المقالات

هل بدأت المؤامرات لأفشال وثيقة العهد الدولي للعراق؟

2253 02:35:00 2007-05-09

( بقلم : داوود السعيد )

(نصر من الله وفتح قريب وبشر الصابرين ) صدق الله العظيملعل كل شريف وغيور على وطنه ولديه حد ادنى من سوية بشرية لايملك الا ان يشعر بالرضا والأمل والفرح ايضا عندما يشهد اي تحول ايجابي في مسيرة هذا العراق الأبي الشامخ رغم الجراح والآلام والمؤامرات ...ومهما قال القائلون واسهب المتحدثون في احاديث (الوطنية ) فأن الوطنية الحقة انما تتضح في تعاطف المرء ومشاركته في شأن وطنه ..ولعل بارقة الأمل التي لاحت وشكلت نصرا من الله للعراق وشعبه وحكومته هو نجاح مؤتمر العهد الدولي الذي انعقد مؤخرا في شرم الشيخ ..

ولايملك من اخلص للعراق الا ان يساند الحكومة من اجل نجاح وثيقة العهد لأن الحكومة امام مسؤولية تاريخية تتطلب الوفاء ببنود الوثيقة التي يترتب على الوفاء بها وفاءا مقابلا من قبل الدول الموقعة على تلك الوثيقة..ولم يكن الكثيرون يتوقعون حقا انعقاد المؤتمر بهذا الثقل الدولي والمشاركة الضخمة للدول المساندة للعراق عربيا واقليميا ودوليا حتى ان قناة النفاق –الجزيرة - كانت تردد قبل يومين من انعقاد المؤتمر وفي موقعها على الشبكة مانصه : (مؤشرات فشل مؤتمر وثيقة العهد ...) ثم قالت بعد حين (انقسامات تسبق انعقاد مؤتمر شرم الشيخ ....) وقد كتبت لهم شخصيا ..وقلت لهم اتقوا الله ...فكيف تنبأتم بالفشل ولما يعقد المؤتمر بعد ...المهم .. ان المؤتمر انعقد .. ونجح نجاحا ملحوظا ..والحمد لله .. وكان ينتظر من بعض (الوطنيين ) الغيارى كما يسمون انفسهم ، ان يعبروا عن تلك الوطنية لهذا النجاح .... فكيف كان رد الفعل ؟..ابتدأ رد الفعل بشعور بالخيبة والأحباط والكراهية ..وعبرت عن ذلك الهيئة المعلومة لصاحبها حارث الضاري ببيان مكتوب ... ..فقد اعلن ان المؤتمر كان (مكافأة للحكومة الطائفية على جرائمها ) وبالطبع ..اذا كنت لاتستحي فافعل ماشئت... ولو كان لهذا الكائن ذرة من حياء ماكان رده بهذا الشكل ..لكن المذكور اعلاه ..كان قد استمات طيلة عام كامل هو عمر الحكومة من اجل تأليب الدول العربية ضدها ..وحتى سحب الأعتراف بها وعقد مؤتمرات ومؤتمرات صحفية كثيرة في هذا الأتجاه ..ولكن امله خاب وهو يصدم بنتائج المؤتمر ..ثم جاء رد الفعل من جبهة التوافق ..فقد اصدرت بيانا خبيثا ابان انعقاد المؤتمر اكد ان الحكومة طائفية وانها لم تف بالتزاماتها تجاه السنة ..وكان ذلك تشويشا مقصودا على المؤتمر ...ثم عاد هذين اليومين عدنان الدليمي من مخبأه في عمان وهو شبه مسعور .. ولم يعد الا للبدء بحملة جديدة مغرضة مخصصة لمؤتمر الوثيقة هذه المرة ...ولتشويه الحكومة واثبات ان الحكومة تضطهد السنة وتهجرهم وتفرغ بغداد من السنة كماقال في مؤتمره الصحفي بعد العودة غير المباركة ....وبالتالي فأن ثبوت سير الحكومة بهذا النهج سيؤدي الى اخلالها بركن مهم من اركان وثيقة العهد وهو ماسيؤدي الى افشال الوثيقة وانسحاب الدول الموقعة عليها لأن الحكومة قد فشلت مثلا في تنفيذ ماطلب منها ...وهو اقصى احلام عدنان وزمرته ..

ثم ظهر وزير التخطيط العراقي (بابان)على قناة الجزيرة مساء يوم 5-5-2007 في برنامج المشهد العراقي و ولما يجف حبر تواقيع الموقعين على وثيقة العهد بعد ... اي بعد سويعات من اختتام مؤتمر شرم الشيخ.. وعجبا ماقاله هذا الوزير ... فقد قال ان الحكومة العراقية لجأت لوثيقة العهد للألتفاف على التزاماتها تجاه الدول العربية وماطلبته هذه الدول منها وكان يلمح الى ان تلك الدول كانت تطالب بأنصاف السنة لكن الحكومة هي التي تملصت .. ثم شكك بما اوتي من التشكيك بالحكومة وبالوثيقة وانها بلا قيمة ولاجدوى .. وانه وزملائه غير مؤمنين بخط الحكومة وعلى وشك الأنسحاب منها ..واني اتعجب والله من هذا القدر من النفاق ..ياسيد بابان ..ياوزير ...انت تقبض الاف الدولارات من الحكومة وتجالس رئيس وزرائها وتشاركه القرار وتحضر اجتماعاتها وتتمتع بامتيازاتها التي تحلم بها ثم تقول انك ضدها .. فأي نفاق هذا ايها الناس ؟...

ثم جاءت تصريحات طارق الهاشمي مؤخرا متزامنة مع الحملة (الوطنية؟ ) المدبرة والمتفق عليها ضد وثيقة العهد ؟؟؟قائلا ان المليشيات قد عادت الى الشارع بعد مؤتمر شرم الشيخ .. وكما حصل في حي العامل كما قال .. وان لديه وثائق تؤكد ذلك ...و ...و...و...و...و...هذه هي مجرد البداية للحملة لجديدة القديمة ضد الحكومة ... لكنها الآن حملة مختلفة شكلا ومحتوى واهدافا اذ يراد منها كما قلنا احراج الحكومة ثم افشالها و التأكيد للرأي العام العربي والدولي ان الحكومة عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وهو ما يعني فشل وثيقة العهد وتخلي الدول الموقعة عن الحكومة العراقية ....ولهذا كله...  على الحكومة في رأيي ان تغادر نهائيا طريقة ادائها السابقة ... ومنها ان لا تمضي في السكوت على التصريحات التي تشوه مسيرتها .. ان السكوت يعني ان مايقوله القائلون صحيح تماما ..والتصريحات صحيحة .والأتهامات صحيحة .... هذا مبدأ بسيط ومعروف ... في تعاملات الدول والحكومات الرصينة ..فالناطق الحكومي والأعلامي للحكومة ومسؤولي الحكومة يفترض ان يقوم كل بدوره الصحيح ان يرصد كل التصريحات ويفندها ليس بالكلام الأنشائي الذي قرفنا منه .. بل ان يقارع الدليل بالدليل والحجة بالحجة ... ولايترك تصريح مضاد دون الرد عليه وتفنيده وتكذيبه بالدليل القاطع ..

الخلاصة ايها الأخوة ...ان رهان العراقيين اليوم وغدا هو على وثيقة العهد .. وان تتحول الى حق مكتسب تطالب به الحكومة وتطالب باستحقاقاته ... وان تردع الذين يشتمون الحكومة ..ويضعون العصي كي لاتندمج في المجتمع العربي والدولي ..وان تبذل جهدا استثنائيا في العمل والرصد لتفويت الفرصة على ماهو قادم من مؤامرات شرسة ومبيتة يراد منها افشال الحكومة بأية طريقة حتى ولو كانت غير شريفة وقائمة على النفاق و (العهر ) السياسي الذي تمارسه قيادات متطرفة تستغل تراخي الحكومة وسكوتهاعن الرد ...فالحذر الحذر الحذر من المؤامرات القادمة ايتها الحكومة ...الحذر من شياطين الأنس الذين يأكلون من موائد الحكومة ويشتمونها ويتآمرون عليها ليلا ونهارا ...ان ريح سمومهم قادمة وحملتهم (الوطنية) يجري طبخها .. فاجهضوها .. وردوا كيدهم الى نحورهم .. واقلبوا السحر على السحرة ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د.خضير
2007-05-08
القضية برمتها ليست قضية وطن بالنسبة لهؤلاء..انها قضية صراع تاريخي حضاري بين قوتين ومنهجين وخيارين.. انها قضية ذلك الصراع الازلي بين من يسير مع حركة التاريخ وبين من يحاول الشد الى الخلف والعودة الى الوراء..وهؤلاء قضيتهم العودة بالامور الى ماكانت عليه قبل انعطافة نيسان 2003الكبرى ..ولذا فالامر جد طبيعي ان يتآمروا وان يتحالفوا مع الشيطان لتحقيق غايتهم..ولكن هيهات ، فقد رفعت الاقلام و جفت الصحف وليس للعودة الى الوراء من سبيل..وتلك من حتميات قوانين التاريخ ..ولكن (الجماعة) لايفقهون وان كانوا يعلمون..
عبد الحميد
2007-05-08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد لاجديد لم يقولون ولاكن اين الاخوان من الامور التى تحدث يوميا تقتل على الهويه في العدل والجامعه والبياع والسيديه والجهاد وغيرها من الاماكن وقصف الاحياء الامنه في ابو دشير وافتعال الازمات اواعاقة اي عمل وطني لخدمه العراق وضرب الكهرباء المستمر وضرب المشاريع الخدميه لا اعرف اين هم من هذا والكل يعرف وهم يعرفون الفاعل ويدعمونه بالمال والاعلام اذكرهم بقول الله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون
عدنان
2007-05-08
مؤامرات العفالقة ضد الحكومة بعد شرم الشيخ باتت واضحة ومفهومة. ونامل ان لا تعطى الحكومة اذان صاغية لنباحهم وتهديدهم بالانسحاب من الحكومة والبرلمان لان غالبية الشعب العراقى تتمنى انسحابهم وفى هذه الحالة يمكن طرد وزرائهم وسفرائهم الذين يتامرون ليلا ونهارا على الحكومة الوطنية. ويمكن استبدالهم بسهولة بالخيرين فى مجلس انقاذ الانبار والوطنيين من الكوادر الكفوءة من اهالى بغداد وسامراء وديالى. وننصح العفالقة عند انسحابهم ان ياخذوا مليشياتهم معهم لانها ستكون تحت قبضة الاهالى الذين عانوا الويلات من اجرامهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك