب القائد ) يوم كان أولئك النفر من المثقفين الحقيقيين للوطن العراقي يقارعون الدكتاتورية بكل ما يملكون من علم وثقافة معرضين أنفسهم وأهليهم الذين كانوا داخل الوطن لانتقام العصابة الفاشية التي كانت لا تتورع عن القيام بكل شئ . وهي من قدمت الغالي والنفيس من اجل وطن اسمه ( عراق ) والتحفت أحيانا السماء مستغلة أرصفة الشوارع والموانئ ومحطات القطار في مدن غريبة من اجل قضية كبرى اسمها لا يزال يرن في مسامع العالم وهي ( القضية العراقية ) ، بينما كان البعض ممن تساوق مع النظام وتعايش معه يبرر تواجده ضمن من تواجد داخل الوطن من ( السياسيين ) بأنه عاش داخل الوطن ضد النظام ولكنه كان يغمز النظام من طرف خفي كما يدعون .
وخرج المثقف الذي يعيب على الآخرين توجيه الاتهامات ( الباطلة ) كما يدعي ليكيل لكل من وجه النقد للتجمع المشبوه أطنانا من الاتهامات وكأنه سيفلت من التصدي له وكشف كل خباياه التي لا يزال البعض من الطيبين يضغط في سبيل عدم كشف الغطاء عنها للملأ وفضح المستور منها . ورغم انه بدا اتهاماته بنوع من العقلنة التي تمثلت في قوله (تغليبه لغة الخطاب السياسي على الثقافي والمعرفي الأكاديمي ) ، إلا انه خرج عن المألوف في الخطاب وتحول عن ادعائه ( الأكاديمي ) ليغرس أنياب الحاقد المفترس على رهط لم يقولوا يوما للبعث المنهار كلمة ( نعم ) فقط بقوله : ( طرف من خارج المؤتمر ظل يصب جام انفعاله وغضبه من بوابة الاتهامات التضليلية سواء منها المتعلقة بإطلاق سمة العمالة على جميع أعضاء المؤتمر أم بمسائل تتعلق بالاتهامات الفضائحية ذات الهدف التسقيطي من نمط التعريض بشرف الشخصية أو بقبولها الرشاوى وبيع الضمير والكلمة مقابل مصالح مادية رخيصة! ) . وكأن ما قيل عن بعض الشخصيات الهزيلة هو محض هراء ولم يكن البعض ممن حضر وهو لا يعرف يكتب جملة مفيدة واحتسب على المثقفين العراقيين ، وكان هذا البعض ممن تجسس على العراقيين ، أو سرقهم ، أو شكل تنظيمات وظهرت أسمائهم من ضمن المتلقين من عطايا النظام الفاشي المنهار ، كما حدث لأحدهم عند اقتحام السفارة العراقية في لندن في ثمانينات القرن الماضي ، وظهر اسمه في قوائم المتلقين تلك العطايا من النظام .. الخ من الأسماء ( الوطنية ) التي خرج بعضها للعلن قبل سقوط النظام بسنوات قليلة ، أو اشهر معدودة لا غير . ولولا تهاون بعض الحكومات الغربية وترك أجهزة المخابرات العفلقية تتلف كل مستمسكات السفارات العراقية ، أو تخبئها في أماكن خاصة بها ، كما حدث في فيينا ، لظهرت أسماء أشخاص وجماعات تثير العجب العجاب ، ولما تجرأ ( الناطق الأكاديمي ) على التساؤل (وهل حقا تحدثوا بمصداقية وأمانة أم امتلأت أحاديثهم وادعاءاتهم بالافتراءات؟ ) . أو عاد ليخفي فرحته بالضيافة ( البلوشي ) في فندق خمسة نجوم بعمان وهو يوجه اتهامه للرهط الوطني عندما يقول ( والطرف الآخر يتمثل في أولئك الذين يبحثون عن وجودهم من باب المظاهر والحضور في الملتقيات فإنْ لم يكونوا في ملتقى طعنوا فيه.. وهؤلاء من المنتفعين والسطحيين والأفاقين وليس من فائدة في مناقشة معهم أو الوقوف عند تعاطيهم مع الهامشيات الفضفاضة الفقيرة... ) . فمن هو الأفاق والسطحي والمنتفع يا ترى ، مجمع المتزاحمين على ضيافة إبراهيم الزبيدي في عمان ، أم خلاصة الرجال الذين قدموا التضحيات الجسام لوطنهم وكانوا هدفا دائما لرجال مخابرات النظام وعصاباته المنتشرة في العالم يوم كان كل العالم يسبح بحمد ( القائد ) ومعهم جمهرة كبيرة ممن حضر مؤتمر الزبيدي في عمان ؟؟!! . ولأنه وكما يقال( قد طفح الكيل ) ، فلا غرابة أن َيشتمْ رهط من المثقفين العراقيين انتهازي وطائفي وأفاق وجد ضالته في مؤتمر عمان ، ودولارات إبراهيم الزبيدي التي لا نعرف مصدرها حتى الآن . " وإن عدتم عدنا " .آخر المطاف : " نحن امة لو جهنم صبت عليها بقت واقفة " .. مظفر النواب* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنجwww.alsaymar.de.ki
https://telegram.me/buratha