المقالات

فدوة لبو سكنة اولادي يا مسلمين

1906 22:53:00 2007-05-17

( بقلم : المهندسة بغداد )

 قالتها  بلسان الحال ام البنين عليها السلام  للمسلمين وهي تسالهم عن ابن رسول الله اين هو؟ وقلبها يكاد يخرج من اضلاعها وليكسر صمت هذه اللحظات الصعبة جواب بـِشر بقوله عظم الله لك الاجر بابن رسول الله واخوته واصحابه وليسجل التاريخ اول مقبرة جماعية بهذه الصيغة المؤلمة شموس واقمار اطفئت في ساعات قلائل وخيام حـُرقت  واجساد قـُطعت روؤسها ووطئتها الخيل وسبي وشتم لبنات رسول الله الفاقدات النصرة والاخوة اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد واخر تابع له على ذلك ، تلك التوابع اللعينة التي عشنا في زمانها لنتجرع المر ولتفعل ما لم يسمع به احد تلك الزمرة البعثية النجسة فعلت ما فعلت بكل شيء جميل في هذا الوطن الغالي ولتسلبنا الرجال والاولاد ولننتظر سنين نتسائل اين هم في سجون مظلمة ام في قبور منيرة بعد ان اعدمهم وكيف اعدمهم هل عذبهم هل منع عنهم الماء وماذا عن الاطفال الذين اخذوهم هل يتحملون ذلك ؟!!!! اسئلة عشنا معها سنين طويلة ولنكتشف بعد السقوط ان المجرمين جمعوهم في حفر من نور وارسلوهم الى الباري بمظلومية ما بعدها مظلومية .

سألت قلمي ان يكتب عن المقابر الجماعية فأبى خشية ان يختنق بعبرته وهو يسجل ما يعرفه عن هذه المأساة وقال لي الكل يعلم فلا داعي لفتح الجروح فاخبرته انه الواجب يا عزيزي اذ لربما ذكرت واياك امرا لا يعرفه غيرنا فنكسب ثوابا في جعل مسلم يزداد مقتا وازدرائا لحزب البعث الفاسد المجرم  وذكرته بقلم السيد الياسري الذي سطر لنا حلقات ايام الانتفاضة الشعبانية تلك السطور التي غابت عني وانا بنت كربلاء والنجف فرغم الالاف القصص التي اعرف جاء هذا القلم النبيل باخبار جديدة جعلت مقتي للبعث يزداد حد انه لا يحيز بحيز فما كان من قلمي الا ان  طأطأ راسه نحو اوراقي قائلا توكلي على الله 

وهنا جرت المصائب في راسي مجرى النهر وقررت ان انتخب ثلاثة مواقف من بين الالاف القصص التي عشتها او سمعتها من اهلي ولابتدء بذلك البيت الذي زرناه في كربلاء لاول مرة لايصال امانة ما ، طرقنا الباب وكان قدومنا متوقعا بعد اتصال هاتفي وعلى الرغم من ذلك مرت دقائق على فتح الباب ليستقبلنا مجموعة اطفال ولندخل غرفة الاستقبال التي لم ارى لها شبيه فحائط هذه الغرفة  محاط بصور لشباب وعليها اشرطة حداد اكثر من عشر صور وبينما انا اتأملها واتأمل الوجوه النورانية فيها دخلت تلك المرأة المسنة مرحبة باحلى الكلمات ونور محمد وال محمد يتلألأ من محياها ولم تنتظر ردي لسلامها فلقد تابعت قائلة هؤلاء اولادي وهؤلاء ابناء اخوتي وخواتي وهذا وهذا بصوت قوي ثم ما لبث ان انخفض هامسا ( كلهم اخذهم صدام ) فقلن لها ممن قدمن معي ( الله يحفظ الباقين ) فكررت بحزن  (يا راد يوسف من مغيبة ) فسالنا شابة من ذات البيت ما الخبر فاخبرتنا انه لم يبقى لها سوى شاب واحد وهو زوجها اخذه البعث قبل اشهر ورمى به في السجن بحجة ملفقة وكان هذا قبيل السقوط بأشهر وما هي الا دقائق وبدأ توافد النسوة من داخل الدار دار بلا رجال ما خلا فتية نورانين علويين ولعمري لم ارى اسرة يتلألأ من وجوههم الايمان كهذه الاسرة  شموخ هذه الام ميزها عن بقية الامهات الثاكلات قضينا ذلك اليوم معهن وكان من ارقى ايام حياتي وانا اسمع قصصهن وشموخهن وابائهن وما هي الا اشهر حتى سمعت ان ابنهم خرج من السجن وليحفظ اسم اسرته وللتنتصر ارادة الله فتحية تقدير واحترام لهذه الام التي لا تنعى سوى الحسين ع اسوة بأم البنين ع.

اما والد كل من الطفلين صفاء وعلاء الذين اخذهم البعثيون في ذهول العائلة ذلك الاب الذي لم يصدق انه ممكن ان يعدمهم فانتظر قرابة عقدين من الزمن لا يقول سوى جملة واحدة ( يا مسلم ابن عقيل ) ثم يبكي بصمت ليمسح دموعه بعد رفع منظرته في منظر مؤلم لتلك الشيبة التي تنتظر ابنائها اخر ايامها وبعد السقوط عندما قرأ اسمائهم في المقابر الجماعية  لم يلبث اياما وانتقل الى الباري شاكيا محتسبا ملهوفا لرؤية علاء وصفاء .

وفي فلم كثير ما ظهر بعد السقوط يظهر فيه السيد المرحوم عبد المجيد الخوئي الذي خسرناه مبكرا جدا يتكلم عن النظام البعثي واصفه بكلمتين بانه عدو الجمال يظهر بذات الفلم المجرم  (علي) كيماوي وكيف لي ان اكتب اسم علي وقبلها مجرم لعنهم الله فلم ياخذوا من اسمائهم سوى الحروف ، لقد ظهر وهو يهم باعدام ابناء الانتفاضة رافسا وجوه واجساد تشرف عشيرته واهله وهم يتباكون وما من مجيب الا ان شاب واحد يظهر وهو مقتاد الى كيماوي كواحد من مجموعة متعبة جدا من الضرب المبرح  ليقترب من الكاميرا قائلا ( شوفي شديسوون هذولة الانجاس ) ولتاتيه لطمة في وجهه من نذل بعثي .لقد ظلت هذه الجملة تتردد في ذهني كم ان هذا الشاب مؤمن وشجاع للحظات الاخيرة وكم تحتوي هذه الجملة من واجب رماه الينا بعد ان عرف مصيره ( فعد عيناك يا موالي  يا خوية ) وبحق امير المؤمنين اني لن انسى ملامح وجهك وان غيبتها حفرة المقبرة الجماعية التي احتوتك وكم اذكرك بسورة قران عندما تاتي على ذهني واخوتك المؤمنين وان لم تغيبوا يوما فليرحمك الله ايها الشهيد البطل واسال الله ان يجمعنا بكم في جنان الخلد وان يكتب لنا الشهادة .

وفي هذه الايام التي تمر فيها ذكرى يوم المقابر الجماعية نشكر الحكومة على هذه الالتفاتة التي تعبر اقل تقدير لهؤلاء الابطال وعلى العكس من التعليقات التي اقراها من قبل الاخوة والاخوات التي تطالب بتعويض اهالي المقابر الجماعية وتعاتب الحكومة لتقاعسها عن الامر اقول لا تعويض لدماء ابنائنا فلقد سالت  حبا بالحسين ع  وحبا للمذهب الشريف واي تعويض نتحدث عنه ذلك التعويض الذي عودنا قائد الرذيلة على دفعه بعد ان هدر دماء الشباب على البوابة الشرقية !! وحروبه الهوجاء  ولتسبب التعويض في صراعات بالمجتمع من زيادة درجات الطلبة  ابناء الشهداء وتوزيع اراضي وحرمان الغير والكثير الكثير من السلبيات ان دخلنا باب التعويض سنخسر المبدأ ولن نشعر ان طريق التحرير مهده ابناءنا بدماههم اضافة الى الكم الهائل من ابناء المقابر وماذا عن القتل الحاصل الان اليس لدمهم حق  !

لهذا فما من تعويض اجل من يوم لهم نذكرهم به ونصب تذكاري احدهما في الشمال والاخر بالجنوب وحبذا لو ان مقبرة المحاويل تزرع بالورود والرياحين ويتوسطها النصب لتتحول الى جنة خضراء كدليل على بدء عهد جديد فكما تحولت كربلاء تلك العرصة المخيفة التي احتوت اول مقبرة جماعية وهرعت فيها قلوب ال محمد تحولت  الى بقعة تهوى لها القلوب والافئدة  نتمنى ان نرى امكنة المقابر الجماعية حدائق غناء تدل على ان الدم لا يذهب سدى ما دام قد نزف لاجل العقيدة ولتظل هذه الامكنة شوكة في عيون البعث القابع  في ثنايا وطننا العزيز وكما كانوا يقولون في برامجهم ( كي لا ننسى !!!) واجبنا اليوم نحن ان نذكرهم  كي لا ينسوا !!! ما فعلت ايديهم  واقلامهم التي ارسلت رجالنا الى حيث لا رجعة .

وشكر وامتنان الى سفير السلام الدكتور صاحب الحكيم على  عمله الذي استغرق قرابة العقدين في تاليف موسوعة عن المقابر الجماعية في العراق ابتداءا من يوم الطف وليومنا هذا .  واليوم اكرر طلب طلبته في رمضان ممن اتشرف بان يقرئوا مقالتي ان يقرا جزء من القران الكريم ويكون رقم الجزء هو رقم دخوله لقراءة المقالة فان كان تسلسله 26 فله الجزء رقم 26 وان تجاوز الثلاثين بدأ بمضاعفات الرقم كان يكون 159 يكون جزء رقم 9 بعد التقسيم على ثلاثين ونأخذ  الباقي  ، ليكون هدية بسيطة لتلك الارواح المجتمعة في مقابرهم النورانية في ليلة الجمعة هذه فلقد ساعدتموني مشكورين في رمضان وجمعنا 13 ختمة كاملة في ليلة واحدة  عسى ان نجمع عدد اكبر هذه المرة ومأجورين ان شاء الله بحق محمد وال محمد اللهم اجعلنا دائما من الذاكرين للخير والسائرين بدرب الحق درب الحسين

السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك سلام مني سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهارولا جعله اخر العهد مني لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين .

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق المظلوم
2007-05-18
يبقى الشهيد في العراق بأسمى حلل الشهداء والذي جرى على ابناء العراق طيبين من تعذيب وقتل بوحشية وبدون خوف من الله ورسوله دليل عن انهم الحق ضد الباطل والفضيلة ضد الرذيلة رحم الله شهداؤنا ونتمنى من الحكومة ان لاتنسى حقوق اهالي هؤلاء الابطال الذين سطروا بدمائهم الطاهرة رمز الشهادة والفداء وعلى طريق سيد الشهداء الحسين عليه السلام وتحياتنا لكاتبتنا المبدعة واختنا الفاضلة المهندسة بغداد
المهندس العراقي
2007-05-18
سلمت يداك بما تكتبين امنيتي ان اعلق على كتاباتك الجميلة لكن الكهرباء تخونني اتمنى عليك لفت نظر المسؤلين الى الدمار الحاصل في مؤسسات الدولة بسبب العلاقات والاحزاب والقربى واول الدمار تجميد الكفاءات القديمه وابدالها بعناصر جديده سوف تخرب البلد اكثر من البعثيين وخاصة في وزارتي النفط والكهرباء اتمنى لك التوفيق بحق آل محمد
مهاجر
2007-05-18
بسم الله الرحمن الرحيم *ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون* صدق الله العلي العظيم هذه الايه تفسر الكثير من الامور الغامضه التي لم نعرفها ابدا مثلا المقابر الجماعيه كانو اناس يعيشون ويرزقون وكانو مجاهدين في سبيل الله فلهذه قتلو وتعني هذه الايه ان الشهدا هم افضل منا بكثير ولابد عندما نتكلم بسيرتهم نفرح ولا نتاسف ابدا وهنيا لذالك الشخص الذي مات على حب الحسين ع ومن مات على حب ال محمدمات شهيدا
نور العراق
2007-05-18
مآسي شعبنا الطيب مستمد من مآسي ال البيت وماجرى على ائمتنا الطيبين الطاهرين وقصص شهداء المقابر تشيب الطفل الرضيع .. الله يلعن الطاغية المقبور صدام ويرحم شهدائنا الابرار وان يعافى عراقنا الجريح من كل امراض الماضي ومآسيها وان لايبقى للشر والبعث مكان في بلدنا الحبيب بارك الله بكم المهندسة بغداد وبكتاباتكم الرائعة حفظكم الله ورعاكم من كل سوء
ام علي
2007-05-18
تحية حب واجلال واعتزاز بالاخت الكريمة بغداد وبقلمها المبدع ومواضيعها التي تمس شغاف القلوب .. بوركتم اختنا ووفقكم الله لكل مايحب ويرضى واتمنى ان تستمري بكتاباتكٍ الجميلة والتي تنبع من منبع الحب والطيبة من بغداد السلام ومن ابنتها الطاهرة بغداد ودمتم .
كريم الساعدي
2007-05-18
الاخت الفاضله المهندسه بغداد سلام من الله عليك ورحمته وبركاته مع اعجاني بقلمك الشريف الذي يدل على نقاء وطهر الحليب الذي ارضعته اياك والدتك وانا المتايع لما تكتبين اقوك والله شاهدا علي ما زادتني مقالتك هذه الا اعجابا فوق اعجابي بهذا القلم والذي احسه سيفا هاشميا تقلدته( ام وهب) في يوم الطف اننا واما هذه الهجمه الشرسه والمنظمه ضد فكر ومحبي اهل البيت علينا ان نوحد الصف ونصدح بكلمة تسكت الافواه وتخرس الالسن العفنه التي لا هم لها سوى قذفنا بنعوت نحن والله منها براء فسيري على الدرب لا يهمك قلة سا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك