( بقلم : المهندسة بغداد )
الى من استضافتني اشهرا في محنتي
الى من بكيت عندها قليلا وكثيرا
الى الفاهمة غير المفهمة
الى من تلاوت عليها السياط بعد فقد النصرة
الى من حفظت امانة الاسلام
الى من كفلها ابا الفضل العباس
الى سيدتي ومولاتي زينب ع
لا اعلم كيف خطر ببالي ان اكتب لك على البعد منك ، وهل يجوز لخادمة لا تستحق ان ترفع عيناها في حضرتك ان تتجرأ وتكتب لك !!
ها هي دموعي بدات بالانهمار قبل البدء ، انه الشوق يا سيدتي فاعذريني فلقد اخذت معك الصبر وغدونا لانتحمل نسمة الم تمر بنا .
قبيل ساعات من الان شدني الشوق لاذهب للزيارة احدى رياض الجنة بعد ان قرأت خبر عن مرض شخص اتلمس منه وامثاله تغيرا في حياتي وحياة شيعة امير المؤمنين ع فاحسست بانكسار ولم امتلك الا ان ادعو الله له ولكافة مرضى المسلمين خاصة شيعة الامير ع بالشفاء العاجل . وهناك رأيت مظهر الاحتفال وعرفت انها ليلة ولادة ابنة الزهراء وعلي الكرار ولادتك البهية يا سيدتي .
رجعت اسير ولا ارى شيئا سوى الايام التي عشتها بجوارك قبيل سقوط الصنم ، ثلاثة اشهر عشتها بجوارك سيدتي في ايام عصيبة مرت على بلدي وليس لي ملجأ سوى حضرتك التي تفردت دون بقاع الارض قاطبة بان داخل هذه الحضرة بخاصية خروج المهموم مستقر الفواد .
انني من كنت اجلس عند ذلك العمود القريب من شباك حضرتك البهية اتكلم معك ولا اسمع منك سوى اهات،ساعات طوال اتامل صبرك وشخصك واحاول ان احددها باطار وحدود لكنها لا تحد ولا تأطر مولاتي .
اتذكرين عندما أأتي عندك باكية هاربة من اخبار التلفاز التي تظهر احتراق عاصمتي التي يقطن بها اهلي وناسي وعندما سقط الصنم يوم وفاة اخاك الحسن امامنا المجتبى ع لم استطع ان اهنئك بهذه الفرحة كي لا نكسر عزاء الحسن المظلوم ع وكتمنا الفرحة لليوم التالي مترجمينها الى صلوات شكر وابتهال عند حضرتك لتخيم عليّ خيبة امل وانا ارى بلدي يــُسرق وابناء نبيه تـُقتل عند اعتاب جدهم علي ابن ابي طالب ع !!
عندما كانت ضلوعي تلامس ضريحك واناملي تضغط بقوة عليه واخاطبك بصوت تغصه العبارات اخوتي اخوتي سيدتي اخوتي هناك في اشارة الى اولاد خالاتي وعماتي وعمومتي واهلي وكنت الح بشأن الاخوة لافتقادي هذا الشعور لان الباري لم يهب لي اخا في هذه الحياة ولطالما احسست انهم اخوتي ، هؤلاء الاخوة الذين لم ارى يوما روؤسهم مرفوعة في ظل نظام طاغي لايجرء فيه جريء على رفع بصره بل اكثر من هذا فكم من مرة اسمع قصص ذلتهم للحصول على دفتر الخدمة العسكرية ( دفتر الذلة ) .
لم اكن استطع ان اشعرهم باني متألمة من ذلتهم تلك وان تعمدت التزام امور لو انهم تفكروا فيها قليلا لعلموا الى ما ارنو ، فعندما كنا نذهب الى كربلائنا المقدسة في سيارة متوسطة يتقدم فيها الشباب على النساء اطلب من ان يضعوا قصيدة (علم علة الكاع يا حيدر ) وكلما انتهت اطلب اعادتها الى ان نصل وليلتفت احد اخوتي قائلا هناك العديد من القصائد !! فاجيبه انها تعجبني والحقيقة اني كنت انعي علم كرامتهم الذي ارتمى على الارض في كل مرة تقف فيها السيارة عند سيطرة للبعث المتدني اخلاقيا وهو يتأمل وجوههم وهم يتمازحون معه ليمر الامر بأمان بعد ان يتاكدوا ان الكاسيت قد اختفى !! فتنقطع القصيدة دائما لاطلب مرارا اعادتها .
كنت اسال نفسي يا مولاتي ما تريد نفسي ان يشتموا البعث فيقتلوا وتضيع نفوسهم بما لا يخدم المذهب ام يصمتوا ويتقوا وليتحطم قلب اختهم بصمت كنت هناك اقف عند تلتك الزينبية لاكلم اخوتك ع فابكي العباس ع بحرقة اكبر معتذرة من الحسين ع قائلة سيدي وامامي اعذر هذه الدموع التي سبقتني اليها فلم يكسر غياب العباس ع ظهرك سيدي بل قسم ظهر الاسلام فشجاعته اصبحت مستحيلة التكرار .
طلبتها من الله في حضرتك مولاتي بان يحفظهم الله لارى اليوم الذي تكون فيه جباههم مرفوعة واراهم ينصرون مذهبا ودينا وافخر بهم كما فخرتي سيدتي باخوتك وها انا اليوم نادمة !! واتمنى ان يكون الثرى قد طواهم كما طوى لنا انجم في المقابر الجماعية على ان اكتشف انهم قد اعتادوا التخاذل والتهاون بعد ان صفت سماء العراق من غيمته السوداء الصدامية . غدت لا ارى واسمع سوى كلمات يائسة من افواه متكاسلة على غرار ( هية خربانة ، واحنة شنو ، الحكومة وين ، جوي من برة الحرامية ، نريد ... نريد .. نريد بس معلينة بشيء) الا القلة القليلة التي لا تتعدى اصابع الكف الواحدة ، فهذا اخي الذي اسمته امه عليا يتعنى له الموالون الحقيقون ليساهم في الانتخابات كحارس لابناء بلده ليعتذر ببساطة وليشعل قلبي نارا وانا اساله لماذا ؟ فيجيبني (يالله الشباب متقصر وكانه ليس منهم ) متناسي ان لهؤلاء الشباب اخوات يفخرن بهم اما انا !! . وياريت ان الامر توقف عند هذا الحد بل انه تعدى ان يكونوا عبىء على السواعد المؤمنة فهم مصرون على البقاء في مناطق يكونون فيها هدف لمجرد انهم شيعة ال محمد رافعين شعار ( ننتظر الشهادة ) ومتى جاءت الشهادة الى الشهيد مالم يثب عليها ظانيين انهم من قصدهم السيد السيستاني حفظه الله واسماهم بالمرابطين واكاد اجزم انه لايقصدهم بل يقصد من تتعرض حياته للخطر من الابطال الذين يشغلهم واجبهم لنصرة المذهب لا الجلوس منتظرين قدرا يرسموه ارهابيون !!! لينالوا الشهادة الرخيصة تلك !!!
سيدتي لطالما طلبت عباسا واحدا افخر به ،غيرته على مذهبه تتعدى الصوم والصلاة والزيارة لكني عندما لم اجده قريبا بدات ابحث عنه وعن الدرب الذي يصلني اليهم وقادني توكلي على الله الذي اخشى حسابه العسير لو كان هذا الامر لايرضيه الى لقياهم هنا وهناك في مواقع انترنيت في مجاميع تعمل بصمت في بغدادي ونجفي وكربلائي ووقفت معهم صفا ثانيا كاخت ما امكنني وان كانت النصرة بالدعاء فقط ان لم يكن لدي ما اقدمه ، فعذرا يا اخوتي فلقد وجدت ما ابحث عنه بعيدا عنكم وليس لكم الحق في انتقاد الطريقة فاي طريق يخدم ال بيت محمد فهو طريقي وكما اخبرني بعضكم ان زينب عليها السلام اخوتها حقيقين وقضيتها حقيقة اقول نعم فلا حسين وعباس لغير زينب ولا زينب لغير عباس وحسين الا ان قضيتهم لم تغلق فهي مستمرة ليومنا هذا بدليل ما نحن فيه .
سيدتي ومولاتي لتشهدي لي بهذه الرسالة يوم لا ينفع مال ولا بنون واشهدي ما اسررت الخالق به هذا المساء وسؤالي له من ان ينصرننا على انفسنا وان يحرمنا النعمة ان سخرناها لرفعة ذواتنا الضائعة في ظلمات الذنوب .
اللهم لاتفرق بيني وبين احبتك بحق حبيبك محمد صلى الله عليه واله
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha