بقلم : علي حسين علي
ما يحسب للخطة الامنية فرض القانون هو انها اقامت سداً قوياً حال دون اغراق العراق كله، من شماله الى جنوبه في الفوضى الامنية، وكانت تلك مهمة خطيرة ومفصلية ايضاً، فلولا الوقفة الصلبة في وجه الارهاب التكفيري والصدامي، لكان حال العراقيين في الشهور الثلاثة الماضية غير ما هو عليه الآن، لكان اسوأ بالتأكيد ومن الصعب تصور نهايته.
ويبدو ان المرحلة التالية بعد اقامة السد، هي الاعداد للهجوم وامساك المبادرة، وقد نجحت القوات الامنية العراقية في ذلك الى حد معقول في مدة زمنية قصيرة، فالارهابيون، في الكثير من الوقائع كانوا يتلقون الضربات الشديدة، ولم يكن امام بعضهم الا الاستسلام او الفرار، ويمكن اعتبار هذا تطوراً نوعياً في المعركة مع الارهاب يمكن حسابه لصالح العراق كله، شعباً وحكومة.وفي خطة (فرض القانون) لم تكن المواجهة بين القوات المسلحة العراقية محصورة في بغداد، بل انها شملت كل العراق، وتحديداً المناطق التي توصف بالساخنة، واذا كانت الخطتين السابقتين قد تمحورتا ببغداد واهتمتا بامنها فقط، فان (فرض القانون) كانت ابعد نظراً، حين اتجهت الى حواضن الارهاب ومكامنه وتزامنت معركتها معه في بغداد، وجوارها ومناطق اخرى بعيدة وفي كل مكان يتواجد فيه الارهابيون، وبذلك تقطعت السبل بالارهابيين فلم يعد بامكانهم التحرك بقواتهم من منطقة الى اخرى في حال احتاجت مجموعة منهم العون.. وبذا تم تقطيع الجسم الارهابي في كل منطقة على حدة وبوقت واحد.عندما بدأ الهجوم الشامل بعد وقت محدد من تنفيذ خطة (فرض القانون) وجد الارهابيون انفسهم في مأزق عسكري، فهم لا يستطيعون ان يواجهوا قوات منظمة ومدججة بالسلاح من جهة، ومن جهة ثانية فوجئ الارهابيون بالمعلومات الاستخبارية التي تتوفر لدى القوات الامنية العراقية، فهي وعلى خلاف ما كان سائداً، تذهب الى الهدف مباشرة ومباغتة، فتلحق به الخسائر بنفس الوقت الذي تتقلص فيه خسائرها.. لقد كانت العمليات العسكرية ضد الارهابيين تتسم هذه المرة بامرين، الاول: دقة المعلومات الاستخبارية عن العدد الارهابي، والثاني: خسائر بسيطة في الارواح والمعدات من قبل القوات الامنية العراقية.. وهذه حالة فريدة اذهلت الارهابيين بما فاجآتها.وليس كل ما حدث خلال الشهور الثلاثة الماضية كان كله جيداً، بل هناك كانت نكسات واختراقات وغفلة ايضاً، تم الاعتراف بكل ذلك ووعدت الجهات المعنية بتطويق النكسات وحصرها في نطاق ضيق.. وان هي نجحت في ذلك، فانها لن تطلب وقتاً طويلاً لتفيذ مهمتها الوطنية.ولعل اخر ما شرعت به القوات المسلحة العراقية والاجهزة الساندة لها هو الهجوم الواسع والكبير على بؤر الارهاب المتوحش في ديالى حيث هاجمت اول امس الخط الفاصل (جبال حمرين) وصولاً الى منطقة العظيم، حيث يتواجد الارهابيون بكثرة، وبهدف قطع الطريق بن محافظتي كركوك وصلاح الدين، وحصر الارهابيين في خانق ضيق.. ويبدو مما تسرب من اخبار ومعلومات ان القوات المسلحة تتقدم فيما يستسلم الارهابيون او يقتلوا او يفروا.. ولعل هذه الاخبار بشارة خير.
https://telegram.me/buratha