المقالات

هل سمعتم بالوحدة البعثية؟

1642 20:31:00 2007-05-07

( بقلم : محمد عاشور الخفاجي )

الوحدة رمز للقوة وأداة تستخدمها الأنظمة السياسية للحفاظ على كيان الدولة ولا يقتصر هذا المفهوم على النشاط السياسي وحسب وإنما يمتد إلى مجالات أخرى فنجد التوحد والوحدة والتماسك مطلوب في الأنسجة المختلفة التي تكون مجتمع ما ولهذا فإننا نجد ونلمس الوحدة في كثير من مجالات الحياة ولكننا في هذه الأسطر سيقتصر الحديث على مفهوم الوحدة من وجهة نظر الأنظمة السياسية الحاكمة في الوطن العربي وعلى سبيل المثال حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان حاكما للعراق ومازال حاكما لدولة مجاورة نقول أنها من الدول الشقيقة فما هو معنى الوحدة في كلا النظامين وأننا سنبدأ أولا بالقريب كون أن الأقربون أولى بالمعروف كما هو معلوم لدى الجميع بأن شعار الحزب البعثي هو(امة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة) وأهدافه هي(وحدة،حرية،اشتراكية) ونلاحظ بأن لمفهوم الوحدة حيز كبير لدى المنظرين لهذا الحزب كون إن الوحدة موجودة في الشعار وفي الأهداف والمبادئ ولكنها لم تكن حقيقة ملموسة على ارض الواقع بل ما هو محسوس لدى المتابع العكس تماما ففي اللا نظام البعثي البائد أراد الطاغية البدء بتطبيق وتنفيذ الوحدة كون أن لها أولوية وهي ذات أهمية كبيرة وليس كالمعتاد في التحركات السياسية التي تسعى إلى الوحدة والى تأسيس مجلس أو اتحاد أو اندماج فيدرالي وهذه تعد بعض الخطوات للتوحد ولكن كل هذه الأفكار كانت بعيدة عن ذهن الطاغية وجلاوزته ففضل أسهل الطرق -حسب اعتقاده-وهو غزو دولة الكويت متذرعا بحجج واهية تضحك سامعيها وهي سعيه الدؤوب إلى الوحدة والكل يعلم ما جرته حرب الكويت من ويلات على هذا الشعب المظلوم ولا اعلم هل ان الوحدة تعني هذا التهور أو إن الاشتراكية تعني أن يموت الشعب من الجوع أو إن الحرية تعني تكميم الأفواه وقتل الافكارهذا ما لمسناه من حزب البعث ومبادئه في العراق

وإذا انتقلنا الطرف الآخر من المعادلة وهي الدولة المجاورة التي يحكمها حزب البعث وتقصينا الأثر عن مفهوم الوحدة وتطبيقاته على ارض الواقع لوجدنا نفس الشئ ولكن بطريقة لا تخلو من المكر والخديعة فالعراق المنهك والذي أتعبته الحروب والذي مد يده لأشقائه العرب لمساعدته كان ومازال عرضة لخناجرهم ورماحهم فهذه الدولة المجاورة عكست مفهوم الوحدة وجردته من كل القيم السامية التي تحملها هذه الأحرف فبدل التعاون هنالك القطيعة وبدل السلام هنالك الإرهاب وبدل المودة والمحبة هنالك البغض والضغينة وكل شئ سيئ حدودهم مفتوحة على مصراعيها وان تاه الإرهابي في وسط الصحراء ماعليه إلا أن يسأل نقطة حدودهم عن الطريق المؤدي إلى العراق وسيلقى كل المساعدة والتعاون من قبلهم إنهم يطبقون مفهوم الوحدة بكل حذافيره ولكن ليس مع العراق وإنما مع الإرهاب فهنيئا لكم أيها الوحدويون هذه السذاجة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك