المقالات

عينا أم مصطفى

1592 15:51:00 2007-05-19

( بقلم : علياء الانصاري )

الجمال في عيني الام العراقية، لا يظاهيه جمال!! فسحره السومري أفرده عن سواه، كما أفصح حزنه الغريب عن عراقية تلك العيون!

كما الخوف المتوسد اجفان عيني ام موسى تترقب مصير وليدها الحبيب، ذلك المصير الذي حمله النيل الى المجهول، يتوسد الخوف عيني الام العراقية كلما غادرها ولدها الى بضع خطوات بعيدا عنها.

وفي تلك اللحظة التي يتوقف فيها وجيب القلب، يسقط مصطفى الطفل العراقي ذو الحادية عشر ربيعاً مضرجا بدمه وهو عائد من مدرسته المتهاوية الى قريته *

مصطفى الصبي الوحيد بين ثمان بنات، أيتمهم القدر برحيل الاب لتبقى ام مصطفى وحدها تقارع الايام لتحمي الحياة في أجساد تسعة توسدوا القلب لترتسم صورهم في حدقات العين.

مصطفى يرحل الى بارئه يشكو اليه ظلم الانسان لاخيه الانسان، وسط عويل امه واخواته، وصراخ اهل قريته يطالبون بالحماية لصغارهم وبالمدرسة والمستوصف وابسط حقوقهم في الحياة، في ظل تصريح متواضع للقوات الاجنبية بانها لم تفعل ذلك وسكوت مطبق من الجماعات الارهابية... وصمت موجع من حكومتنا!

كان هناك صبي صغير مع ابيه يلوذان بجدار ما في القدس، يدعى (محمد الدرة)، سقط مضرجا بدمه اثر رصاصة اسرائيلية أبكت عيوننا جميعا كما اقامت الدنيا ولم تقعدها لوسائل الاعلام في معظم دولنا الاسلامية والعربية وتكبير وتهليل واستنكار من كبيرنا وصغيرنا حتى غدا محمد الدرة شعارا.

فيا ترى كم محمد درة عراقي يسقط يوميا ولا ناعية له! كم مصطفى يمزق الارهاب خطواته الصغيرة في دربها الى العلم والحياة! كم طفل عراقي ينطفئ الامل في عيني امه الوجلة المترقبة عودته كما تنطفئ سيجارة لفظها فم يحتضن اسنانا سوداء شوهها التدخين!

وما هو مقدار الصمت الملعون الذي يحيط بنا؟!

في احدى الدول التي تجاورنا (اوصانا الرسول بالجار حتى ظننا انه سيورثه)، اقامت احدى الجامعات حفلا تقديريا لطالبها الفلسطيني تكريما لاخيه الذي فجر نفسه في العراق واعتبرته تلك الجامعة شهيدا يستحق التكريم هو واخيه! مع ملاحظة ان ضحايا هذه العملية بلغوا خمسين عراقيا بريئا!!

اعذريني يا ام مصطفى، يا امي العراقية العظيمة بصبرك وطيبة قلبك!

اعذريني لاني لم اجد سوى هذه الكلمات اواسيك بها، بعد ان عجز الجميع عن ان يحموا لك الامل الذي تعيشين لاجله!

وكما أعاد الله لام موسى وليدها لتقر عينها ولا تحزن، سيعيد اليك الامل من جديد، لتقر به عينيك ... الامل بغد افضل لقريتك وعراقك، ذلك الامل الذي سنسعى جميعا لتحقيقه مادامت عيناك تحتضن الجمال السومري المتوسد حزنك البابلي!!

ستقر عينك ايتها الام العراقية رغم انوفهم جميعا، ورغم صمتهم ولا مبالاتهم، لان قلوبنا مازالت تنبض بالحياة، تلك الحياة التي عجزوا عن أخذها منا مادام العراق قلبها النابض.

 ــــــــــــــــــــ

* استشهد الطفل مصطفى مع سبعة من رفاقه عند عودتهم من مدرستهم الى قريتهم (قرية السعادة) وتضاربت الاقوال فيمن يدعي ان من قام بالاعتداء من القوات الامريكية ومن يدعي ان من قام بهذا العمل هم الجماعات الارهابية علما ان قرية السعادة تقع بالقرب من مندلي في محافظة ديالى وهي من القرى المحرومة من ابسط الضروريات كالمدرسة والمستوصف.

علياء الانصاري / مديرة منظمة بنت الرافدين / بابل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي العراقي
2007-05-20
الارهاب في السعادة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك