( بقلم : كاظم الوائلي )
لايخفى عن الجميع ان فضائية (الحرة) هي ممولة من جيوب دافعي الضرائب من الشعب الاميركي, هذه مسألة لاتدعوا لأنتقاد القناة او الانتقاص منها حيث انتهجت برنامجا واضحا لدعم الديمقراطية في الوطن العربي وحماية الاقليات الاثنية والدينية. ومع النجاح الملحوظ الذي طرأ على القناة . انشئت من القناة الأم فضائية فرعية وهي (الحرة-عراق) كانت مدعاة سروري في ايامها الاولى لتركيزها على الشأن العراقي وبرامجها الممتعة التي تديرها طاقات عراقية اصيلة وضيوف من داخل العراق يحملون الهم العراقي بأختلاف مضامينه. فدخل الاعلامي العراقي عماد الخفاجي وبرنامجه برج بابل قلوبنا لشدة عراقيته واتزان سالم مشكور وضيوفه الكرد والعرب وممثلي الشعب من كافة الطوائف والاديان حيث تمتعت هذه البرامج بالاتزان والموضوعية بالرغم من الهفوات البسيطة التي تحدث حتى في اكبر القنوات العالمية. ولكن مع مرور الزمن ونجاح (الحرة-عراق) باستقطاب المشاهد العراقي لأنها تحمل اسم العراق فمن الواجب ان تدار بأيدي عراقية. ولكن حدث تغير كبير على القناة مؤخرا حيث اصبحت القناة مصدر سخرية واشمئزاز لأنتقاصها من الطاقات العراقية وانتهجت سياسة (لبننة- الحرة-عراق). فأختفت البرامج اليومية العراقية ومقدميها ابناء الرافدين. وظهرت وجوه وبرامج جديدة ومقدمين من لبنان والضيوف والمحللين من مصر وباقي الدول العربية , وهم يحللون الوضع المحلي في الناصرية وكركوك والبصرة( والفلوگة) الفلوجة فأخذت برامج الحرة-عراق تستضيف اناس يجهلون الخصوصية العراقية ويحملون صفات الخبراء الاستراتيجيين ويتناولون الملف الشيعي وهم ولايميزون بين الحسن والحسين, وخبراء من المغرب العربي والاردن وفلسطين والخليج يتحدثون عن الشان الكردي وبظنهم ان اسم الرئيس طالباني مشتق من اسم حركة طالبان الافغانية, وهناك برنامج (ساعة حرة) يبث على الحرة -عراق والمقدم والمعد من لبنان وضيوفه من كل الدول الناطقة بالعربية ويستثني المحللين والسياسيين العراقيين الذين تجدهم في كل زاوية من زوايا العالم , وبرنامج ثاني بتقديم شاب لبناني (متغنج) واسم البرنامج (هاي تك) و(سبيد) يهتم الاول بأحدث مشاريع المايكروسوفت والثاني بأحدث السيارات الرياضية السريعة , ولا اعرف ما هي العلاقة بين سيارات الفيراري وامور الديجيتال بالمرحلة الحرجة التي يمر بها العراق. فأذا كانت (الحرة-عراق) معنية بالشأن العراقي فلما هذا التركيز على من ليسوا بمعنيين بهذا الواقع المؤلم ؟ ولماذا نفرض برنامج العمليات التجميلية والبلاستيكية (احلى مع هيام ) على ثكالى وارامل العمليات الارهابية في الصدرية والرمادي؟ ربما يقول احدهم اننا نحاول ان نخفف من معاناة اهلنا في العراق من الهم والغم الذي يمر بهم. لا يا أخي فمن فضل اهلنا في لبنان واموال اهلنا في الخليج لدينا المئات من القنوات (الترفيهية) التي تقدم لنا برامج غربية بنسخة عربية لاتخلو من التفاهه, ألا يكفي احتلال باقي القنوات العربية (بالغنج) اللبناني الذكوري منه والانثوي ؟ ارجوا ان لاتترجم هذه الكلمات الى موقف شخصي ضد اللبنانيين, بل هذه ملاحظات على حرفية القناة وليست ضد اشخاصها.. أليس من الاجدر بهم ان يفسحوا المجال للأعلاميين العراقيين الذين يحملون هموم الشعب العراقي وليس لهم اي اهتمام مثل الذين استُوردوا من لبنان والمغرب ومصر بمسألة الـ (گرين كارد) ؟ الى متى هذا الاستخفاف بالعراق وابنائه والانتقاص من الطاقات العراقية؟ الم يكن احد الاسباب الرئيسية لأنشاء قناة الحرة هي المستجدات التي حدثت في العراق بعد نيسان 2003 ؟ المطلوب من ادارة القناة بـ (عرقنة) قسم الشؤون العراقية وليركز الباقون من الاعلاميين العرب جل اهتماماتهم بعروض الازياء و (هاي تك) وبرامج العمليات البلاستيكية, وجعل هذا الجزء من القناة عراقي الصوت والتفكير والمنطق.نسخة الانكليزية من هذا المقال الى ممثل ولاية فرجينيا في الكونغرس السيد جيم ويب.*كاظم الوائلياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha