( بقلم : عمار العامري )
رغم الصعاب ورغم كل الاحتمالات والتي جعلت الكثير من أبناء العراق ورجالاته وساسته يعتذرون عن الرجوع إلى بلدهم إلى مسقط رؤوسهم إلى العراق بشكل علني والسبب يعود إلى عدت أمور كانت تراود أذهانهم لا أريد أن أخوص فيها بقدر تعريفي لماذا كان سماحة أية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم هو الشخصية العلمائية والسياسية الوحيدة التي استطاعت أن تخوض في العمق العراقي مع ما فيه من تحديات ومصاعب والذي كان يعلم بان الموت منتظره لا محال وانه لابد أن يأخذه في حين غره من أحبته ومواليه رغم المآسي والهموم رغم ما كان يتصوره مرافقيه ومساعديه ألا أن السيد الحكيم أصر وبكل شجاعة وبسالة أن يعود إلى ارض أباه وأجداده يعود كما خرج مرفوع الرأس ليؤكد للعالم بان العراقيون سنة وشيعة كرد ومسيحيين كل الطوائف تريد الاستقلال والتحرر وهو آت من اجل ذلك.
يحدثني احدهم عن لحظة من لحظات خروجه مطلع الثمانينيات أن رجل أمن في مطار بغداد حاول منعه فما كان من سماحة السيد ألا أن بادر بصفعه على خده وأسقطه ذليل مما اجبر قوة امن المطار بإعطائه التصريح بالخروج دون معرفة من انه المطلوب محمد باقر الحكيم.
السيد الحكيم عاده متلهفا ليرى كيف هم أبناء العراق الصادقين في نواياهم المخلصين في دعواهم إليه بالعودة يشد الرحال موكب السيد محمد باقر الحكيم في العاشر من أيار ليصل منطقة الشلامجة ويخرج العراق بال روح الأبوية ليستقبل الابن العراق البار يخرج العراقيون ليهتف - نعاهد .. نعاهد لنا الحكيم قائد- الدموع تذرف من عيون الحكيم وهو يراقب الرجال والنساء الشباب والأطفال حافية القدمين والملابس ممزقه ومتهرئ يلوحون بأيديهم والأتربة تتصاعد فوقهم - وينه الحاربك وينه صدام النذل وينه - كلمات أبكت سماحة الحكيم ليوقف الركب ويتضامن مع أولئك بالبكاء والنحيب مواقف تلو مواقف وحالات حينما تنظرها لا تحتاج إلى تعليق ولم يتدخل في صنعها السينمائيون حيث ساعات امتزجت فيها العاطفة والوئام تتزاحم الملايين على روية شخص الأمل السيد الحكيم رغم ما شار عليه بعض مساعديه إلى اتخاذ الطرق الصحراوية لسرعة الوصول وسهوله السيطرة تحذرا من كيد الكائدين السيد الحكيم يختار طريق الاهوار والعشائر لحكمة منه بان هولاء هم أنصار المذهب أنصار الحوزة العلمية جند المرجعية يواصل الركب السير والآلاف مع الركب تزحف نحو النجف الاشرف وسماحته يعبر عن الروح الإسلامية الخالدة والحركية الشابة في معنوياته.
وكلماته مؤثرة بقى صداها في النفوس ما خطب فيه المجاهد الحكيم عند مروره في مدن البصرة والناصرية و السماوة والديوانية واستقباله من الآلاف من ابناهما ثم يقضي ليلته الحادية عشر من أيار تلك في منزل الشهيد المجاهد الشيخ مهدي السماوي في مدينة السماوة يعلم السيد الحكيم بان العراقيين يترقبون وصوله ليعيد لهم الأمل في ما سلبته الجبابرة ليستقر الركب في الثاني عشر من أيار في مدينة الكرار جوار الصحن الحيدري الشريف يتوجه أية الله المجاهد السيد الحكيم لزيارة جده أمير المؤمنين(ع) وفي استقباله مئات الألوف من أبناء النجف والكوفة وما يحيط بهما بعدها يكون القائد الأول والسياسي الأوحد الذي تستقبله المرجعية الدينية الرشيدة نجل زعيم الطائفة والعضد المفدى للصدر الأول و سند التحدي للإمام الخوئي يدعو سماحة السيد الحكيم إلى طاعة المرجعية باعتبارها النيابة للإمام المعصوم وواجب طاعتها يدعو إلى تقبيل أيادي المراجع العظام وفي هذه أذنا بان الأمانة في التصدي إلى الظلم والطغيان قد أرجعت وسلمت إلى أهلها إلى مستحقيها.أنفاس كلها تسبيح وكلمات كلها طاعة يقضيها المجاهد الحكيم بين أنصار أهل البيت(ع)عاد السيد محمد باقر الحكيم لتراه قلوب محبيه والأفئدة المشتاقة لنظرته كما وصفها إياه الإمام الخميني في وصيته للسيد الحكيم - واعلم يا بني بان كثير من القلوب والأفئدة تهوي إليك بدون أن يروا حتى وجهك أو يتحدثوا معك وهم عنك بعيدين في العراق وخارجه مطيعين لك فلا تقصر عن نصرتهم -.
يبدأ السيد الحكيم بطرح الخطوط العملية الأولى لسياسة الدولة العراقية الجديدة تتضمن مطالبه حكم الشعب والانتخابات البرلمانية الحرة النزيه وكل خطبه وكتاباته يدعو فيها إلى حكم العراقيون وحريتهم واستقلالهم طالبه السيد الحكيم بكتابة الدستور العراقي وبأيادي عراقية ودعا الشعب إلى خيار الفدرالية لضمان حقوق الأكثرية المسلوبة وكل ما حققناه من انجازات أساسية هي من معطيات رسالته الجهادية طيلة نصف قرن والتي أعطى مقابلها النفس لينال الشهادة وهي مبتغاة نحو الله.
https://telegram.me/buratha