( بقلم : علي حسين علي )
تعرض الائتلاف العراقي الموحد منذ تشكيله قبل نحو عامين وحتى يومنا هذا الى هجمات اعلامية شرسة ومريرة والى مؤامرات سياسية خرج أصحابها في كثير من المناسبات عن المألوف والمنطقي في العمل السياسي إلا أن الائتلاف العراقي الموحد استطاع ان يبدد كل محاولات المغرضين لأضعافه أياً كانت تلك المحاولات سياسية أم اعلامية. فالائتلاف العراقي الموحد هو قبل كل شيء أصطفاف وطني عراقي قبل ان يكون ممثلاً لاكبر مكونات الشعب العراقي طراً،بل أنه اكبر حتى من مجموع المكونات العراقية الاخرى.ومع هذا ظل الائتلاف العراقي وطوال السنتين الفائتتين يعمل ويسعى لما فيه خير وحرية كل العراقيين وبمختلف قومياتهم واديانهم وطوائفهم أيضاً..والائتلاف العراقي الموحد لم يكن منحازاً الى طائفة معينة في أي قرار له أو موقف،وما يحسب له أنه أقل كل الكتل النيابية في الجمعية الوطنية السابقة ومجلس النواب الحالي تمسكاً بالطائفية في حين تجد بعض الكتل النيابية لاترى الامور ولا تأخذ المواقف إلا بمعيار طائفي،بل هي تضع الوطن بعد الطائفة في كثير من الاحيان..ونحن هنا لانؤاخذ تلك الكتل،ولا نريد أن نحاسبها على مواقفها،بل جل ما نريد تأكيده هو أن الائتلاف العراقي الموحد قد أرتقى في كثير من المواقف الى مستوى عال من المواطنة العراقية النبيلة.وكان الائتلاف العراقي الموحد في الجمعية الوطنية الانتقالية السابقة يشكل حوالي ثلثي أعضائها، إلا أنه بعيداً عن استعمال قوة الاغلبية في كل المعالجات التي كانت تطرح على الجمعية الوطنية،وحتى في كتابة الدستور فان الائتلاف العراقي الموحد كانت نظرته عراقية قبل أن تكون فئوية..ولدينا أكثر من دليل على ذلك، أهمها هو أن الدستور ضمن لكل العراقيين حقوقاً متساوية في ثروات بلادهم.أما في الانتخابات الاخيرة لاختيار أعضاء مجلس النواب الدائم،فان الائتلاف حرص على التوافق والتزم بصيغته مع أن هذه الصيغة ما كان مضطراً إليها إذا ما أخذنا بالحسبان تحالفه التأريخي مع التحالف الكردستاني الذي يؤهلهما لاصدار قرارات من مجلس النواب تمنح امتيازات للاغلبية التي يمثلانها،إلا أن ذلك لم يحدث،فقد حرص الائتلاف على ان تكون الاولوية للعراق باكمله بجميع مكوناته،ولم يستأثر الائتلاف بالسلطة كذلك،فاعطى بعض المكونات الاخرى حقوقاً وامتيازات لاتستطيع أن تحصل عليها في حال العمل بحسابات الاكثرية والاقلية المعمول بها في كل برلمانات العالم الديمقراطية،من هنا،يبدو أن اعداء الائتلاف،بل اعداء العراق قبل ذلك،لايريدون له أن يواصل سياسته الحكيمة والمتعلقة وغير الأثروية،وكان وجود سماحة السيد الحكيم زعيماً له قد اعطى الائتلاف بعداً حقيقياً في العمل السياسي العراقي بما يجعل من الائتلاف خيمة كبيرة،وليست وحيدة طبعاً،لكل العراقيين..وقد يبدو هذا الوضع (مزعجاً)لبعض الاطراف السياسية قصيرة النظر والمتعجلة للوصول الىالسلطة والتسلل اليها من طرق ملتوية ومظلمة أحياناً. وما نراه ونسمعه في هذه الايام من تحركات لبعض السياسيين انما يدخل ضمن دائرة الالتفاف على الائتلاف في مسعى شرير اما لاضعافه او لمحاصرته في حال استطاع هؤلاء المغرضون الفاشلون من السياسيين تشكيل كتلة او كتل نيابية تجمع المتناقضات حقيقة، ولكنها تجمتع على معاداة الائتلاف بالتأكيد.. فكثير ممن يزعمون بأنهم(قادة) و(منقذون) و(ضروريون) لقيام عراق ديمقراطي حر، قد هاموا في بلاد الدنيا يبحثون عن(الزعامة) وتركوا ارض وطنهم حيث منبت الزعامة والقيادة الحقة والاصيلة وليس المستوردة.
هؤلاء السياسيون تراهم وكأنهم على حبال السيرك، ينتقلون في رمشة عين من اسفل الى اعلى وفجأة تراهم في جانب اخر في قاعة العرض !! معتقدين بأنهم يستطيعون في اعمالهم البهلوانية ان يشدوا الرأي العام اليها، متوهمين بأن الناس مازالت هي لم تتغيّر، معتمدين على(نظرية) الطاغية النافق التي لا تخرج عن نطاق الكذب والخداع والتضليل.. ولم يأخذوا عبرة من نهاية(القائد الضرورة) ولم يتوصلوا رغم كل ما حدث ان الشعب العراقي هو الضرورة وغيره ما هو إلا فقاعة!ومناسبة هذا الحديث عن الائتلاف هو ان بناء العراق من خلال مؤسسات الدولة مهمة كبيرة يتصدى لها الائتلاف بكل صدق وجدارة، في حين ينشغل غيره في اطلاق بالونات اعلامية سرعان ما تنفجر عن هواء فاسد.وأخيراً.. هناك حقيقة هي ان من يضع الشعب في ضميره وعقلة سيضعه الشعب في مكانه المناسب، اما من له منطق غير ذلك فليس له إلا الاهمال على أحسن تقدير
https://telegram.me/buratha