بقلم : علي عبد الهادي الاسدي
قبل بضعة أيام حضرت ندوة ثقافية أقامتها مؤسسة التراث النجفي التي يتولى أمانتها العامة الأستاذ الدكتور حسن الحكيم رئيس جامعة الكوفة سابقا . أقيمت الندوة في مقر المؤسسة وكان موضوعها النظام الصحي في العراق مشاكله و ... ، كان المحاضر الدكتور علي العنبوري ، وهو يحتل موقعا إداريا قريبا إلى مجلس النواب العراقي ، وبعد إنهائه لمحاضرته فسح المجال للحضور – وهم نخبة من المثقفين - لإبداء ملاحظاتهم حول الموضوع .
كانت مداخلة احدهم هي من أخبث المداخلات وأطرفها أيضا ، قال صاحبها ما مضمونه (( إن هناك مرضا جديدا في العراق قد أصيب به أعضاء مجلس النواب واخرون ، وهو مرض فقدان الوطنية ، فهل يتمكن الدكتور العنبوري - لاسيما وهو قريب إلى مجلس النواب - أن يحدد لنا العلاج اللازم ، أو الدواء الناجع لهذا المرض )) ، تبسم بعض الحاضرين ، وامتعض آخرون ، وأبدى البعض تجاهلا ، وعدم مبالاة بالمداخلة .أما الدكتور العنبوري فأجاب : بان تعميما كهذا التعميم فيه الكثير من المجافاة للواقع ، وفيه إجحاف لجهاد وعمل الكثيرين من أعضاء مجلس النواب العراقي . سوف اتخذ من هذه المقدمة مدخلا للحديث عن قضية الوطنية عندنا – نحن العراقيين - ، فهل نحن مصابون بداء فقدان الوطنية ؟ ! لكن ماذا تعني الوطنية العراقية ؟ هذه الوطنية التي يجري اللطم ليلا ونهارا على فقدانها ، والبكاء صباحا ومساءا على ضياعها ؟ ! .ثم هل اتفق الاجتماع العراقي على تحديد دلالاتها ورسم معالمها وحدودها . وهل رسخت في الذهنية العامة حتى أصبحت جزء من بنيته الثقافية ؟ ! .وهل تجاوزت الوطنية العراقية مرحلة المفهوم ، أو المصطلح ، إلى مرحلة التأصيل لمعايير أخلاقية تؤسس لممارسات يصح وصفها بالوطنية ؟ ، والى قواعد عرفية واضحة المعالم تلزمهم – العراقيين - باشتراطاتها وإلزاماتها ؟ و تضبط إيقاع فعلهم السياسي بنحو لا تخرج بهم عن دائرة اشتغال هذه المعايير وتلكم القواعد . نعم . هل نمتلك – نحن العراقيين – هذه القواعد وتلكم المعايير بحيث نستنكر مخالفتها ، وننبذ المتجاوزين عليها ؟ ! . هذه أسئلة اتركه إجابتها للقاري الفطن . قد يظن ظان أن تجليات الوطنية عندنا هو هذا الألم الذي يعتصر قلوبنا ، وهذا الهم الجاثم على صدورنا ، بسبب ما يجري في العراق اليوم من ماس مروعة ، وكوارث مفجعة ، مع إن ذات الألم قد يحتونا ، وذات الهم قد نعيشه إن أصاب أي بقعة من بقاع الأرض ما أصابنا نحن العراقيين انه الشعور الإنساني الذي يفرضه انتسابنا إلى عالم الإنسانية . لكن ، ليكن الألم والهم هو أدنى قدر مشترك بيننا دال على وجود الإحساس بالوطنية . ولنسال البعض من نواب المجلس لم لا نرى هذا الألم والهم يظهر منكم، إن في تصريحاتكم ، أو أحاديثكم ولقاءاتكم ؟! .
ثم لنسال سيادة رئيس المجلس – مجلس النواب – لم هذه الضحكة البلهاء التي ارتسمت على شفتيك البائستين ، وأنت تستمع إلى صرخات الألم - بسبب ما يجري في محافظة ديالى - التي انطلقت من فم السيدة شذى الموسوي – النائبة في المجلس - نموذج المرأة العراقية الباسلة ، لم كانت ضحكتك البلهاء أيها السيد الرئيس !! فهل أنت من المصابين بداء فقدان الوطنية ؟؟؟ . وهل عاد إليك وعيك على ذاتك البائسة حينما زعقت بك السيدة الموسوي صارخة : (( لم تضحك أيها السيد الرئيس ، لم تضحك أيها السيد الرئيس )) حتى ضجت القاعة بالتصفيق لها . اعترافها بشجاعتها وبنبلها ووطنيتها . نعم . لم كانت ضحكتك البلهاء أيها السيد الرئيس ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!علي عبد الهادي الاسدي / النجف الاشرف
https://telegram.me/buratha