( بقلم : ناصر الفرطوسي )
انها السيدة شذى الموسوي عضوة البرلمان العراقي صاحبة الصرخة المدوية في قبة البرلمان , عندما تداخلت هذه السيدة معلنه بصوت هزَ البناية بكاملها اعتراضها على الوضع المأساوي في محافظة ديالى . فبعد ان تلي بيان يخص الوضع في المحافظة المخطوفة من اهلها والتي يسيطر عليها الارهابيين والتكفيريين والصداميين . صاحت هذه السيدة بصوت عراقي شريف ان نحضر كل المسؤولين عن هذا الوضع المزري في المحافظة فما كان لبقية الاعضاء الا التصفيق واظن فان كثير من العراقيين قد صفقوا لها تضامنا مع ممثليهم في البرلمان الذين أنتخبوهم وكانوا ياملون ان يروهم في كل جلسة بصرخات يصل صداها للعالم كافة لا للحكومة والمسؤولين فقط .
الا ان الغريب الذي حدث بعد اكمال صرخات هذه السيدة هو فقدان السيد رئيس المجلس لكل توازنه وكأن الصوت كان موجهاً له وان الذي يحدث في محافظة ديالى هو المسؤول عنه , فقرر ان تكون الابتسامة هي الرد على هذه الآهات والدموع التي امتزجت مع كل كلمة قالتها السيدة شذى , فبدا الامر لايعنيه وهو يبحث عن مبررات للوضع الحالي في هذه المحافظة المرهونه بايدي المجرمين , فبدل ان يقف وبكل قوة يؤيد هذه الكلمات التي هي كلمات كل ابناء العراق , رأيناه يتهم ثلاثة ارباع اعضاء البرلمان بانهم السبب عن هذا القتل والتهجير وهذه بحد ذاتها فرية كبيرة على قسم كبير من ممثلين الشعب العراقي , صحيح هناك من هو مسؤول عن القتل والاجرام والذبح من بين اعضاء البرلمان والجميع يعرف من يكونوا , الا ان المشهداني ذهب الى شيء خطير وللمرة الاولى يُسمع هذا من داخل البرلمان . وهنا يحق لنا ان نسأل السيد رئيس البرلمان اذا كان ادعائك بمثل هذا الامر فما الذي يدعوك الى البقاء على رئاسة المجلس وانت تعرف اكثرهم من القتله ولم يبقى الا النساء وهو الربع الباقي ؟ الاولى بك ياسيادة رئيس المجلس ان تقف بعد ان تصفق لهذه السيدة المحترمة وترفع يدك وتعلن على العلن ومباشرة وعلى الهواء والعالم كله يسمعك ويراك , ثم تقول وبصرخة اعلى من صرخة الاخت شذى انني من هذه اللحظة استقيل من هذا المجلس لانني ارى كل اعضاءه هم من القتلة والمتسببين في التهجير الطائفي . ولكن رايناك ترفع الجلسة وهي لم تكن برغبتك ان ترفعها ولكن الشرفاء من اعضاء المجلس لم يرضوا ان يبقوا في قاعة البرلمان وهم يسمعوا مثل هذه الاتهامات الخطيرة .
اننا نعتقد ان هذه العبارة التي اطلقها السيد الرئيس ماهي الا لخلط الاوراق على السامعين والمشاهدين , ويجعل من بعض المجرمين المتواجدين في هذه الجلسة او من هو غائب عنها مثل عبد الناصر الجنابي او الدايني او العليان وغيرهم من هو مسؤول عن الذبح والقتل والتهجير هم ليسوا فقط متهمين بالقتل , فجميع اعضاء البرلمان هم ايضا مثلهم , وهذا ما لايرضاه الشريف من العراقيين .
لانعرف كيف يصف الانسان البسيط هذا التصرف وكيف يمكن ان يجد ايضا هذا المواطن الوصف الجديد لرئيس البرلمان . فهل تقبل سيادة الرئيس ان يقال عنك رئيس القتلة , وهل ترضى ان توصَف برئيس عصابة مسؤولة عن القتل والسلب وغيرها من الجرائم , فان كنت تعرف هذا مسبقا فلا عذر لك بالبقاء في منصب رئاسة البرلمان , ولايمكن ان تجد الاعذار والمبررات لمثل هذه الكلمة التي اطلقتها هذا اليوم بسبب صرخات امرأة عراقيه وهي تعبر عن كل آهات ومعانات الانسان العراقي بشكل عام وعن آهات وأنات اهالي ديالى بشكل خاص , فماذا عساك ان تقول لانسان بسيط وهو يلتقيك ولو ان الكثير يشك في صعوبة التحدث اليك ومقابلتك بسبب الحمايات والحواجر الموضوعة امامك ,وهو يسألك عن سبب بقائك في هذا المجلس الذي جُله من القتله والمجرمين وحسب وصفك ؟؟؟؟؟ .
عندما تقول ياسيادة الرئيس مثل هذا الكلام عن اناس في داخل البرلمان من الذين ضحوا ولايزالوا يقدموا التضحيات والكل يعرف ان حياتهم مليئة بالمخاطر عندما يدخلوا الى قبة البرلمان ولاسيما التفجير والمفخخات وصلت الى داخل البرلمان انهم مجرمين وقتله وامام العالم كله .... بالتاكيد سوف يضحك الجميع ويصفق لك ايضا كونك اعترفت ومن خلال اطلاقك لمثل هذا الاتهام انك رئيسهم والمسؤول عنهم وهذا بالنتيجة تكون انت سيدهم بالقتل والاجرام والتهجير واعتقد هذا استنتاج منطقي ينطق به كل من رأى جلسة البرلمان لهذا اليوم . صرخات سيدة عراقية ارادت ان توصل رسالة الى الحكومة بان تقف مع اهالي ديالى وتخلصهم من الارهاب الذي حصد الآلف من الابرياء اغلبهم من اتباع اهل البيت عليهم السلام . هل يعقل لاتستطيع ان تتحملها وان تقف مع اهلك وشعبك وتؤيد مطلب هؤلاء الناس المحتجين والمعتصمين في كربلاء وهم كانوا يأملون بك وباعضاء مجلسك خيرا .... وفي النهاية تقول وترد على رسالتهم الموقعة بدمائهم ان ثلاثة ارباع المجلس هم من تسبب بقتلكم وتهجيركم وهم المجرمين ,,,, فنقول ياسيادة رئيس المجلس مافائدة المجيء الى البرلمان والجلوس والمعاناة والخوف من القنابل والاحزمة , اذا ماكنتم قتله ومجرمين اعلنها الى الناس حتى تسمع وتقدر موقفك بانك مستقيل من هذه الساعة والكل سوف يرفعك فوق الرؤوس ويجعلك في مقام بطل قومي وعراقي وممكن عالمي . ولكن نعتقد ان صرخات شذى الموسوي جعلتك تفقد توازنك وهزت عرشك الخشبي .... وباطلاقك الاتهامات على اعضاء البرلمان بانهم قتله هي القشة التي قصمت ظهرالبعير .ولابد ان تفكر القوى السياسية في تبديل الرئيس الحالي وتبحث عن رئيس يجمع الاعضاء ويوحدهم لانه في النتيجة سوف يوحد الشعب . فقد كثرت زلات هذا الرجل في الحديث والممارسة فلم نعد نعرف عندما يتكلم هل هو جاد ام مازح , واصبح الكل من المتابعين لجلسات البرلمان يعتقد عندما يطلب العضو الحديث سوف يُرفض وبقوة وصلابة في الكلام من قبل الرئيس ,او ان العضو اذا سُمح له بالحديث سوف يلجم على فمه ببعض من الكلمات التي نسمعها من رئيس البرلمان ولانتحملها ونحن امام الشاشة فكيف يكون حال العضو وقتها وهو يصدم بعنجهية السيد الرئيس واسلوبه الجاف مع الممثلين للشعب .... لابد ان تفكر القوى السياسية وتتخذ القرار المناسب للتغير في رئاسة البرلمان ... اليوم قد اهان الذين انتخبوا هؤلاء الاعضاء . لايجب ان يسكت الاعضاء في البرلمان على هذه المسبة العظيمة, فقط الذي يصمت هذه المرة القاتل حقا ولايعترض لانه يعرف مسبقا اذا اعترض او لم يعترض فهو معروف للجميع بانه مجرم وقاتل ومسبب في التهجير.... نأمل ان نرى رئيسا جديدا اكثر جديه وهو يمثل رئاسة المجلس في عراق جديد لايكمم الافواه بل يقف مع عضو البرلمان عند رفع معاناة من انتخبه ...... عاش العراق واهلـــــــــــه ... المظلومينناصر الفرطوسي
https://telegram.me/buratha