( بقلم : علي الاسدي –الناصرية )
. لم يتوقع الكثير من ان ازمة اللاجئين والمهجرين العراقيين سوف تزداد وبهذا الحجم غير المحدود بعد سقوط النظام السابق ,,ففي الوقت الذي تنفس فيه الصعداء الكثير من ابناء العراق ممن ذاق جحيم الغربة ومرارتها فأحزم حقائبه مصوبا وجهه شطر الوطن لاسيما من دول الجوار التى عانى بها اللاجئ ماعانى بحيث اصبح دأبه وامله في الرجوع الى الوطن بعد سنين من الاغتراب والحرمان والمصير المجهول أبان الحكم السابق..لكن بعودة هؤلاء الى الوطن وتفضيلهم الاكتواء بناره على مخيمات اللجوء في غيره,لم تنته المسالة بل تطورت اكثر من سابقها ..فقد تكون قضية اللاجئ اثناء الحكم البعثي السابق منسية ولم تلق الاهتمام المناسب بل رمي بعض ممن لجأ في مخيمات غاية في السوء سواء في صحراء السعودية اوفي غيرها رغم ان الكثير منهم هرب بعد احداث سنة 1991. وكم عانى اللاجئ حينذاك من اجل ان يسمع صوته على ان الاعداد التى تم قبولها من قبل الدول المانحة للجوء وبرعاية الامم المتحدة لاتتناسب والعدد الكبيرمنهم وقتها..ا
لان اصبحت الاعداد اكبر من سابقها واضحت دول الجوار محطات استقرار للبعض او توقف وترانزيت للبعض الاخر ممن يحلم بحياة امنة في دول تحترم الانسانية وتقدر قيمة الانسان وتحفظ حقوقه ..فهل وجد هؤلاء اللاجئون حياة افضل مما كان في بلدهم ..صحيحهم ان الكثيرمنهم ضمن حياته وحياة اسرته بهروبه من يوميات الموت المفخخ الذي يكتسح المدن والشوارع والاسواق في بلد يأسف المهاجروتدمع عينه على فراقه وتركه الى مصير غير معروف ..صعوبة المعيشة التى يواجهها اللاجئ في الدول التى ينتقل اليها وغلاء الاسعار ابتداءا من ايجار البيوت الى غيرها وعدم توفر فرص العمل جعلهم يعيشون تحت مطرقة الفقر....لكن ليس بأجمعهم.... بالتأكيد ليس باجمعهم ..فهناك لاجئون ومهجرون حقيقيون دفعتهم صعوبة الاوضاع الى ترك مناطق سكناهم والهرب صوب دول الجواربحثا عن ملاذ آمن لهم ولعيالهم بحيث يكفل لهم عيشا اكثر امنا اما من توجه صوب مدن العراق الاكثر امنا فهم الاخرون يعيشون مرارةالوضع وربما لم يهتم بهم الاالقليل...وهناك فئة استغلت فرصة الاقتتال وسوء الاوضاع تاركة العراق علها تحصل على فرصة اللجوء القليلة و الممنوحة لمن يشكل بقاءه في العرق خطرا عليه ,,فهناك من يصورذلك او يحاول ان يصور ذلك عله يحصل على تأشيرة الدخول لتلك الدول...وهناك من يدعي الاضطهاد بسبب تغير الاوضاع في العراق لاسيما المحسوبين على اجهزة النظام السابق وبضمنها الاجهزة القمعية التى شاركت بقتل الانسان العراقي وكانت الاداة العمياء والمطيعة للنظام ,هذه الفئة تلطخت يدها بدماء العراقيين وكتب لها ان تموت بموت النظام السابق فهم مطلوبون من قبل الشعب لمحاكمتهم جراء ما اقترفوه بحق العراق من قتل لابنائه وسرقة لامواله وهم الان يعيشون في اوضاع افضل مما يعيشه عراقيو الداخل اولاجئو الخارج الحقيقيون ,,هؤلاء خرجوا من العراق وسرقوا امواله بعدما ظلموا شعبه ومن يعلم فربما هم الاكثر نصيبا والاوفر حظا لمنحهم اللجوء ..علما ان بعض دول الخليج بصدد جلب هؤلاءومنحهم الجنسية وكما ذكرته بعض الفضائيات... بعض القنوات المحرضة تطبل لقضية اللاجئين بشكل غير مألوف-واعتقد انها تعني القسم الاخير منهم- وتدعوا لعقد مؤتمرات من اجل ايجاد حل لقضيتهم فقد تم قبل اسابيع عقد مؤتمر وبرعاية الامم المتحدة والحكومة العراقية من اجل حل قضيتهم وتقديم الدعم لهم ,,سوريا والاردن وكما ذكرت الاخبار طالبت بمبالغ كبيرة من الحكومة العراقية لدعم اللاجئ العراقي في بلدانها؟؟؟..مسؤلية دعم اللاجئ العراقي يقع قسم منه على عاتق الحكومة العراقية ولكن لللاجئ والمهجر الحقيقي الذي فر طالبا الامان في ظروف اشتبه فيه اللاجئ الحقيقي بغيره ..اللاجئ الذي لم تتلوث يده ولم يكتب تاريخه بدم ابناء شعبه.. اللاجئ والمهجر الذي فر بنفسه من اجل ان يحفظ نفسه وعائلته تاركا وراءه كل شيء..
https://telegram.me/buratha