( بقلم : حامد جعفر )
كنا نكن له الاحترام بوصفه معتدلا, وازداد تعاطفنا معه بعد مقتل اخويه على يد المقاومة الشريفة جدا والتي عاثت الفساد في ديالى ولم تزل. انه الناطق باسم جبهة التوافق المشبوهة دائما التي تنبعث منها رائحة البعث المتعفن الدكتور سليم عبدالله الجبوري.
كان على غير عادته وهو يحاور مذيع البغدادية في برنامج المختصر, هائجا مائجا سليط اللسان لم يسلم احد من رجالات الدولة من اتهاماته وتهديداته. والاغرب من ذلك انه كان يتكلم بلسان حارث الضاري ورهطه حين اخذ يشدد على الاعتراف بالمقاومة وانها مشروعة ولابد للحكومة ان تعترف بها وتساندها وتربت على كتفها وتقدم لها القيمر الطازج والصمون الحار والعسل الجبلي لكي تزداد اردافهم ثقلا وتتدلى كروشهم التي لاتشبع من اكل اللحم البشري وارتشاف دماء العراقيين باقداح النبيذ. فمن يحل لنا هذا اللغز وهذه المعادلة.. هم يريدون بقاء الامريكان ويطلبون الاعتراف ( بالمقاومة التي تقاتل الامريكان) اذن اين هي هذه المقاومة وعلى من وضد من غير الابرياء. وهنا يجب ان يكون موقف التوافق واضح اما مع الارهاب المسمى مقاومة او مع الحكومة قلبا وقالبا لانه لاينفع ولايصح ان تكون لهم رجل مع الحكومة واخرى مع الارهاب.
و نحن نتساءل دائما عن ماهية هذه المقاومة و لماذا لم تعلن عن نفسها و برنامجها السياسي و لماذا لم نعرف لها قائدا وطنيا على الاقل كي نسانده و نقف الى جانبه لوقف نزيف الدماء و خراب البيوت!! والحقيقة نحن نعرف الجواب , و تساؤلنا هو تساؤل العارف و ليس الجاهل. المقاومة المعنية هي بلا ادنى شك مقاومة مجرمي البعث النافق ومخابراته المافية وامنه السفلة ومن لف لفهم ممن باع ضميره من ضباط وعرفاء الحرس الجمهوري وجيش القدس وفدائيي صدام وقواته الخاصة وما الى ذلك من شراذم مجرمي مستعمرة صدام الرهيبة التي هدمتها الاقدار.
و نحن نتساءل هنا ان كانت هذه الجبهة الغريبة الاطوار بقيادة الحزب الاسلامي قد انظمت الى العملية السياسية, و اصبح قوادها مسؤولين و وزراء فيها و انها لا تريد انسحاب الامريكان من العراق في الظرف الراهن لان الامريكان هم حماتهم من غضب الشعب المذبوح و قواه الفاعلة , اذن لماذا يطبلون للمقاومة ووجوب الاعتراف بها ؟؟ اذا كان الامريكان موجودين بموافقة الحكومة وهم منها , اذن كل من يحارب الامريكان اليوم انما يحارب الدولة و العملية السياسية التي هم جزء منها. فما هذا النفاق ولماذا الظهور بوجهين وكانهم يتعلقون بكف بحزام الحكومة وبالكف الاخرى بلحية البعثي حارث الضاري.
وقصة التوافق مع حارث الضاري ورهطه كقصة الاعرابي مع جرو الذئب. فقد روي ان اعرابيا عثر على جرو ذئب وحيد في الصحراء يكاد يموت جوعا, فاشفق عليه واخذه معه الى خيمته وسقاه حليبا طازجا من شاة كان يمتلكها. واخذ يربيه ويعتني به حتى كبر واصبح ذئبا بالغا. وراح الاعرابي يعتمد عليه في حماية خيمته ونعجته في اثناء غيابه كما يعتمد على الكلاب في مثل هذه الاحوال. وذات يوم عاد الاعرابي الى خيمته من رحلة صيد مضنية في الصحراء فلم يجد الذئب و التفت الى مكان نعجته فلم يجد الا دماءا وصوفا ممزقا واحشاءا مقطعة فادرك الامر وضرب كفا بكف واخذ يلعن الذئب على غدره وانشد يقول:اكلت شويتتي ونقضت عهدي فما ادراك ان اباك ذيباذا كان الطباع طباع سوء فلا ادب يفيد ولا اديبانهم باختصار يريدون الاعتراف بالبعث باسم المقاومة.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha