( بقلم : سليم الرميثي )
كان سماحة السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله نموذجا حيا وواقعيا للسلام والمحبة بين كل التكوينات الاجتماعية التي يتالف منها الشعب العراقي.وكان يمتلك نهجا خاصا من الاخلاق الرفيعة والسامية .وهذه من الصفات التي كان يلاحظها كل من قابله وجالسه رحمه الله.و الابتسامة لاتفارق وجهه البهي .السيد محمد باقر الحكيم كان حسينيا محمديا من الطراز الاول واذا تحدث مع المقابل فانك تجده سلس الحديث ويتحدث بعفوية وابوية صادقة .
الاخلاص والوفاء والمحبة كل هذه الصفات كنا نشعر بها عندما نكون مع ذلك الرجل العملاق في صبره وتحمله احيانا حتى الكلمات التي تسبب له الحزن والالم والاذى . يحاول ان لايظهر ذلك امام ضيوفه حيث تبقى الابتسامة مرسومة على وجهه حتى وهو في حالة عدم الرضى حرصا منه واحتراما لضيفه .
السيد شهيد المحراب عندما كنا نستمع الى خطبه او كلامه المباشر معنا كانت هناك كلمات تكاد لاتفارق لسانه وهو يتحدث بها مثل وحدة الصف والكلمة ووحدة العراق وشعبه والعدالة وكيفية تحقيقها بين افراد المجتمع وغيرها من الكلمات التي تؤكد مدى حرصه على السلام والتعايش بين المواطنين . اما شجاعته رحمه الله كانت نادرة فهي شجاعة قائد بكل معنى الكلمة وخصوصا عندما يزور المجاهدين في مواقعهم الامامية وكيف كان يحثهم ويبث فيهم الروح الايمانية الحسينية ويزيدهم قوة وشجاعة في مواجهة العفالقة الجبناء.
ومما زاد من حبه وشعبيته بين المجاهدين كان عندما يزورهم وهو يلبس زيه العسكري كجندي بسيط لا رتبة عسكرية تميزه عن اي مجاهد رغم انه يستحق ارتداء اعلى الرتب العسكرية وافضلها لما يتمتع به من قدرات هائلة على التخطيط والمتابعة الميدانية في اصعب ظروف المواجهة مع الاعداء من الزمر الصدامية البغيضة .واما بعد سقوط اللانظام فكان دوره مميزا في خطبه ومن خلال صلاة الجمعة وكنا ننتظر تلك اللحظات على احر من الجمر لنستمع الى خطبه وتوجيهاته لكافة ابناء الشعب العراقي. حيث كان له في كل جمعة لقاء مع الجماهير ليتحدث معهم مباشرة ووجها لوجه ليخفف عن شعبه المعانات وليعطيهم الامل والايمان بالمستقبل.
السيد شهيد المحراب رحمه الله كان في خطبه وفي كل يوم جمعة يعطينا ويعلمنا اشياء جديدة في ديننا ودنيانا.وكان ينبوعا لاينضب من العلم والمعرفة . ان تكلم عن الماضي فهو كانه كان جزا منه وان تكلم عن الحاضر فيعطي العلاج الشافي لكل المعضلات والازمات التي يعاني منها المجتمع وان تحدث عن المستقبل فكانه يراه ويعيشه. ولكن شاء القدر ان نفتقد ذلك الرجل الهمام وان يلتحق بجده الحسين ع الى جنان الخلد وانا لله وانا اليه راجعون.
فسلام لك ايها الشهيد يوم ولدت ويوم مت ويم تبعث حيا ....وحشرنا الله معك لامع اعدائك ...ولعنة الله على الايدي الاثمة التي شاركت في الفعل والتنفيذ لقتلك سيدي ولعنة الله على من ايد تلك الجريمة النكراء....
https://telegram.me/buratha