( بقلم : - علي عبد الهادي الاسدي )
بدء لابد لي من القول إني لم أشأ الرد على كاتب مقالة (( هل يمكن للمالكي ان يفكر استرتيجيا )) حيث توصل صاحبها إلى عدم إمكانية أن يفكر رئيس الوزراء المالكي المسكين بشكل استراتيجي لأنه – المالكي- لا يعرف (( الجك من البك )) في رسم الاستراتيجيات ، إن في مجال السياسية ، أو الاقتصاد ، أو الأمن ، أو ... الخ ، و ل((إن التخطيط الإستراتيجي للدولة لا يحتاج إلى مخططين إستراتيجيين وحسب ، بل يحتاج إلى رئيس وزراء يعرف كيف يتكلم سياسيا ، كيف يعد سياسيا ، كيف يفكر ستراتيجيا ، والسيد المالكي ( بريئ ) من كل هذه القدرات !! )) . الحمد لله إن صاحبنا - كاتب المقال – مفكر إستراتيجي ، لكنه استراتيجي من طراز خاص وهذا ما أردت إيضاحه هنا. أقول لم أشأ الرد لولا أن كاتبنا قد ذكر مدينتي الحبيبة النجف يقول صاحبنا – المفكر الاستراتيجي الخاص - عن محافظ النجف : ((أن المحافظ الذي يسكت عن إبتلاع مئات بل آلاف الكليومترات من قبل رجل دين بحجة مشاريع خيرية حيث تم بيعها لمؤسسة رجل الدين هذا ــ المشبوهة ــ بسعر زهيد لا يفكر ولا يمكن أن يفكر ستراتيجيا )) . هكذا إذن المحافظ يسكت عن ابتلاع مئات بل آلاف الكيلومترات . لأسال صاحبنا كم هي مساحة مدينة النجف حتى تستقطع منها مئات بل ألاف الكيلومترات أيها الاستراتيجي الخاص ؟ ، إن مساحة النجف لا تتجاوز 200 كم2 . كيف ؟ عليك أن تحسب المسافة بدء من الكوفة مدخل النجف الشرقي والى حرم أمير المؤمنين وهو يمثل غرب المدينة 10كم ، ثم احسب من مدخل النجف الجنوبي نقطة سيطرة (( أبو صخير- نجف )) ، وانتهاء بنقطة سيطرة (( نجف- كربلاء )) 20 كم ، وبحساب بسيط تكون مساحة المدينة 200 كم2 . فمن أين جئتنا بمئات بل الآلاف الكيلومترات . لقد جاءتك من القيل والقال ، ومن أعداء العمائم النجفية الأصيلة ، لقد وجد القيل والقال في نفسك قبولا ورضى ، تماما على قاعدة (( حب واحجي واكره واحجي )) . أما سر القبول والرضا فهو أمر اتركه لغيري . إذن . هل يمكن لباحث يعتمد القيل والقال في أبحاثه ودراساته ، بل أقول تلفيقاته المكشوفة أن يقنعنا أن السيد المالكي قد برئت منه السياسة متكلما ومفكرا ومنجزا ؟ ! . أو يقنعنا انه هو - صاحب المقالة - يمتلك أدوات التفكير الاستراتيجي . نعم . إذا كان التفكير الاستراتيجي يعني في جملة ما يعنيه أن نعتمد على الأمور البينة البطلان - حتى لطلاب الابتدائية - في عملية التخطيط فانه يصح - حينئذ - لكل عاقل أن يبرأ من هكذا تفكير استراتيجي . الم اقل لكم انه طراز خاص من التفكير الاستراتيجي . وقال صاحبنا أيضا : ((ولهذا ليس مستغربا أن تؤكد الاستبيانات أن أهل النجف لا يفضلون المحسوبين على الخط الديني لإدراة محافظتهم ، ويلحون على إدارة يديرها خبرا ء ومختصون ، ملتزمون دينيا ولكن لا يؤمنون بتسييس الدين الحنيف )) ، أي اكتشاف استراتيجي خطير هذا !!!!! ، اكتشاف قد أكدته الاستبيانات – والصحيح لغويا الاستبانات – . وللعلم فقط فان بعض المراكز البحثية في النجف قد أجرت استبانة مؤخرا كشفت نتائجها النهائية عن أن الخط الديني لا زال يتصدر التفضيل على الخطوط الأخرى . ثم إن من الخطأ الفاضح أن نجعل هم النجفيين محصورا بين خيارين إما الخط الديني السياسي ، وإما الخط الديني غير السياسي . على أن التفكيك بينهما فيه من التعسف الشيء الكثير . هم النجفيين هو التنمية والاعمار ، وتقديم أفضل الخدمات لهم ، سواء بإدارة الخط الديني ، أو غيره على تنوعه ، وكل هذا يجري بوتائر هي أعلى من بقية المحافظات ، وبشهادة غير النجفيين . أما ابتلاع الأراضي- بأي شكل من الأشكال - فهو خرافة كخرافة العنقاء والغول و (( السعلوة )) . وأهل مكة أدرى بشعابها . علي عبد الهادي الاسدي / النجف الاشرفاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha