بقلم: سليم الرميثي
هذا الشعب الذي لم يذق طعم الراحة والامن والسكون منذ قدوم العسكر الى حكم العراق وخصوصا عندما جاء البعثيون الى سدة الحكم .عدة اجيال متتالية لم تذق طعم الحياة ولم تهنأ كباقي بني البشر في حياتها العادية ولم تتوفر لها ابسط اسباب الحياة .فهل يعلم الذين يتباكون على ذلك الجيش ان الشباب العراقي وخلال حروب صدام العبثية ومن مواليد 1940 م وحتى مواليد 1970 م اذا كان حسابي دقيق جميع تلك المواليد كانت في الخدمة الالزامية انذاك وتساق كالعبيد الى ساحات الحروب والقتال ليكونوا وقودا وحطبافي تفجير حقول الالغام .الكثير من السياسيين يتحدثوا عن حل الجيش ويعتبروه خطأ.اقول واسال هؤلاء عن اي جيش يتحدثون .نحن لانتعجب مثلا عندما نسمع من الضاري وهيئته التباكي او البكاء فهو لم يكن على الجندي المسكين وانما يبكوا على القادة والضباط الذين كانوا يقودوا الجيش وهم من الذين كان احدهم صداميا اكثر من صدام وعفلقيا اكثر من عفلق.هؤلاء القادة والضباط الذين كانوا يعاملوا الجندي كالعبد الذي يباع ويشترى في سوق النخاسة .وكان الجندي الفقير اول من يساق الى الخطوط الامامية ليلاقي حتفه او يعود معاقا .ومايعانيه الشعب العراقي اليوم من قتل وتدمير هو بسبب وجود اولائك القادة الذين اندمجوا مع قاعدة الارهاب واتحدوا مع الغرباء ليفتكوا بابناء شعبهم .كل العراقيين دخلوا الجيش تقريبا دون استثناء ولكن اتحدى اي عراقي ان يتذكر يوم جميل واحد من ايام الخدمة في جيش صدام وخصوصا من الشيعة والاخوة الكورد .بل العكس الكل يتذكر تلك الايام على انها اسوا ايام حياته لانها تذكره بايام الذل والعبودية والشقاء .فعن اي جيش يتحدثوا هؤلاء وماهي منجزاته غير الانقلابات الفوضوية ودخول الحروب العبثية اثناء حكم الجرذ المقبور .متى وقف الجيش مع الشعب ؟وهل خلص العراق من دكتاتورية صدام وحزبه البغيض ؟او هل استطاع ان يغير الحكم مرة واحدة لحساب الشعب؟ربما احد ما يقول ان الجيش العراقي شارك في حرب تشرين او اكتوبر واقول له حتى هذه الحروب لم تكن من اجل تحرير فلسطين وانما كلها عبارة عن لعب ومؤامرات لابتزاز الشعوب وتخويفها من اسرائيل لا اكثر .ولكن مع ذلك كله اننا لاننكر انه كان في الجيش العراقي الكثير من القادة والضباط الشرفاء والغيورين والوطنيين ولكن دورهم كان هامشيا ولم يستطيعوا فعل اي شيء امام مخابرات واستخبارات وامن النظام وحزبه .لهذا السبب نجد ان الشرفاء اما يضطرون للهرب من الجيش او يتعرضوا للاعتقال ومن ثم تتم تصفيتهم .فماذا نتذكر من جيش صدام ؟فهل نتذكر كيف انهزم امام الحلفاء في حرب الخليج الاولى والثانية ؟او هل نتذكر ماذا فعل بالشعب ابان الانتفاضة الشعبانية وكيف كانت الاعدامات للثوار في الجنوب الشيعي ؟او نتذكر ماذا فعل باخوتنا من الكورد الفيليين او في الشمال من الذي هدم واحرق الاف القرى الكوردية وقتل وهجر مئات الالاف وحديث الماسي لم ولن ينتهي .لان تاريخ الجيش العراقي يكاد يكون الوحيد بين جيوش العالم الذي وقف دائما مع الانظمة وليس مع الشعب .فلهذه الاسباب وغيرها الكثير ارى ان حل الجيش كان قرارا صائبا وبغض النظر عمن يقف خلفه او قرره .ربما هناك من يختلف معي في هذا الراي ولكني هنا لا اريد الجدال بقدر مااريد ان اطرح رايي امام الجميع وحبي واحترامي لكل الاخوة من القراء الكرام .اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha