المقالات

أيام حزينة على العراق ..... متى تنتهي يا سيادة الرئيس؟

1644 14:13:00 2007-05-05

( بقلم : د. علي الحسيني )

عندما حدثت مجزرة الطلبة والاساتذة الابرياء في حرم الجامعه الامريكية في فيرجينيا وقتل طالب موتور و مختل الشخصيه 32 شخصا قبل ان يطلق الرصاصة الاخيرة على نفسه وينتحر، هز هذا الخبر المؤلم امريكا كلها لأيام وعلق الرئيس الامريكي جورج بوش خلال الصلاة على الضحايا بأن ( قلبه وقلب عائلته مملؤ بالحزن و أن يوم المجزرة كان يوما مليئا بالحزن لجميع الامة الامريكية). وقد استنكر قادة الدول جميعا هذه المجزرة... وفي عراقنا المحتل يقتل يوميا من أبناء شعبنا أضعاف هذا العدد من الابرياء ولا من مستنكر أو مغيث من هذه الدول، والشعب العراقي عارف بأن المسؤول والمسبب الرئيسي لهذا القتل الجماعي هو إستمرار الاحتلال الأجنبي و تقييد الارادة الشعبية العراقية في مواجهة الارهابيين الوافدين وحلفائهم المقنعين "بمقاومة الاحتلال".

يضاف الى ذلك المحاولات المتكررة لابقاء الحكومة العراقية المركزية ضعيفة السلطة والقوات المسلحة العراقية محدودة التسليح الى درجة لا تتمكن فيها من التصدي للتجمعات الارهابية من التكفريين و الصداميين القابعين في بؤر ساخنة، فمثلا منطقة الرزازة القريبة من كربلاء والنجف اضحت بؤرة رغم صراخات الاهالي و مطالباتهم بدعمهم عسكريا لتطهير هذا البؤرة فتحصل المجزرة المروعة بالامس في كربلاء المقدسة و للمرة الثانية خلال اسبوعين ويذهب ضحيتها اكثر من سبعين شهيد ومائة وستين جريح من زوار الامام الحسين بن علي و أخية العباس (عليهم السلام) وهم يتوجهون لاداء فريضة صلاة المغرب.... والعالم ساكت من حولنا. وهنا يتبادر الى الاذهان هذا السؤال الذي نوجهه الى الرئيس الامريكي بوش: إذا كانت مجزرة فيرجينيا هي يوم حزين على الامة الامريكية وهو كذلك فما بالك بالمجازر اليومية الاكبر التي تتعرض لها الامة العراقية؟! أما آن الأوان لاستخلاص قرار من الامم المتحدة والادارة الامريكية بانهاء ظروف الاحتلال ولو على مراحل و صرف مبالغ الحرب على تسليح القوات المسلحة العراقية و تسليم الملف الامني بالكامل للسلطة المركزية كعلامة على دعمكم الحكومة السيد المالكي والدولة العراقية الفتية!!وبامكانكم الاستناد الى صوت الاكثرية في الكونغرس الامريكي لدعم مثل هذه الوقفة الشجاعة لاستعادة سمعتكم وسمعة الولايات المتحدة التي فرّط بها حلفاؤكم الصهاينة والوهابيون حفاظا على مصالحهم الخاصة ومصالح شركاتهم الكبرى الطامعة بثروات العراق بحجة كابوس وهمي وهو نموالهلال الشيعي تارة او الخطر الايراني النووي تارة أخرى ... وقد يفسر هذا لكم ما أصبح حقيقة يعرفها كل عراقي من وجود التساهل بل اكثر الاحيان التنسيق الخفي بين مخابراتكم في البنتاغون و مخابرات بعض الدول المحيطة بالعراق وبين الارهابيين و التكفيريين اعداء الشعب العراقي ليبقى قتيل الطائفية مشتعلا ونار الفوضى الخلاقة ملتهبة يحرقان البلاد والعباد ويدمران مالم يستطع تدميره العهد الديكتاتوري البائد.ومن هذا المنطق دعت التعبئة الشعبية العراقية قبل سته اشهر الى اعتماد قرار في مجلس الامم يدعو الى انهاء ظروف الاحتلال واعتماد جدولة موضوعية لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات تتزامن مع استكمال قوات الجيش والشرطة المحلية واستتباب أمن المناطق واشاعة سلطة الدولة والقانون والنظام فيها.... وقد أصبحت هذه الدعوة مطلبا جماهيريا هذه الايام من خلال التظاهرة المليونية في النجف الاشرف قبل اسابيع مطالبة بأنهاء ظروف الاحتلال وانسحاب القوات الاجنبية من العراق.وعليه نرى أن المخرج من ازمة العراق ممكن من خلال خطة جذرية تستند الى مبادئ أهمها:1- مواصلة الدعم الشمولي لخطة فرض القانون على جميع مناطق العراق دون تمييز يتزامن معها تصعيد عملية التسليح المناسب والعصري للقوات الوطنية مع تفعيل آليات حملة مكافحة الفساد الاداري من أجل تطهير مؤسسات الدولة من السراق والمفسدين كمقدمة الاستعادة هيبة سلطة الدولة والقانون.2- الاشراك الفعلي للعناصر العراقية الكفوة والمستقلة في اشغال المناصب المهمة في الوزارات وخاصة الخدمية بعيدا عن حسابات المحاصصه الطائفية والقومية والحزبية، وتفعيل مساعي المصالحة الوطنية.3- استثمار المؤتمر الاقليمي و الدولي القادم في شرم الشيخ لضمان نوايا حسنه وتحقيق توافق اقليمي ودولي لدعم الحكومة المركزية المنتخبة في مساعيها لمحاربة الارهاب والفساد والبطالة وانعاش الاقتصاد الوطني من خلال تفعيل مشاريع الاعمار والغاء الديون البغيضة وترك التدخلات في الشأن العراقي وايقاف عبور الارهابيين الى داخل الحدود.4- تقديم مشروع لمجلس الأمن يسعى الى إنهاء ظروف الاحتلال و الاتفاق على مبادئ الانسحاب التدريجي للقوات المتعددة الجنسيات على اسس موضوعيه يقترحها مؤتمر شرم الشيخ و يوافق عليها البرلمان العراقي ومجلس الامن.5- مناشدة حكومات دول الجوار لتجميد نشاطات الحركات و الشخصيات التي تتحرك في ساحات الدول المجاورة لتفويض العملية السياسية التي تفاعل معها الشعب العراقي بمختلف شرائحة واحزابه وتسليم الشخصيات المعادية للعراق والتي تروج وتساعد الارهابيين او التي إختلست الأموال في العراق.إن قطاعات الشعب العراقي التي تجرعت الموت و تحدت الارهاب من أجل بناء عراق تعددي ديمقراطي تتطلع الى المؤتمرين المجتمعين في شرم الشيخ نهاية هذا الاسبوع والى رموزها السياسية والدينية المتصدية للوقوف يداً واحدة بشجاعة و حزم من أجل ضمان سلامة وأمن المواطنين العراقيين وتوفير خدمات أفضل ومصارحتهم بما يجري على الساحة العراقية وكشف الحقائق لهم فأنهم مؤتمنون و منتخبون لخدمة هذا الشعب الممتحن وليكونوا مع الله القدير ومن كان مع الله سبحانه فلن يخذله الله والشعب.

عن التعبئة الشعبية العراقية د. علي الحسيني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك