بقلم: الدكتور جمال العلي
زيارة رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" الحليف الستراتيجي ل"بوش" وما سبقتها من زيارة مشابه لنائب الرئيس الرئيس الأميركي "ديك تشيني" الى العراق والمنطقة خاصة دول "محور الشر العربي" كشفت الكثير من خفايا المؤامرة العربية - الاحتلالية ضد العراق وشعبه ومستقبله وأستقراره وأمنه وتقدمه وأزدهاره . فقد ذكرت التقارير السرية للبيت الأبيض حول اسباب الزيارة وما تمخضت عنها والتي كشفت القليل منها بعض وسائل الاعلام الاميركية والغربية قد سمع "تشيني" من حلفاء واشنطن العرب في المنطقة خلال جولته الإقليمية التي اختتمها في الاردن تذمرا عربيا جراء الفشل في العراق، وخيبة أمل من عدم قدرة واشنطن على "كبح النفوذ الإيراني المتنامي" وذلك تماشيا مع ما كان يعرفه من انتهازية هذه الأنظمة وحرصها الشديد على مصالحها الفردية والقبلية وليس سعيا منها للحفاظ على حرمة الدم العراقي المراق . كما عمد القادة العرب الذين التقاهم "تشيني" الى تحذير الأخير من أن عدم منح بعض قادة اهل السنة في العراق ممن كان لهم دور كبير وفعال على عهد النظام البائد، سيعرّض أمنهم للخطر ويغذي العنف في بلدانهم وهو ما يشكل تهديدا كبيرا وعنيفا لدورهم وتأثيرهم في الساحة العراقية اولا ويضر بسلطتهم وسيادتهم ونفوذهم داخليا واقليميا ثانيا .فقد اعترف "تشيني" لبعض من كان معه على متن الطائرة التي كانت تقلهم الى واشنطن في ختام جولته التي قادته إلى العراق والإمارات والسعودية ومصر والاردن، بأن قادة مصر والسعودية والاردن قد اكدوا له بأن مسار مايسمى ب "السلام الإسرائيلي - العربي " مرتبط بأستمرار الصراع الأميركي – الايراني من جهة وتشديد الضغط على حكومة نوري المالكي من جهة اخرى لوضع أطر جديدة للدستور العراقي يضمن لهم تحقيق ما يصبون اليه باسم "المصالحة الوطنية" والتي تتضمن إعطاء دور أكبر لبعض الشخصيات المعلومة الحال ممن تدعي بأنها تمثل أهل السنة في العراق . ففي هذا الاطار كشف مسؤول أمني أردني رفيع المستوى ان هؤلاء القادة العرب حذروا "تشيني" بالقول ايضا.."من أن الفشل في العراق لن يضر المصالح الاميركية الواسعة فحسب، وإنما سيعرض أمن حلفاء واشنطن للخطر ويغذي المعارضة الداخلية المتنامية لحكوماتهم ، ومشددين .. نحن قلقون جداً من العواقب الكارثـية للفشل الاميركي في العراق وتأثـيره على النــفوذ الإيراني المتزايد. سـتكون ضربة مزدوجة لحلفاء امــيركا ولمصالحها الاستراتيجية الحيوية في المنطقة". هؤلاء القادة العرب أقذر نظرائهم وأكثرهم خيانة ودجلا شأنهم شأن أشقائهم الاخرين في سكب دموع التماسيح بكاءا على الحق السني العراقي اعلاميا وهميا شيطانيا وما أتفاقية مكة المكرمة بحرمة الدم العراق وكذلك اتفاق مكة الفلسطيني واللذين ذهبا في مهب الريح قبل أن يجف الحبرعلى الورق جراء تصعيد حمامات الدم ضد الابرياء في العراق والاقتتال الفلسطيني في غزة دون أن يحركوا ساكنا إلا دليل واضح على ذلك .فهم ليسوا صادقين ابدا بزعمهم الدفاع عن الحق السني في العراق وانما يسعون لعودة تلك الرموز الخيانية المجرمة الملطخة أيديها بدماء الابرياء من ابناء العراق على العهد البائد وحاليا بتعاونها مع المجموعات الارهابية والتكفيرية بمال عربي وتسليح احتلالي الى سدة الحكم في العراق ليكونوا ركيزة اساسية ودعامة لاستمرار بقاء سلطة هؤلاء القادة العرب في بلدانهم اولئك الذين يعتبرون ان كل عملية ديمقراطية عراقية كانت أو فلسطينية أو في اي مكان عربي وشرق أوسطي هي خطر كبير على كيانتهم .ومن هذا المنطلق نراهم يسعون حيثيا لتعكير الأجواء وزعزعة الأمور بين الاحتلال وايران أكثر فأكثر كي لاتصل المساعي العراقية في التقريب بين وجهات نظر الطرفين الى النتيجة المطلوبة خدمة لامن واستقرار العراق وسلامة شعبه وموفقية حكومته الوطنية المنتخبة ، ولذا نراهم يفتعلون الخلافات الوهمية والعراقيل داخل الصف العراقي الموحد من عرب واكراد وتركمان ، سنة وشيعة حتى يتمكنوا من تعكير الأجواء كلما أرادت أن تصطفي ليصطادوا بالماء العكر.هم يقفون كل الوقوف من ان الحوار الاميركي – الايراني المزمع عقده في الثامن والعشرين من الشهر الحالي في بغداد وعلى مستوى السفراء سيكون له دور فاعل في اعادة الامن والاستقرار الى الشارع العراقي شريطة ان يلتزم الاحتلال بما يتفق عليه كما حدث ذلك من قبل في افغانستان ايضا . كما ان اميركا هي الاخرى تبحث عن ذريعة مشابه لافشال حوار بغداد كي لا يتضح أمر فشل سياستها في العراق وعجزها عن ايجاد الامن والاستقرار في هذا البلد باعتبارها قوة احتلال وطبقا للمواثيق والقوانيين الدولية التي يؤكدها منشور الأمم المتحدة خاصة بعد أن واصل الخبراء العسكريون الأميركان تأكيدهم على فشل السياسة والمنهجية التي ينتهجها ساسة البيت الأبيض في العراق وأختيار الجنرال "دوغلاس ليوت" باعتباره قيصرا من قبل "بوش" لادارة الحرب في العراق وأفغانستان ماهو إلا سيناريو جديد للخروج من المأزق الوحل بشكل يحفظ نوعا ما ماء وجه الجمهوريين مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في اميركا .فقد أكد خبراء مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الاميركية بالقول .. إن جميع القياصرة منذ الحرب العالمية الثانية ومنذ عهد الرئيس "فرانكلين روزفلت" الذين أجتمعوا حول حرب العراق لاتقاذ البيت الأبيض قد فشلوا فشلا ذريعا حتى الان حتى أنهم عجزوا عن إرغام أفضل الناس لديهم على الذهاب إلى العراق. وأن الوضع قد ساء كثيرا من خلال الافتقار الأساسي للجدارة والتكامل لدى عناصر الصقور والمؤسسات الداعمة لهم التي سعت وبشكل منهجي على تصوير الفشل بأنه نجاح وهم يسعون حاليا الى دعم اختيار "ليوت" الذي شارك خلال مسيرته العسكرية في حرب تحرير الكويت عام 1991، وتولى طوال ستة أشهر عام 2002 قيادة الفرقة المتعددة الجنسيات في كوسوفو كما شغل في يناير/كانون الثاني 2003 منصب مساعد مدير العمليات في القيادة الأميركية لأوروبا، كما عمل بين 2004 و2006 في هيئة أركان القيادة الأميركية الوسطى. ومنذ سبتمبر/أيلول 2006، نقل إلى رئاسة هيئة الأركان العامة ، وذلك لانجاح المهمة المستحيلة .فديدنهم الحفاظ على كراسيهم ومساندهم وحكوماتهم وأنظمتهم من خلال الاستمرار في عمالتهم وخياناتهم ضد الجميع وليس الحفاظ على حرمة الدم العراقي الشريف المستباح دون ذنب و... اللهم رد كيدهم في نحورهم وأجعلنا من بينهم سالمين غانمين آمين يارب العالمين . d-j-z-d@maktoob.comاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha