( بقلم : المهندسة بغداد )
ان من اهم ما يحفزنا على الكتابة هو أراء الاخوة والاخوات ضمن التعليقات وضمن ما يردنا من اراءهم حول المقالات مشكورين وحقيقة ان بعض التعليقات لها صدى مميز عند كاتب المقالة بفكرتها بأنينها بتأيدها او نفورها وعندما يستمر المعلق بمتابعة المقالات تكشف ما بداخله من افكار وهموم ورؤيا خاصة يتفرد بها كمواطن عراقي .
واليوم سأستعير رؤيا لاخويين عزيزين لدعم فكرة مقالتي كأمثلة لما يجول في خواطر الشباب العراقي تجاه ما يحصل في البلد وانما استعنت بهما لانهما يمثلان افكار شريحة كبيرة من شباب المجتمع العراقي وليس من باب قصد ذات الشخص .
الشخص الاول الاخ المهندس احمد كامل ، مهندس عراقي مقيم في العراق والذي اتشرف بقراءة تعليقاته ضمن موقع براثا و الشخص الثاني الاخ 008877 والذي سأرمز له باسم محمود كي لا اكرر الارقام ، عراقي مقيم في احد دول الغرب .
وحيث اني اعتدت زيارة احد غرف الدين في موقع ما من وقت لاخر عندما كنت في بغداد قبيل انسحابي الى مكان ثاني اكثر اماننا تاركة عاصمتي الجميلة كنت ازور هذا الموقع كمسجون متلهف الى سماع دعاء او نقاش ديني بين مجموعة من الموالين والمواليات بعد ان غدا هذا الامر مستحيل في بغدادنا التي يصعب ان يجتمع فيها الموالون في مكان واحد مالم يصاحبهم الخطر وعندما قررت الانسحاب انتفت الحاجة الى دخول هذه الغرف الرصينة لان الامان بات حقيقة تهتز على فترات متباعدة في ظله تمكنت من ملاقة الموالين الا انني من فترة لاخرى ادخل لهذه الغرف لاداء التحية الى من قدم لي ذات يوم المعلومة الدينية او النصيحة الطيبة .
وقـُبيل ايام قليلة دخلت هذا الموقع وسلمت على الجالسين ونسخت احد مقالاتي الاخيرة فلدي هناك بعض القراء وهممت بالخروج بعد ان اديت التحية الا ان (gust008877) بادر بجملة جمدت الدم في عروقي قال اختاه كفاك مقالات موجعة فلقد تألمت بما يكفي !!! فعجبت كيف اني اوجع من سالم الحسين ع؟! ، وهنا بدأ حوار استمر نصف ساعة حضره بعض الاخوة والاخوات كان محمود فيه المتصدر بالكلام فلقد فهمت منه انه مطلع على اغلب كتاباتي وهو متالم من كلماتي جدا لانني اكتب دائما عن مسأوى عيش الموالي في الدول الغربية وتاثيره على التربية وعن نصرة الامام ع وكيفية ذلك وعن حث الهمم على التغير والبدء بالذات الانسانية . وتابع معللا بان ليس كل من في الخارج قد خسر دينه على الرغم من انه لم يتهمه احد بذلك ومقاطعا نقاشنا مع اخرين حول مساؤى العيش في الخارج وهي حقيقة يعترف بها الجميع ثم قال لي هل ارجع لاموت وماذا افعل ان رجعت واني هربت لان .... فقلت له ( اخي من يطلب منك رجوعا ؟ !) وهنا بدأت اناقشه باننا نكتب بشكل عام لا للخصوص ولم ادرك انني ساتسبب بهكذا الم لموالي فلقد احسست من حروفه المطبوعة الم شديد فاخبرته اني لن يعز علي كسر قلمي اذا تسبب باذية اخ في غربته فأجاب بالنفي المطلق قائلا انني لا اتالم من الكلمات ذاتها لكني مقيد وعندما اطلق هذه الكلمة زاد المي تجاهه اضعاف قائلة وكل من معي في الغرفة لماذا يا موالي فقال لاني لا اعلم كيف اخدم الامام ع اني مقصر اني متالم اني ...
وهنا امتزج الفرح بالحزن لدي فرحة لاني التقيت موالي يشعر بالمسوؤلية تجاه امامه بهذه الصورة وحزينة لالمه ومحنته .
وفي انتقالة الى المهندس المجتهد في عمله احمد كامل والذي تمنيت لو انني عملت مع شخص بهكذا احساس بالمسوؤلية تجاه عمله ووطنه بعكس من عملت معهم وجعلوا من الدنيا ظلام دامس في عيني فغيرت عملي ومكاني وسافرت ورجعت لاكثر من مرة عسى ان يتغيروا الا انهم هم في كل مرة . وسأقتطع جزءا من تعليقه على احد المقالات :
انا مهندس ضمن فريق متخصص حوالي 90 مهندس اكثر من 70 مهندس غير متزوجين والأن قتل منا حوالي 10 وسافر (هرب ) حوالي 60 سحبتهم الشركات في دبي وعمان و 10 مهندسين نقلوا خدماتهم الى كردستان وبقينا نحن عشرة فقط لباقي العراق وكل يووم تزداد العروض والاغراءات لترك العراق ولكن بالنسبة لي قررت الموت في تراب الوطن لانه هو من علمني ومنحني هذه الشهادة
وكونك وضعت كلمة هروب بين قوسين فأن لذلك مدلول استشفيت منه من العديد من تعليقاتكم انك تعتبر كل من هو خارج العراق انانيا هاربا غير مسؤول وحقيقة هذا الراي قاسي بعض الشيء من جانب والجانب الاهم لو كان هذا اعتقادك ايها الفاضل فكيف يطمئن قلبك لمن اتى من المهجر وتقلد مناصب حكومية هل انت من ضمن مجموعة هائلة من الشباب الذين لاي يثقون بهم لا لسبب سوى لانهم هربوا نصرة لدينهم تلك الجملة التي عندما كتبتها ايها المهندس وضعت بعدها اكثر من علامة تعجب دليل على عدم اقتناعك.
وبعيدا عن شرح مأساة العيش بالغرب وبين الهروب من عدمه من شرح اسباب ونتائج معروفة للجميع احب ان اسلط الضوء على نقطة مهمة وهي لب المقالة كما يقال .
اخوي الفاضلين اختكم عانت ما عانيتموه كلاكما فلقد ذقت الغربة لاشهر من حياتي على فترات مختلفة ( ان اعتبرت الاشهر غربة قياسا بسنين !!) وعشت مأساة الغربة داخل الوطن خاصة ايام عملي الا انني ابتعدت عن امر اجدكما قريبين منه الا وهو اتهام الطرف الاخر بالتقصير وتبرير موقفنا او ان نرى رؤيانا هي الاصح وليس ما وصلت له جهد شخصي قدر انه تحصيل لتأمل طال سنوات يقطع صمته الاستماع الى اراء الاخرين بمختلف الاعمار وبمختلف الاماكن والثقافات واغلب ما استندت عليه اقتطاع ساعة من وقتي اليومي ان تمكنت لاستمع لمحاضرات الشيخ الوائلي رحمة الله ذلك الصوت الجهوري الذي تغلغل في غياهب القلب والعقل معا لاصل الى نتيجة واحدة حددها القران الكريم ومرت عيناي عليها مرارا دون ان استشعرها ولولا الشيخ المهاجر اطال الله عمره لما لمحتها وحسمت كل شكوكي فلقد قالها في احد المحاضرات وهو ينبهه الى ان القران الكريم استخدم كلمة ظلمات في التعبير عن الباطل بمدلول الجمع لانه يحتوي على عدة طرق بينما تطرق الى الحق بوصفه نور بمدلول يشير على ان درب الحق واحد فقط .
ولما كان الحق واحدا وكلنا يعلم بانه مع من ؟ انه مع علي فعلي مع الحق والحق معه بات علينا ان نعرف ان لهذا الدرب فروع تصب في ذلك الدرب الخالد وهذه الفروع معلومة الاسماء والملامح وبقي علينا ان نصنف انفسنا لاي فرع نتنمي بحيث يكون لانتماءنا خدمة للمذهب الشريف بعيدا عن تراشق الاتهامات فيما بيننا .
اخواي الفاضلان الذي يجمعني بهم مذهب ووطن ليس لي ان اتوسع في الكلمات فأخذ من وقت المتلقي الا انني احببت ان اسالكما سؤال واحدا وبالاجابة ستصل لكم فكرتي المتواضعة من اختكم .
السؤال هو لو ان الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر رحمه الله غادر البلاد قـ ُبيل اعتقال سماحته لخدم المذهب بشكل اكبر ؟ !! وهل لو ان الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم رحمه الله اعتقل ولم يسافر لخدم المذهب اكثر ؟ !!
والجواب واضح يا اخواي الفاضلان فالشهيد الاول تألق بدوره التعبوي ونصر مذهبا ايما نصرة والشهيد الثاني تألق بدوره الجهادي فنصر مذهبا ايما نصرة .
والنتيجة الشهادة السعيدة للاثنان فهنيئا لهما الشهادة والمحبة التي في قلوبنا تجاههم
فيدا بيد يا اخوتي ولايهم اين نحن فكلنا في كربلاء وما دورنا ؟ كبير او صغير ما دام يخدم المذهب فهو رفعة .
اخي محمود لاتستهن بدورك ايها الفاضل فقرائتك لدعاء العهد يوميا ودعاء الفرج كبير وكبير جدا وليس كما اخبرتني بانك تستصغر هذه الخدمة ولماذا الاستصغار ايها الفاضل ونحن بزمن اخبرنا عنه رسول الله صلى الله عليه واله بان افضل الاعمال فيه هو الصبر وانتظار الفرج بالمعنى العملي طبعا فأن تمكنت من تربية ابناء على حب اهل البيت فهذا اكبر توفيق تخدم به الامة وامام هذه الامة خاصة لو استخدمت صوتك الشخصي في قراءة الادعية بصيغة جماعية مع اهل بيتك تكون ذات تاثير اكبر وهذا ما احسست به عندما توفقت بقراءة هذا دعاء العهد يوميا مع مواليات احساس مختلف جدا عن قراءته بمفردي لان في الاجتماع قوة فلا سبيل لابليس بيننا .
اخي المهندس احمد كامل بارك الله في دورك الرائع والمميز في تحمل ما تلقاه من نصب واذى وصعوبات في العمل عشتها ولم اكن بقدر شجاعتك لتحملها فتحية اجلال لحضرتكم واسالك ان تبحث عن اسباب هرب زملائك وتجد لبعضهم الاعذار عندما تتاكد ان هناك هروبا للنصرة ولاتعده مستحيلا فالشاب العراق عانى ما عاني وقدرة الاحتمال تتفاوت ولغة التعبير لحب هذا البلد تتفاوت ايضا .
وفي الختام اسجل لكما ولكل شاب ينتمي لاحد الجانبين دون الاخر جل احترامي وتقديري ولنرفع راية التكامل فوق أي تفاضل بيننا على اقل تقدير هذه الفترة واسال الباري ان يتمكن الاخ محمود على قراءة المقالة كذا الاخ احمد الذي اتمنى ان لا تغدره الكهرباء الوطنية قبل كتابة تعليقا على هذا المقال مضافا لتعليق الاخ محمود الذي سيكون تعليقه الاول مزينا بتعلقيات الاخوة الاخرين الذين اضعهم تاجا على راسي ابناء وطني ومذهبي حفظكم الله من كل سوء يا طيبين
وعذرا لاستخدام اسماءكما يا احمد ومحمود في المقالة الا انه اسم لشريحة كاملة كما اسلفت فعذرا ان قصرت يا اخوتي .
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تخرجه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha