بقلم: حسن الهاشمي
التطاول اللاأخلاقي الذي صدر من المدعو أحمد المنصور في برنامج (بلا حدود) الذي بثته فضائية الجزيرة مساء الأربعاء 2/5/2007 م، حينما كان يحاور الشيخ جواد الخالصي، فصب جام حقده الدفين على المرجعية الدينية العليا واتهمها بتهم هي بريئة منها براءة الذئب من دم يوسف، وأخذ يقذف الشيخ بوابل من الأسئلة الاستفزازية التي لا تنم سوى عن حقده وطائفيته التي توغل بها عندما تكلم عن المقاومة السنية بصيغة الجمع (نحن)، بينما الشيخ أخذ يدافع عن بعض تهمه ولكن على استحياء ويتغاضى عن الكثير، من دون أن تكون له ردة فعل غاضبة بشأن ما أثاره من تهم بحق المرجعية وأتباع أهل البيت في العراق خاصة وفي العالم الاسلامي بشكل عام، فالمحاور ومن منطلق المثل القائل (رمتني بداءها وانسلت) قام بقذف المرجعية والشيعة بالتواطيء مع قوات الاحتلال، وأن المرجعية ليس لها موقف واضح إزاءها، ولا يهمها سوى جمع الخمس من المقلدين ولا دور لها يذكر في كل ما يجري في البلاد من مشاكل ومطامع ومعطيات، وأخذ يسبغ بالثناء والمديح على أهل السنة في العراق، مدعيا أنهم يمثلون مشروع المقاومة الوحيد ضد قوات الاحتلال في العراق!!!
ونحن لا نريد أن نسهب بالدفاع عن أحد، ولكن التاريخ يشهد أن المرجعية الدينية وأتباعها وعلى مدى التاريخ هم الذين وقفوا وما زالوا ضد قوى الانحراف والديكتاتورية والاستعمار، وأن المنصور نسى أو تناسى أن قوات الاحتلال ما كانت تجرأ على السيطرة على العراق لولا حماقات سيده الطائفي صدام المقبور، ولولا تواطيء الدول السنية المجاورة للعراق مع تلك القوات، وجعل كل قواعدها ومطاراتها وأراضيها منطلقا لاحتلال العراق، وأنه ما كان يجرؤ على التطاول على رموزنا الدينية لو كانت مداهنة لقوات الاحتلال! وإلاّ أين هو من أكبر قاعدة عسكرية أمريكية متواجدة على أراضي تلك الدولة التي يزايد بها على الآخرين ويتهمهم بالعمالة! وهو وحكامه مرتكسون من أعلى رؤوسهم وحتى أخمص أقدامهم بالعمالة والتحلل والانحراف؟! وقبل أن يتهم المرجعية بالسعي إلى أخذ الأموال من المقلدين، والذي بات واضحا للقاصي والداني كيف يعيش المراجع من الزهد والاعراض عن الدنيا! وكيف تصرف الحقوق على نشر الدين واعالة الايتام والمتعففين! فقبل أن يلجا إلى قذف الآخرين بالتهم فليحاسب أسياده مشايخ السنة السياسيين والدينيين، كيف أن أغلبهم منغمسون بالملذات والليالي الحمراء واغارة بيت المال بالمليارات من دون حسيب ولا رقيب؟!
وأما المقاومة التي حصرها بالسنة في العراق، فالاخبار تطالعنا يوميا كيف تمارس دورها في الجهاد! من قتل على الهوية وتفجير أتباع أهل البيت بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة في الأسواق والمتاجر ومساطر العمال وعلى مدى أربع سنوات! والمرجعية الدينية التي هي صمام الأمان لوحدة العراق أرضا وشعبا، كيف أنها تدعو الأكثرية الشيعية إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات الأعداء من التكفيريين والصداميين الذين أخذوا الضوء الأخضر من الطائفي (زلماي خليل زاد) السفير السابق لامريكا، بالاجهاز على الشيعة قتلا وتهجيرا وظلما وخصوصا في بغداد وديالى، بذريعة الوقوف أمام المد الشيعي وحفظ التوازن، فالمرجعية هي التي أطفأت الفتنة وحالت دون انزلاق العراق إلى حرب أهلية، بالرغم مما أصاب الطائفة الشيعية من ظلم وحيف. والهدف الرئيسي من وراء هذه التخرصات والتهم والافتراءات هو إثارة الاحتراب الطائفي الذي يموّل من معظم الدول الاقليمية، أملا بعودة عقارب الساعة إلى الوراء واجهاض التجربة الديمقراطية التي تشهدها الساحة العراقية، وانهم يبذلون الغالي والنفيس للوصول إلى مآربهم الدنيئة تلك ولو كان على أشلاء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، ولكن هيهات الرجوع إلى عالم الظلام لاسيما والشعب العراقي قد تنعم بالنور وتذوق طعم الحرية التي حرم منها طيلة الفترة الغابرة، وثمة مائز بيننا وبين القوم أفصح عنه الشاعر عندما قال: ملكنا فكان العفو منا سجية*** ولما ملكتم سال بالدم أبطحوحسبنا هذا التفاوت بيننا*** وكل إناء بالذي فيه ينضح
https://telegram.me/buratha