( بقلم : احمد طابور )
حين سائلت بن اختي ان يخبرني بكلمة تبدا بحرف النون قال لي وبسرعة طفل (عنب) ضحكت حينها وحزنت بنفس الوقت وتركت الاسئلة لم لا يعرف بن اختي كلامنا وثقافتنا؟! عندما يكبر ويحس كبر الهوة بينه وبين ثقافته مالذي ينتابه من شعور؟! وبالذات تجاهنا نحن اللذين ارغمناه كما ارغمنا على ترك الاوطان وكم تحدثنا هنا وهناك بهذا الموضوع ولكن الحديث ينطفيء ماان يرخي الليل سدوله . هذه التراكمات والاسئلة التي تنتابني كانت تنتاب الكثيرين من الاصدقاء الي ان تبلورت بشكل انفجار انطلق من فم قاسم الكوفي ان نسارع باحتضان الاطفال قبل ضياعهم وضياع هويتنا الثقافية لان في التاريخ امثلة صارخة عن تماهي وضياع الهوية مع هويات البلد المضيف الغالبة ولحضارة الاندلس عبرة رغم اختلاف( الفتح) .
وتوالى الجمع الخير بعقد اجتماعات تحضيرية ومحاولة الالتفاف والاحتواء حول المطبات والمنغصات المصاحبة لقايمة هذا المشروع وخصوصا من اناس متخندقين بخندق ضيق لا يتسع الا لذواتهم الصغيرة لان البعض يفكر من مبداء انا ومن بعدي الطوفان .لكن ارادة الشباب حاولت ان تبني سدا لحصر الطوفان حول الخندق الضيق والاستفادة من مساحات الله الواسعة ,فتبلورت الانتخابات التي حضرها جمع نوعي وكبير و مهم ومصر على ان يكونوا لبنة الاساس الاولى لبناء الطريق الصحيح لتثبيت هويتنا العراقية الاسلامية فانبثقت الانتخابات بجو تملؤه الشفافية مع محاولة البعض الاخر ان ينغص هذه العملية من خلال اختلاق المشاحنات الرخيصة والتي تهدف بالدرجة الاولى لعرقلة او تشويش العملية الانتخابية وبدفع من صاحب القرارات العليا الذي لا يخطاء والذي يحاول بحنكته المبجلة ان يغرق الزرع بطوفانه ما دام هو فوق التل ينشد قصائده المملة .
لكن رغم ذلك وسياسة الاحتواء الكبيرة التي يمتاز بيها مطلق الصرخة والذي كان مديرا لحفل الانتخابات استطاع ان يستمر بسلاسة وروعة الى نهاية مطاف الانتخابات وبمنافسة رياضية وبروحية عالية توجت الاخ محمد رضا ال ياسين باغلبية الاصوات كرئيس لمجلس ادارة المركز الاسلامي العراقي في سويسرا مع مجموعة من اخواننا اللذين تباروا في خدمة الجالية واللذين جلهم يحمل تاريخا نقف له بالاجلال والاكبار, لم يدنسوا شرفهم بلس فكر البعث المجرم بل على العكس نتيجة مواقفهم اعطوا من ذويهم الكثير من الشهداء اللذين روىُ بدمائهم الزكية تربة الوطن لتزهر لنا الحرية بسحل الصنم بترنيمة نعال ابو تحسين ذلك النعال الذي هو اشرف من اشرف بعثي سواء ان كان تائبا اوهاربا او( مقاوما).
مشاهدات من داخل قاعة الانتخابات 1. كانت الدعوة صريحة وبصوت عال لمن يرغب بترشيح نفسه للانتخابات فرشحة تسعة اخوة فاز منهم سبعة .2. حاول السادة المشرفون على الانتخابات بتوضيح شفافية الانتخابات بالية لايمكن التعريض بها وكانت نتائجها بان احدا لم يعترض على تلك الالية لامن السادة الحضور ولا من السادة المرشحين .3. سادة فترة مناقشة النظام الداخلي جو من النظرة العميقة والفكر المنفتح للمناقشين والتي تمخضت اثر ذلك النقاش ان يتم تغير بعض البنود في النظام الداخلي المطروح عن طريق التصويت .4. كان هناك نكران ذات واضح بالنسبة للسادة المرشحين واللذين اغلبهم ارتضاهم الجمهور بتحفيزهم للتقدم للانتخابات من مبداء تاريخهم المشرف وخصوصية عملهم وتوجههم الفكري فانبرى المرشحون من مبداء تحمل مسؤولية الثقة المطروحة من قبل الاخوة الحضور .5. وكان من المتوقع ان يرشح كل من الاخوة اللذين دابوا بالعمل لاقامة هذا المشروع المهم والحيوي لكنهم لم يرشحوا انفسهم وهم كل من السادة ماجد الكناني(رغم تاريخه الاسلامي النظيف وعمله الدؤوب في خدمة الجالية المسلمة لكنه فضل ان يكون دوره استشاريا والاستفادة من خبرته العريقة ,حسين الزاملي (مؤكدا على اهمية دعم المشروع النبيل ارتئى ان يعطي فرصة لدماء جديدة لقيادة العمل ) ,ابو حسين الشطري (انشغاله بالمساهمة في ادراة الدولة العراقية ضمن موقعه الحالي) , ابو زهراء الخالدي(تكثيف عمله السياسي ضمن صفوف حركة 15 شعبان ) وكاتب المقال وحين ساءلت بعد فوز المنتخبين لم لم ترشح بالانتخابات اجبت بالتالي (ساسوق مثالا شخصيا ولي فيه رسائل موجهة, بعد سقوط الصنم باسابيع قليلة دعيت الى مؤتمر رياضي في مدينة مان هايم الالمانية بحضور عدد غفير من المهتمين بالشاءن الرياضي العراقي وتمخض المؤتمر بانتخاب هيئة ادراية من ثمانية اشخاص لادراة اللجنة الالمبية الحرة وكان لي الشرف ان اكون احد هؤلاء المنتخبين جنبا الى جنب مع شرار حيدر وحارس محمد وناجي غازي واخرون لهم الباع الكبير في الرياضة الدولية العراقية ودعيت من خلال الهئية لاستلام منصب ادراي مهم في اللجنة الالمبية العراقية في بغداد لكني رفضت المنصب وبقوة من مبدأ ايماني الكامل بضروروة وضع الكفاءات وقدراتها بمكانها الصحيح واني مؤمن بان هناك من هم اكفاء مني ادرايا بهذا المضمار .وهذا الشي ينطبق هنا ايضا بان هناك من لهم التوجه الفكري والادراي بما يتناسب وتوجهات وفكر المشروع لذا نجد انه من الضروري ان نجد الرجل المناسب في مكانه المناسب ورسالتي هنا بشقين اولهما للذين اتهمونة باننا نسعى خلف مطامع شخصية كما هو ديدنهم لان كما يقال بان الخروف يعتقد بان الجميع ياكل العشب , نود القول باننا لم نرشح من باب توجهاتنا ونظرتنا لمستقبل الجالية العراقية المسلمة والتي هي ليست بالضروروة بان كل من نادى بهذا المشروع سيكون له دورا ادرايا فيه لكن هذا لا يعني باننا سنتخلى عن السعي الجاد قدما لانجاح المشروع بعيدا عن اي ارتياءات ذاتية او جهوية ,ورسالتي الثانية هي ربما موقفي هذا سيؤثر ولو من بعيد او قريب على اشخاص اخرين ليحتذوا مثلي كما انا احتذيت باللذين من قبلي .6. انتهى الحفل بجمع السادة الفائزين على المنصة واخذ صورة تذكارية جميلة والتعاهد على البدء فورا بتطبيق اهداف المشروع النبيل هذا .
ويبقى السؤال المطروح وبالحاح متى نسمع الكلمات الرنانة العالقة في ذاكرة الطفولة دار داران دور تضج في ارجاء مدينة زوريخ يتقاذفها الاطفال مع مسحة فرح( دار دور عمي اشتعل بالتنور) فنحن اشعلنا الشمع وتركنا لعن الظلام وسنسعى بايقاد الضياء ما دام هناك في الوطن دار ودور .
احمد طابوركاتب عراقي مقيم في سويسرا
https://telegram.me/buratha