المقالات

محاكم خليجية

1410 16:16:00 2007-05-13

( بقلم : حامد كماش الناصري )

في غمرة هذه الحياة يتدافع بعض الشباب ويتراكض ولكن إلى أين وفي أي اتجاه؟ لاادري . ويعمل بجد ويتسابق ولكن في سبيل أي مبدأ وفي خدمة أي فكرة ؟؟ لااعلـــــم .لقد اختلطت المبادئ والأفكار على الكثير وعمت الفوضى في نظرهم فالأمور لديهـم أصبحت طائفية وإقليمية وتصفية حسابات إيرانية مع أمريكا على الساحة العراقية ورجال جاءوا من الخارج مع الدبابة الأمريكية ......فعم الشقاق والتفرقة فيما بينهم وامتدت أصابع اللانظام السابق إلى هذا الخــلاف المصطنع وغذته وأضرمت النار فيه فإذا جانب مهم من بلدنا العزيز يصبح مرتعــا للطغيان والتنازع للعصابات التكفيرية (( خوارج العصر )).كانت هذه بعض همومنا ونحن نتوجه أنا وصديقي لحضور دعوة ضمـــــت بعض  الأصدقاء وآخرين نلتقي بهم لأول مرة واخذ الحضور يتناولون أطراف الحديث في بعض المواضيع .

كانت المواضيع التي تم التطرق لها في هذه الجلسة عديدة ومتنوعة تنوع الجالسين وتنوع ميولهم وأفكارهم والكل يدافع عن هذا الرأي أو ذاك واخذوا يصــــدرون أحكاما مختلفة ومتناقضة ولا تستند إلى أي دليل بحق هذا السياســـــي أو ذاك وبحق بعض الكتل السياسية والأحزاب إضافــــــة إلى اتهام هذه الطائفة أو تلك ووووو........حتى وصل الأمر إلى رجال الدين ......... وهنا انتفضت لهذه الجرأة في الحديث ولعنت اليوم الذي قادتني فيه قدمـــاي إلى  هذا المكان رغم أن صاحب الدعوة ليس له علاقة بالموضوع ولكنها أحاديث عابرة  قادت إلى هذه المواضيع الشائكة .

أقول انتفضت لهذه الآراء والأحكام المستعجلة والتي لاتقف أمام الحقيقة ولا تستند إلى أي دليل يمكن الاعتماد عليه . بالإضافة إلى أنها غير منطقية ولايمكن أن تصدر من ضمير حي . لكنني في غمرة هذا الانفعال لاحظت أن صديقي صامتا لاينطق بكلمة واحدة...كأنه يقول : (( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب )) فسكت وأمسكت عن الكلام .فاتجهوا إلى صديقي قائلين له لماذا لاتشاركنا الحديث وتسمعنا رأيك ؟ قال : إنني لم أشارككم الحديث لسبب بسيط هو أن أخباركم وآرائكم غير دقيقة وغير صحيحة في نفس الوقت فكيف يتم النقاش في موضوع معتمدين على هذه الآراء المشوهة ولأحكام المسبقــــــة  المسيطرة عليكم ... ثم فوق ذلك تريدون منا أن نعطي حكمنا ورأينا في هذه المواضيع المتناقضة المختلقة ...يااعزائي :إننا ليسنا أعضاء في المحاكم الخليجية ولسنا من مروجـــــي أحكامها وآرائها .قالوا له : المحاكم الخليجية لم نسمع بها فمن تكون وأين هي ؟قال : كيف لم تسمعوا بها ومعظم الأحكام والآراء التي تقولون بها  هي أحكاما وآراء صدرت عن هذه المحاكم .أما أين هي فأنها قريبة جدا من الجميع صغارا وكبارا ويمكن لكم حضور جلساتها ف أي وقت تشاوؤن فتجدون الأحــكام والآراء الجاهزة وما عليكم سوى تغيير بعض الكلـمات لتبدوا أن هذه الآراء آرائكم بنظر المغفلين.قالوا : لم نفهم ماتعني هل بالإمكان أعطائنا فكرة عن مميزات هذهالمحاكم .قال : حسنا سوف نذكر ببساطة أهم مميزات هذه المحاكم حيثتتميز بمايلي :1-أنها تصدر أحكامها بسرعة البرق الخاطف على ( المتهمين )في نظرها .2-تصدر أحكامها والأشخاص المحكوم عليهم غائبون عن جلسات هذه المحاكم .3- لاتطلب حضور المتهمين .4- لاتوكل هذه المحاكم من يدافع عن هؤلاء المتهمين .5- هذه المحاكم لاتعلم المتهمين ولا تشعرهم بالدعوى الموجهة إليهم ولا بمواعيد جلساتها .6- تصدر أحكامها ارتجالا غيرقابلةاعتراضا ولا استئنافا ولا تمييزا . 7-بما أنها تصدر أحكامها بسرعة البرق فإنها تنفذهاايضا بسرعة البرق .وهي بكل هذه المميزات الاستثنائية والغير منطقية تظن أنها تحق حقا وتزهق باطلا وان ملائكة الخير تصفق لها أعجابا وان الشياطين تنهزم من أمام وجهها .

تفعل كل ذلك وأولئك المتهمون في نظرها القاصر والسخيف منصرفون إلى شؤونـــهم اليومية لاعلم لهم بالأحكام التي تترصد هم ولا بخيوطها التي تحاك ضدهم حــتى أذا صدر الحكم عليهم (أي على المتهمين ) أحسوا له ألما وأعظم من تألمهم تعجبهم من كيفية صدوره وأعظم من ذلك عجبهم من سكوت رجال المحاكم الأخـــــــرى والنخبة الواعية بكافة أنواعها عن ذكر أي تصريح وتلميح ضد هذا الحكم وطريقة إصداره .قالوا : يبدو انك نمزح وهل توجد على الأرض محكمة من هذا النوعالجهنمي ولو بين أحط الشعوب همجية وأشدها توحشا ؟قال : وأزيدكم علما أن قضاة هذه المحاكم ينظر لهم على انهم من طبقة متعلمة ومتنورة وربما فضلهم البعض على الكثيرين .قالوا : لم تزدنا علما بل زدنا حيرة فبالله عليك تكلم بوضوح أكثر .قال : أن هذه المحاكم الاستبدادية التي أخبركم عنها هي ببساطة  المحاكم التي شكلتها الأجندات المعروفة في كل من : (( قناة الجزيرة الفضائية القطرية وقناة العربية الفضائية السعودية )) ولازالت هذه المحاكم مستمرة لحد ألان وهما متخصصتان في إصدار الأحكام والآراء في الشأن العراقي بسبب الظروف التي يمر بها عراقنا الحبيب .فكم من حكم أصدرته هذه القنوات وخصوصا الجزيرة ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام والأحزاب الإسلامية الشيعية ولكن أن تصل الأمور إلى التطاول على مقام المرجعية الدينية الرشيدة وعلى سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني(دام ظله) الذي نعاله يسوى الدوحة وما فيها على أن هذه الأحكام وهذه الإساءات كـــــــان الأجدر بها عـــــــــاق والديه أميرهم الأرعن فهل تستطيع الجزيرة أن تذكر خبرا اومعلومة أو تقدم برنامجا حواريا أو تحليليا أو وثائقيا عن الكيفية التي أزاح فيها الابن أبيه ليتربع على عرش العمالة في أمارة قطر .أن الكثير من العرب ربما لم يفهموا بالكامل حقيقة ومنهج تلك القنوات وأجندتها وأجندات الجهات الداعمة والموجهة لها .

أن هذه الإساءة لم تكن الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ومعظمها قد صـــدرت بسبب الغيرة والحسد من نجاحات العراقيين في مسيرتهم الجديدة والخوف مــن التجربة العراقية أو هو وهم وسوء فهم أو تجاهل لتحقيق أهداف مرسومة لــــها مسبقا . وقد تكون كل هذه التهم الموجة ضد الشيعة وقبل صدور الحكم من قبل هـــــــذهالمحاكم له وجه من العذر أو وجه من التأويل المعقول الذي يخفف من الحملــــة المسعورة . لكننا نرى أن هذه القنوات لاتكلف نفسها عناء الفحص أو البحث أو التحقيق أو على الأقل أن تصبر قليلا ريثما تكشف لها الأيام حقيقة ما اشتبه عليها أن كان هناك اشتباه فعلا . بل على العكس نراها إذا كان الموضوع يخص الشأن العراقي وطائفيا يهم الشيــعة تقوم قيامة هذه القنوات وتصدر أحكامها فورا وقائمة الاتهامات جاهزة من التعاون مع الاحتلال مرورا بالطائفية والمليشيات .........والحبل على الجرار.

والأغرب إنهم حينما يصدرون هذه الأحكام فان المحكمة بجميع أعضائها تلبـــس ثوب الصداقة والإخوة والإخلاص أو ثوب الإعلام الحر النزيه . وأنا لاتهمني هذه الأحكام لأنني اعرف مصدرها واعرف من الذي يصدرها وماذايريد ولكن الذي يهمني ويحز في نفسي أن تأخذ هذه الأحكام على الحقيقة دون فحص ودراسة وتصبح مادة للطعن بحق الشخصيات و الرموز الوطنية كما كـــان حالكم في بداية الحديث .وهذا هو سبب عدم مشاركتي لكم في الحديث لان أقوالكم وأرائكم مستندة إلى آراء هذه القنوات .قالوا : فما علاج هذا الداء من وجهة نظرك ؟قال : ليس هناك علاج في عصرنا الحاضر يستأصل شاّفة هذه القنوات لأنها نتاج التربية القذرة والأخلاق الفــاسدةوالفكر السقيم في البيئة التي تحتضن هذه القنوات وعليه  فلا أمل لنا في شفائها تماما بين ليلة وضحاها ولكن فيالوقت الحاضر انزلوها منزل القنوات الخليعة فأصحاب التربية الإسلامية الصحيحة والأخلاق الفاضلة والعفيفةيبتعد عنها بالرغم من أنها في متناول يده . وأصحاب الفكر الخاطئ والصيد في الماء العكر وذو التربيةالسيئة يتقربون منها وينالون من موائدها العفنة التي لاتقبلها النفس ولا الأخلاق .وهذا الحل وان كان في الواقع غير مجدي إلا إننا لانريد أن نرد عليهم بنفس الأسلوب الذي نرفضه ورائدنا في ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : والله مامعاويه أدهى مني ولكنه امرؤ يغدر ويفجر وقال عليه السلام : والله لولا التقى لكنت أدهى الناسوأحسن قول يوجه لهم هو قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : (( إذا لم تستحي فافعل ماشئت ))وصدق أمير المؤمنين عليه السلام وكأنه يخاطبهم : (( يااشباه الإبل غاب عنها رعاتها مااكثركم في الساحاتومااقلكم تحت الرايات لااحرار صدق عـــند اللقاء ولا إخوان ثقة عندا لبلاء, إنكم عمي ذوو أبصار وصم ذووأسماع ,بكم ذوو كلام .....))فقال احد الحضور : أن وصول الإعلام العربي إلى هذا المستوى من الانحطاط الخلقي ناتج عن تخاذلنا نحن العرب وجهلنا وتحاسدنا وتباغضنا حتى تسرب اليأس إلى نفس كل عاقل مفكر وحتى ترك العربي وطنه وكره قومه وسكنه وأصبح حائرا قلقا متشائما قانطا يردد في كل آن ماأوشكت أن تنتهي محن............إلا وجاءت بعدها محنأما الرسوم فإنها درست............أما الرجال فإنهم دفنوا العصر راجت سوق باطله ............والحق فيه ماله ثمـــنفقال صاحبي :كلا بل هذا عجز لايسده إلا استلهام ماقيل :نبني كما كانت اوائلنا ......تبني ونفعل مثلما فعلواوالعاقبة للمتقين حامد كماش الناصريذي قارــــ العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك