بقلم: المهندس داود الزبيدي
لم يكن مستغربا طرح التكفيري أحمد منصور على برنامجه في قناة الجزيرة الفضائية مساء الأربعاء وتهجمه الفاضح على كل من هو وطني في شعب العراق وعلى أتباع مذهب أهل البيت منهم خصوصا تنفيذاً لأجندة أسياده وأصحاب نعمته من شيوخ البترول في قطر عفواً أقصد قاعدة السيلية ومن شيوخهم في البيت الأبيض عفواً أقصد الأسود من المحافظين الجدد الذين بات مشروعهم في مهب الريح بصبر ومقاومة شعب العراق وبانتصار المقاومة الإسلامية المدوي في لبنان حيث طرح سيلاً عارماً من الأكاذيب والاتهامات بحق الأغلبية من أبناء العراق الشرفاء ومرجعيتهم المقدسة مدعيا إنه ينقل أقوال الناس كما لم يكن مستغربا موقف ألخالصي الجالس أمامه مبتسما كالحمل الوديع وخدوده محمرة خجلاً وهو يرى ويسمع كذبه ونصبه العداء لأهل العراق الشرفاء ورموزهم ولكن المستغرب هو ما صدر عن ألخالصي من كلمة حق في لحظة صدق قل نظيرها لديه عن الإعلام العربي وبالخصوص الفضائيات الممولة من جهات باتت معروفة للجميع ووصفهم بأنهم جزء من مؤامرة المحتلين على شعب العراق العظيم والعظمة لله سبحانه الأمر الذي لم يتمكن التكفيري الأعرج اللامنصور إنشاء الله مواجهته فترنحت قسمات وجهه وتبعثرت الحروف على لسانه فالحمد لله على نصره المبين.نعم إن بعض الإعلام وبعض الفضائيات في العالم العربي جزء أساسي من أجزاء المؤامرة الأمريكية لنشر الفوضى والدمار والفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد تنفيذا لمشروعهم الساقط بإذن الله في إقامة الشرق الأوسط الجديد الذي وببساطة تكون فيه الغلبة والمنعة للكيان الصهيوني اللقيط المشبوه ويكون ما حوله كيانات وكانتونات صغيرة وضعيفة ومتقاتلة وكل الأحداث الجارية في المنطقة تؤكد ذلك .ولمن تطاول على مقام مرجعية العراقيين ولمن وافق على تطاوله نقول هذه المرجعية أشرف وأكرم وأعلى وأسمى وأعدل وأنقى وأطهر من أن يوجه لها مثل ما ذكر من أمثالكم تلك المرجعية التي أثبتت إنها بمنزلة الخيمة أو الأب لكل العراقيين والتي كانت مثالاً للشجاعة والحكمة والتواضع ونكران ألذات والدعوة للوحدة والتكاتف والسلم الأهلي والنظرة بعيدة المدى ((ونورد على سبيل المثال : إن هناك قساً من أحدى البلدات التي يسكنها بعض المسيحيين كان يتبنى ويراجع شأناً لأبناء بلدته مع أعلى جهة روحية لديهم وهي (البابوية في الفاتيكان) التي كان لها رأي مغاير في الموضوع وبعد سنوات طويلة شاءت الأقدار أن يتسنم ذلك القس كرسي البابوية فأستبشر أبناء بلدته بأنجاز شأنهم ولكنهم عندما مثلوا بين يديه كانت مفاجأتهم كبيرة عندما علموا إن رأي صاحبهم لا يختلف مع رأي من سبقوه في موقع المسؤولية ولكي يوضح الأمر قال لهم بأنه كان سابقا معهم في الطابق الأول أو الثاني وبناءأً على ذلك كان يمتلك رؤية وأفق معينين ولكنه الآن في أعلى طابق ألأمر الذي غير من سعة رؤيته وافقه وأصبح يرى ما لا يراه غيره)).وإن تصرف مرجعية سماحة السيد السيستاني نابع من حرصها على وحدة المذهب ووحدة المسلمين ورص الصف بوجه المؤامرات التي يحيكها ألاستعمار العالمي لأضعاف المسلمين وتشتيتهم وتمزيق صفوفهم وبالعكس فقديما قيل إن ألاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية وإن اختلاف ألألوان يزيد اللوحة جمالا وفتح باب الاجتهاد هو مصدر قوة وغنى لمذهبنا الحق وهو أحد ألأسباب التي مكنت مذهب الموالين لأهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام جميعا (من وجهة نظري) من البقاء وألأستمرار والتجذر في قلوب وعقول وضمائر المؤمنين سنة بعد سنة وقرنا بعد قرن بالرغم من شراسة الهجمات التي تعرض لها وليس آخرها هجمة القائد الملهم بالجحور الذي أخزاه الله في الدنيا قبل ألآخرة.و أشير بهذا الصدد إلى رد سماحته على سؤال عن الموقف تجاه تهديدات ألزرقاوي المقبور قال بيان صادر عن مكتبه بتاريخ 21 شعبان 1426هـ:((إن الهدف الأساس من إطلاق هذه التهديدات وما سبقها وأعقبها من أعمال إجرامية استهدفت عشرات الآلاف من الأبرياء في مختلف أنحاء العراق، هو إيقاع الفتنة بين أبناء هذا الشعب الكريم، وإيقاد نار الحرب الأهلية في هذا البلد العزيز، للحيلولة دون استعادته لسيادته وأمنه، ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال، وما سبقه من القهر والاستبداد، من العمل على استرداد عافيته، والسير في مدارج الرقي والتقدم.ولكن معظم العراقيين- ولله الحمد- على وعي تام بهذه الأهداف الخبيثة، وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الإجرامية، مهما نالهم من ظلم وأذى وأريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لأهليهم وأحبتهم.وإننا في الوقت الذي نعبّر فيه عن بالغ الأسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلماً وعدواناً، ونتألم لآهات الثكالى وبكاء الأيتام وأنين الجرحى، ندعو المؤمنين من أتباع أهل البيت إلى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر)). وهو يبرئ أهل السنة من جريمة الاعتداء على مقام الإمامين العسكريين بسامراء، كما جاء في بيانه حول الذكرى السنوية بتاريخ 23 محرم 1428هـ حيث قال ما نصه (( ندعو المؤمنين وهم يحيون هذه المناسبة الحزينة، ويعبّرون عن مشاعرهم الجيّاشة، تجاه ما تعرّض له أئمتهم من هتك واعتداء، أن يراعوا أقصى درجات الانضباط، ولا يبدر منهم قول أو فعل يسيء إلى المواطنين من إخواننا أهل السنة الذين هم براء من تلك الجريمة النكراء )).وبذلك لا أحد يستطيع المزايدة عليه، ولا اتهامه بالتخاذل في نصرة العقيدة، أو تقديم التنازلات لمصالح سياسية، ولا على السواد الأعظم من أبناء العراق وإتهامهم بمداهنة المحتل فهذه عمليات المقاومة في مدن العراق من البصرة حتى العمارة والناصرية والنجف والكوت تذكرنا بموقف أبناء البصرة في مقاومة المحتلين لأسابيع فيما لم يصمد النظام البائد لساعات في بغداد ودخلت قوات الإحتلال مدن أخرى بدون أي قتال بعد أن قيل لهم إدخلوها بسلام آمنين.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha