المقالات

المسكوت عنه في الأرهاب السُني !!!

1780 00:40:00 2007-05-17

( بقلم : مهند حبيب السماوي )

تابعت بتركيز شديد أهم الملاحظات والتعليقات التي رافقت مقالي الاخير الموسوم ب" المسكوت عنه في التشيع الصفوي" والذي نُشر في مواقع عديدة, حيث كانت في أغلبها غير صحيحة وتبتعد عن مقصدي والغرض من مقالتي , وأثارني تساؤل أحدهم عن سبب عدم جعل الاكراد سنة في حين انني جعلت الكثير من القوميات الاخرى شيعة ؟ والجواب بسيط أننا حينما نناقش قضية عروبة العراق فانه من غير الفائدة ان نجمع سنة العرب وسنة الاكراد لان الاختلاف واضح بينهم في القومية , بينما يصح جمع الشيعة كلهم من كافة قومياتهم سوية لأنهم حينما يتهمونهم بالصفوية فانهم يقصدون جميع الشيعة بمختلف قومياتهم ولايميزون بين قومياتهم المختلفة.

وأعود الى موضوع مقالي الذي يحاول الكشف عن ماوراء منطوق التسنن التكفيري أو اعتبار السنة تكفيريون وارهابيون , حيث أرى أنه خطر اخر يرافق ويناظر اتهام الشيعة بالصفوية, وأرى أن كلا التعبيرين والاتهامين مبرمجين ويخدمان عملية اذكاء التمييز والروح الطائفية التي تُشعل حروباً في الكثير من مناطق العراق على الرغم من عدم اعتراف سياسي العراق الجديد !!!! بذلك.  ولابد أن نقول بصراحة أن الحركة التكفيرية قد ولدت في الفضاء السني على الرغم من هذا لايعني ان الاخوة السنة قد تبنوها بأجمعهم مثلما قد حدث الامر عينه لدى الشيعة عندما تظهر بعض الأحزاب والتيارات التي ترتكب مالايرضاه الشيعة ولايتحملون خطاياه مطلقاً.

الفكر التكفيري لايمثل الفكر السني وان كان البعض من السنة ممن لم ينتمي له تنظيمياً  قد رضى عن بعض تصرفاته في بداية بدأ المواجهات المسلحة في العراق . أذ تصوروا أن هؤلاء يمكن ان يبنوا وطناً أو يحرروا ارضاً او يجلبواً الاستقلال فدعموهم مالياً ووفروا الملاذ الأمن لهم في مناطق تواجدهم , ألا ان ألامر قد أنكشف بالنسبة للأخوة السنة, أذ تعرت شعارات الفكر التكفيري وانفضحت نواياهم  وانكشفت حقيقة مزاعمهم بحماية السنة, فبدات هذه الجماعات بتصفية السنة المخالفين لهم في الرأي , بل أكثر من ذلك  بدأوا بقتل بعض المسلحين والمقاومين العراقيين ممن يقومومون بنشاطات عسكرية ضد القوات الامريكية وهذا شيء عجيب وغريب ويفتقر الى ادنى درجات الذكاء بل والفهم البسيط. اذا كيف يعادي الفكر التكفيري الحاضنة الاجتماعية التي توفر له أرضاً لحمايته ؟وكيف يقوم هذا الفكر التكفيري بتصفية بعض قادة الجماعات المسلحة التي تحمل نفس أهدافه التكتيكية _وليس الاستراتيجية_ التي تقوم على محاربة القوات الامريكية ؟ أنه لأمر غريب لايبرره الا عنجهية القاعدة ودوغمائية الفكر التكفيري ....

ثم ان القول الذي يزعم أن السنة كلهم من التيار التكفيري وانهم يحاربون الشيعة فقط , هو قول خاطئ وزعم باطل ,أذ من يقرأ التاريخ الحديث ويرى مافعله الفكر التكفيري من مجازر بحق السنة في الجزائر الذي راح ضحيتها حوالي 200 الف شهيد وبقية البلدان العربية كمصر والسعودية والاردن والمغرب ولبنان وباكستان وافغانستان  بالاضافة الى العراق الذبيح اليوم.... من يقرأ  مافعله هؤلاء بحق السنة_ناهيك طبعاً عن الشيعة الذي حللوا قتلهم_... فانه سوف يغير موقفة بشكل كبير وسيرفض جملة وتفصيلاً أعتبار جميع السنة من حملة الفكر التكفيري الضال المنحرف, بل أن التيار التكفيري قد حارب وأهدر دم بعض الوهابيين في السعودية على الرغم من أن السعودية والوهابية هي احدى اهم مطارات انطلاقهم نحو العالم!!!

وهنالك نقطة مهمة, تتمثل في أن حملة الفكر التكفيري لايمكن لهم أن يتعايشوا مع غيرهم من المسلمين ممن يخالفوهم في العقيدة والتوجه , ولكننا نلاحظ أن الشيعة والسنة في العراق والخليج العربي مثلا قد تعايشوا منذ عشرات السنين ولم تحصل بينهم خلافات تصل لحد حمل السلاح بوجه الاخر. ولهذا فمن الخطأ الفاضح بمكان أن نعد السنة حملة الفكر التكفيري الحالي , اذ ان التكفير قد أختط لنفسه منهجاً منفرداً واسلوباً خاصاً في الجريمة والقتل والأرهاب التي تجعلنا نعفي الاخوة السنة من هذه التهمة التي لا احسب أن احداً متكمل البناء العقلي يمكن ان يرضى بها أو يستسيغ وصفها.

مهند حبيب السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.خضير
2007-05-17
ان جوهر القضية بالنسبة الى العراق أنه لايتقبل لاسباب جوهرية ،تاريخية و ثقافية و بنيوية (الفكر التكفيري) وما كان ازدهاره في هذه المرحلة التاريخيه الا لسبب واحد واضح يتعلق بالقوة السياسيه التي هيمنت على مقدرات البلاد طيلة عمر الدولة الآفله في 2003 والتي يفصح تاريخها انها لاتتورع عن اي عمل يديم لها سلطتها او يعيدها في حالة فقدانها. ان التكفير ليس عراقيا ولكن فقدان توازن من فقدوا سلطانهم غير الشرعي وغير المنطقي جعلهم يتبنونه بانتهازية فجة دون الالتفات الى خطره المحدق بهم بالذات.وهو ماعرفوه متأخرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك