( بقلم : داوود السعيد )
(نصر من الله وفتح قريب وبشر الصابرين ) صدق الله العظيملعل كل شريف وغيور على وطنه ولديه حد ادنى من سوية بشرية لايملك الا ان يشعر بالرضا والأمل والفرح ايضا عندما يشهد اي تحول ايجابي في مسيرة هذا العراق الأبي الشامخ رغم الجراح والآلام والمؤامرات ...ومهما قال القائلون واسهب المتحدثون في احاديث (الوطنية ) فأن الوطنية الحقة انما تتضح في تعاطف المرء ومشاركته في شأن وطنه ..ولعل بارقة الأمل التي لاحت وشكلت نصرا من الله للعراق وشعبه وحكومته هو نجاح مؤتمر العهد الدولي الذي انعقد مؤخرا في شرم الشيخ ..
ولايملك من اخلص للعراق الا ان يساند الحكومة من اجل نجاح وثيقة العهد لأن الحكومة امام مسؤولية تاريخية تتطلب الوفاء ببنود الوثيقة التي يترتب على الوفاء بها وفاءا مقابلا من قبل الدول الموقعة على تلك الوثيقة..ولم يكن الكثيرون يتوقعون حقا انعقاد المؤتمر بهذا الثقل الدولي والمشاركة الضخمة للدول المساندة للعراق عربيا واقليميا ودوليا حتى ان قناة النفاق –الجزيرة - كانت تردد قبل يومين من انعقاد المؤتمر وفي موقعها على الشبكة مانصه : (مؤشرات فشل مؤتمر وثيقة العهد ...) ثم قالت بعد حين (انقسامات تسبق انعقاد مؤتمر شرم الشيخ ....) وقد كتبت لهم شخصيا ..وقلت لهم اتقوا الله ...فكيف تنبأتم بالفشل ولما يعقد المؤتمر بعد ...المهم .. ان المؤتمر انعقد .. ونجح نجاحا ملحوظا ..والحمد لله .. وكان ينتظر من بعض (الوطنيين ) الغيارى كما يسمون انفسهم ، ان يعبروا عن تلك الوطنية لهذا النجاح .... فكيف كان رد الفعل ؟..ابتدأ رد الفعل بشعور بالخيبة والأحباط والكراهية ..وعبرت عن ذلك الهيئة المعلومة لصاحبها حارث الضاري ببيان مكتوب ... ..فقد اعلن ان المؤتمر كان (مكافأة للحكومة الطائفية على جرائمها ) وبالطبع ..اذا كنت لاتستحي فافعل ماشئت... ولو كان لهذا الكائن ذرة من حياء ماكان رده بهذا الشكل ..لكن المذكور اعلاه ..كان قد استمات طيلة عام كامل هو عمر الحكومة من اجل تأليب الدول العربية ضدها ..وحتى سحب الأعتراف بها وعقد مؤتمرات ومؤتمرات صحفية كثيرة في هذا الأتجاه ..ولكن امله خاب وهو يصدم بنتائج المؤتمر ..ثم جاء رد الفعل من جبهة التوافق ..فقد اصدرت بيانا خبيثا ابان انعقاد المؤتمر اكد ان الحكومة طائفية وانها لم تف بالتزاماتها تجاه السنة ..وكان ذلك تشويشا مقصودا على المؤتمر ...ثم عاد هذين اليومين عدنان الدليمي من مخبأه في عمان وهو شبه مسعور .. ولم يعد الا للبدء بحملة جديدة مغرضة مخصصة لمؤتمر الوثيقة هذه المرة ...ولتشويه الحكومة واثبات ان الحكومة تضطهد السنة وتهجرهم وتفرغ بغداد من السنة كماقال في مؤتمره الصحفي بعد العودة غير المباركة ....وبالتالي فأن ثبوت سير الحكومة بهذا النهج سيؤدي الى اخلالها بركن مهم من اركان وثيقة العهد وهو ماسيؤدي الى افشال الوثيقة وانسحاب الدول الموقعة عليها لأن الحكومة قد فشلت مثلا في تنفيذ ماطلب منها ...وهو اقصى احلام عدنان وزمرته ..
ثم ظهر وزير التخطيط العراقي (بابان)على قناة الجزيرة مساء يوم 5-5-2007 في برنامج المشهد العراقي و ولما يجف حبر تواقيع الموقعين على وثيقة العهد بعد ... اي بعد سويعات من اختتام مؤتمر شرم الشيخ.. وعجبا ماقاله هذا الوزير ... فقد قال ان الحكومة العراقية لجأت لوثيقة العهد للألتفاف على التزاماتها تجاه الدول العربية وماطلبته هذه الدول منها وكان يلمح الى ان تلك الدول كانت تطالب بأنصاف السنة لكن الحكومة هي التي تملصت .. ثم شكك بما اوتي من التشكيك بالحكومة وبالوثيقة وانها بلا قيمة ولاجدوى .. وانه وزملائه غير مؤمنين بخط الحكومة وعلى وشك الأنسحاب منها ..واني اتعجب والله من هذا القدر من النفاق ..ياسيد بابان ..ياوزير ...انت تقبض الاف الدولارات من الحكومة وتجالس رئيس وزرائها وتشاركه القرار وتحضر اجتماعاتها وتتمتع بامتيازاتها التي تحلم بها ثم تقول انك ضدها .. فأي نفاق هذا ايها الناس ؟...
ثم جاءت تصريحات طارق الهاشمي مؤخرا متزامنة مع الحملة (الوطنية؟ ) المدبرة والمتفق عليها ضد وثيقة العهد ؟؟؟قائلا ان المليشيات قد عادت الى الشارع بعد مؤتمر شرم الشيخ .. وكما حصل في حي العامل كما قال .. وان لديه وثائق تؤكد ذلك ...و ...و...و...و...و...هذه هي مجرد البداية للحملة لجديدة القديمة ضد الحكومة ... لكنها الآن حملة مختلفة شكلا ومحتوى واهدافا اذ يراد منها كما قلنا احراج الحكومة ثم افشالها و التأكيد للرأي العام العربي والدولي ان الحكومة عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها وهو ما يعني فشل وثيقة العهد وتخلي الدول الموقعة عن الحكومة العراقية ....ولهذا كله... على الحكومة في رأيي ان تغادر نهائيا طريقة ادائها السابقة ... ومنها ان لا تمضي في السكوت على التصريحات التي تشوه مسيرتها .. ان السكوت يعني ان مايقوله القائلون صحيح تماما ..والتصريحات صحيحة .والأتهامات صحيحة .... هذا مبدأ بسيط ومعروف ... في تعاملات الدول والحكومات الرصينة ..فالناطق الحكومي والأعلامي للحكومة ومسؤولي الحكومة يفترض ان يقوم كل بدوره الصحيح ان يرصد كل التصريحات ويفندها ليس بالكلام الأنشائي الذي قرفنا منه .. بل ان يقارع الدليل بالدليل والحجة بالحجة ... ولايترك تصريح مضاد دون الرد عليه وتفنيده وتكذيبه بالدليل القاطع ..
الخلاصة ايها الأخوة ...ان رهان العراقيين اليوم وغدا هو على وثيقة العهد .. وان تتحول الى حق مكتسب تطالب به الحكومة وتطالب باستحقاقاته ... وان تردع الذين يشتمون الحكومة ..ويضعون العصي كي لاتندمج في المجتمع العربي والدولي ..وان تبذل جهدا استثنائيا في العمل والرصد لتفويت الفرصة على ماهو قادم من مؤامرات شرسة ومبيتة يراد منها افشال الحكومة بأية طريقة حتى ولو كانت غير شريفة وقائمة على النفاق و (العهر ) السياسي الذي تمارسه قيادات متطرفة تستغل تراخي الحكومة وسكوتهاعن الرد ...فالحذر الحذر الحذر من المؤامرات القادمة ايتها الحكومة ...الحذر من شياطين الأنس الذين يأكلون من موائد الحكومة ويشتمونها ويتآمرون عليها ليلا ونهارا ...ان ريح سمومهم قادمة وحملتهم (الوطنية) يجري طبخها .. فاجهضوها .. وردوا كيدهم الى نحورهم .. واقلبوا السحر على السحرة ...
https://telegram.me/buratha