( بقلم : جاسم آل جعفر الشمري )
قد ينبهر البعض لعنوان المقال وقد يقلل من شأنه ! وهناك من يستهويه الموضوع ! وهناك من يأخذ به مأخذ الجد والعزيمة لتطبيقه ويتفاعل به بل وقد ناقش الفكرة في خاطره وسأل نفسه ! بالنسبة لي كان يدور في داخلي وزميلي في الجامعة من الكويت الشقيق سألني عن سبب عزوف القنوات العراقية عن إرتداء الزي العراقي الخليجي العربي الأصيل في النشرة الأخبارية الرئيسية عدى قناة واحدة فقط هي قناة صلاح الدين الفضائية مشكورة التي يكثر فيها الظهور بالزي العراقي وفي النشرة الأخبارية الرئيسية بالعقال والغترة البيضاء والغترة قاسم مشترك بين كل قبائل العراق في الجنوب والوسط والغربية وكل الخليج العربي وبرأيي زي رسمي و أناقة أكثر ، بصراحة هو موضوع هام وهام جداً والزي العراقي يجسد الأنتماء العربي والخليجي كجزء من الثقافة العربية للعراق وتراثه الأبي عراق المجد والحضارة ومشائخ الخليج فكم من قبيلة في العراق شيوخها وأمرائها في العراق كقبيلة عنزة ثلاث دول في الخليج حكامها عنوز هي السعودية والكويت والبحرين وشيخهم أبن هذال في العراق و أسرة الياور الياور شيوخ وأمراء شمر وهم من شمر ومن رموزهم الشيخ غازي عجيل الياور الرئيس العراقي السابق وكان يحرص على إرتداء الزي العراقي الخليجي بل هو أول رئيس عربي عراقي يدخل البيت الأبيض بالزي العراقي الخليجي والدولة الخليجية الرابعة هي قطر وأمير قطر وأسرة آل ثاني هم من عشيرة المعاضيد التابعة لقبيلة بني تميم وشيخهم العام أبن سهيل في العراق ،أن الزي العراقي العربي والخليجي هو زي مشترك بين دول الخليج العربي السبعة عدى سلطنة عمان أيضاً هو مشترك بين قبائل العراق سنة أو شيعة وهذه أشياء مشتركة يجب إبرازها والألتزام بها للشعب العراقي وأصبح رمز و هوية المواطن العربي الخليجي ، أنا لا أنكر يحرص أغلب أفراد الشعب العراقي على الألتزام بالزي العراقي فالعقال فهو كالهوية على الروؤس و نشرت أحدى القنوات الخليجية تقريراً إنه زاد الأقبال على إرتداء الزي العراقي الخليجي عند الشباب وكبار السن بعد سقوط بغداد ليبرهن وليثبت العراقيين أنتمائهم العربي والخليجي وطلبي من القنوات التلفزيونية العراقية لأنها واجهة الدولة وعين الشعب لإظهار ثقافة أي بلد ودخلت الأسواق العراقية أرقى الملابس العربية من الماركات الشهيرة في دول الخليج ، والرجوع للأصل والطبيعة القبلية هي التي سوف تجمع أطياف العراقيين برأيي وأن ويقول الباحث الأجتماعي جان جاك روسو ( الرجوع للأصل وللطبيعية التي نشأ منها الأنسان يخلق الطمأنينية والراحة له ويعود لجذوره ) والحمد لله الشعب العراقي مجتمع قبلي متماسك و يقصد روسو الرجوع للأصل هو التمسك بالعادات والقيم الأصيلة والحمد لله القيم موجودة يجب الحفاظ عليها ويجب أن لاتندثر في ظل العولمة نعم القبيلة تتماشى مع العلم والتكنولوجيا والتطور ولكن تحافظ على موروثاتها الأصيلة وفي العراق هناك قدسية كبيرة للزي العربي أكثر من غيره للدول حيث هناك مثل شائع عند العراقيين لو وددت ينجز لك شيء بدقة عالية تقول له ( أريدك تضبطه ضبط العقال ) ولو حصلت مشكلة بين شخصين ورميت عقاله تقام لها الدنيا وتقعد ويحصل خصام بين قبيلتين لأنه كأنك نزلت شرفه من رأسه وهذا أختفى من الدول الأخرى وكذلك لغاية الحين ينصب بيت شعر عند العزاء والأعراس أيضاً أختفت هذه الأشياء من سنين عديدة من دول الجوار وهذا أكبر دليل حرص العراقيين على الحفاظ على هويته القبلية والبدوية وعمقه الخليجي وهناك برامج خاصة عن البادية والريف وفي مقدمتها قناة صلاح الدين الفضائية لها ثلاث برامج خاصة عن البادية والريف والشعر الشعبي والنبطي والأنساب وكذلك برنامج واحد على قناة البغدادية والفرات عن البادية والريف والعراقية مضايف عراقية ، وقد لاتصدق عزيز القارىء القارئة أن العقال نشأ في العراق وهو تراث وموروث منذ أقدم الأزمنة و يعود للعهد السومري والفراعنة المصريين اذ كان في العهد السومري عبارة عن شبكة توضع فوق الرأس من قبل الصيادين السومريين لتميزهم عن الآخرين ثم تطور وتطورت أنواع الوشاح الذي يرتكز عليها العقال وهي الغترة البيضاء والشماغ الأبيض والشماغ الأحمر والشماغ الأسود والبيجي والأخضر ومنتشر في الأمارات ، وتبقى الغترة البيضاء هي القاسم المشترك والزي العراقي بين كل أبناء القبائل العراقية وبقية دول الخليج العربي كما ذكرت سابقاً وقد ظهر غترة بيضاء بهيئة شماغ أنيقة أيضاً ، أن للعقال في العراق ميزة خاصة فكان ملبوساً رئيسياً لحقبة من الزمن ليست ببعيدة وحالياً يأتي لبسه كجزء كبير من فئات الريف والمدينة على حد سواء ، وللعقال في العراق مميزات أخرى هامة فهو البلد الخليجي الوحيد الذي يكثر فيه تنوع أشكال وألوان هذا الملبوس فهو عموما يوضع فوق الرأس مكملا للكوفية أو الغترة أو الشماغ ، فمنه الرفيع الذي صار سمة لأهل الشمال ولغرب العراق الذي يشبه السعودي والكويتي يضاف لها محافظة السماوة والناصرية والبصرة أما السميك أو الغليظ فهو لباس أهل الوسط ومحافظات وأقضية الفرات الأوسط ويتباين سمكه على ذوق لابسه فمنهم من يبالغ في ذلك ومنهم من يعتدل ومنهم من يبالغ في قطره فعند ذلك يدخل العقال في الرأس كثيراً وهذا يسمى (بالملائي) لأن أغلب الملالي يلبسون هكذا عقال ومنهم من يصغر قطره وهذا لباس الشباب ومنهم من يجعله مائلا ومنهم من يجعله مفتلاً أي (غزله) خشنا ومنهم من يجعله ناعماً وهكذا أما الوانه فاللون الأسود هو اللون المميز للعقال ، ولكن هنالك ألواناً أخرى كالأبيض (وعادة يلبسونه أهل الصابئة) والأحمر والأخضر ولكن هذه الألوان قل من يلبسها فمن كان يريد أن يميز نفسه كالأعيان والتجار فيلبس هذه الألوان فهي كما قلت قليلة وغير منتشرة ولاتستغرب عزيزي القارىء القارئة أن الزي العراقي العربي يرتديه غير العرب أيضاً ويعتزون به الصابئة والمسيحين بل أسمع من جدي اليهود أيضاً عندما كانوا في العراق في الخمسينات كانوا يرتدون الزي العراقي ، أما أنواع العقال فهي العقال العادي والمعروف وعقال (المكصب) حيث أن هذا العقال يلبسه الشخصيات والملوك لغلاء ثمنه حيث يعمل أحياناً من الحرير الخالص أو من الذهب أو الفضة وعقال (اللف) ويكون أما على شكل طبقة أو طبقتين وأشتهر في لبسه جزء من أعيان الحلة والنجف ،وعلى العموم فالعقال لباس يقتصر لبسه على الرجال فقط وهو عندهم من مميزات الرجولة والشرف فإلى فترة ليست بالبعيدة كان الرجل الذي لا يلبس العقال منبوذا ومكروها بين الناس لان الرجل حاسر الرأس أي (المفرع) يعد من غير الرجال الجيدين ويكون بذلك عرضة للأهانة وللسخرية ،وبعد تطور الحال في بلدنا وبدأت المؤسسات الحكومية بالتطور والعمل قل لبسه عند أهل المدينة ولكنه ظل عند عامة الناس لباساً تراثياً معبراً عن هويتهم العربية الاصيلة وعن أنتمائهم وحرصاً منهم على حفظ تراثهم الذي يفتخرون به ، وأخيراً راية الله أكبر علم العراق العظيم واحد والزي العراقي الخليجي العربي واحد بين العراقيين والخليج مطلوب مننا الألتزام به وتعظيمه أكثر بما يحفظ هذا الموروث العراقي التراثي الجميل وجزئاً مكملاً ويجسد المضمون الأسلامي والعربي الخليجي للعراق ،الكاتب العراقي جاسم آل جعفر الشمرياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha