( بقلم : حيدر موسى العديل )
بمنطقهم وبمستوى عقولهم السطحية نسأل: هل استخدم الرسول أو الصحابة أو التابعين وتابع التابعين، الانترنت في جهاد الكفار، أو في تبيان حقيقة الإسلام؟.
بالطبع فالجواب سيكون بديهيا: لا
إذا فبالنتيجة، الانترنت بدعة يحرم استخدامه!!.
فضلا على أن في استخدامه تشبه بالكفار، وتمكين لهم.. واثبات لتفوقهم علينا نحن معشر المسلمين!!.
ولكن بما أن باب الاجتهاد لا يزال مفتوحا، وان في الدين من السماحة واليسر الشيء الكثير، ومن أجل رفع الحرج وإزالة المشقة عن المسلمين، فقد ذهب بعض علماء الصحوة إلى تحريم استخدام الإنترنت على المرأة فقط، وذلك لخبث طويتها!!، أو أنه يجوز لها الدخول بشرط أن يكون بصحبتها محرم يحفظها، على أن تكون بكامل عفتها وحجابها من دون إبداء زينتها، متجنبة بذلك أماكن الاختلاط بالأجنبي!!.
فمثلا عندما تكون المرآة في منتدى أدبي لا يتواجد به إلا رجال أجانب، هنا يجب عليها استبداله بمنتدى آخر كالطبخ أو الأسرة أو ما شاكله من أقسام المنتديات.. وإلا يجب عليها الخروج فورا من الانترنت!!.
وقد توسع بعض العلماء - جزاهم الله خيرا - في هذا الباب فقالوا: إن كان من وراء استخدام الانترنت جلب منفعة أو درأ مفسدة، كمجاهدة الكفار وأهل الضلالة والبدع، حينها جاز استخدامه ولا حرج في ذلك..
وهنا تزامنا مع إحياء فريضة الجهاد، وتحرير الأمة من الاحتلال وأعوانهم الصفويين المجوس، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية، يشن أبطال من المجاهدين والمقاومين بين الفينة والأخرى هذا النوع من الجهاد الالكتروني، الذي لم تألفه قرون الإسلام الأولى المفضلة، حيث يكون فيها الانترنت ساحة للقتال والغزوات والفتوحات، تتمثل في تنفيذ سلسلة من التفجيرات والتهكيرات والعمليات الاستشهادية، على مواقع ومنتديات الكفار والروافض... سيفهم في ذلك مؤشر الفأرة، وبنادقهم مفاتيح اللوحة، وأحزمتهم الناسفة برامج للهاكرز، والملتحقون بهذا النوع من التنظيمات الجهادية يُمنون أنفسهم بالشهادة ولو بلدغة فيروس، ليعانقوا بعدها الحور العين!!.
قائدهم أبو هاكرز الزرقاوي.. وهدفهم قتل العملاء، وتحرير أرض الانترنت من الاحتلال، وتوحيد المواقع تحت راية الإسلام، وتنفيذ أحكام الله فيها!!، وأساليبهم تدمير أو خطف المواقع، أو حجبها، أو الدخول بأسماء مستعارة وزرع عبوات ومقالات ناسفة فيها، وحصيلتهم من تلك العمليات تحرير والسيطرة والقضاء على مجموعة من المواقع كموقع الشيخ حسن الصفار، والفجر، ومزن، وأقلام، وهجر الفني، وواحة القطيف، وموقع فكرة....
علما أن فريضة الجهاد الالكتروني هذه لم تقتصر فقط على مواقع الانترنت، بل امتدت لتطال أيضا المحطات والقنوات التلفزيونية الرافضية، كقناة الزهراء التي كانت ولا تزال عرضة للتشويش والخلل الفني. فهل بعد كل هذا الجهاد جهاد؟! لا شك أن هكذا جهاد ثوابه يعدل ثواب المجاهد المتشخب في الميدان بدمه، لما فيه من نصرة للدين وإعلاء لكلمة التوحيد!!.
أما نحن وفي ظل استمرار مسلسل العنف والتفجيرات والحجب، والإرهاب الالكتروني المنظم ضد إعلامنا، يبدو أنه قد حان الأوان لأخذ الحيطة والحذر، وتشديد الإجراءات الأمنية بمجموعة من التدابير، تجنبا لوقع المزيد من الضحايا في صفوف مواقعنا، أذكر منها على سبيل المزاح والتطنيش:
1) حظر التجوال داخل المواقع خصوصا في ساعات الليل المتأخرة، وعدم السماح للأعضاء والزوار بالدخول إلا للحاجة الطارئة والماسة، كإرسال أو كتابة المواضيع، أم القراءة ووضع التعاقيب فلا يسمح به أبدا، إلا مع زوال ساعات الحظر!!.
2) وضع الحواجز ونقاط التفتيش على كل منتدى وموقع، وزيادة أعداد قوى الأمن لتعزيز الحماية اللوجستية للمواقع!!.
3) على زوار المواقع وأعضاء المنتديات الدخول في أوقات متفرقة، لان التكدس والدخول الجماعي، ومع وقوع عملية انتحارية -لا سمح الله -، فان من شأن ذلك أن يزيد من أعداد القتلى والجرحى.. مع التقيد بلبس الكمامات وتشغيل برامج السكان عند الدخول،خشية وجود عبوات ناسفة أو جيفة انتحارية قد تجلب للمتصفح عدوى التطرف!!.
4) وعلى الزوار إبلاغ إدارة الموقع، عن أي تحركات مشبوهة أو أجسام غريبة، وعلى الإدارة تحمل مسؤولياتها التامة في الدفاع عن المواطنين والمقيمين، الأعضاء والزوار للموقع، خصوصا الكتاب!!!.
حفظنا الله وإياكم من الإرهاب والتطرف، واختلال الفكر والسذاجة، وسلّم لنا عقولنا المستضيئة بنور محمد وال محمد، فحظنا العاثر أن نعيش معهم كما عايش الإمام علي عليه السلام خوارج وسفهاء عصره.
https://telegram.me/buratha