( بقلم : طالب الوحيلي )
اذا كان اشد أنواع العداء للشعب العراقي هو ما قامت به الأنظمة العربية في فتح أحضانها للقيادات الإرهابية وأركان النظام المهزوم ،لتكون مدن وعواصم تلك الأنظمة مراكز قيادة ودعم لوجستي للجرائم البشعة التي تطال المواطنين الأبرياء دون تمييز.فان الأكثر قسوة وإيلاما مباشرة بعض الأنظمة العربية بإدارة الحرب الإرهابية التكفيرية بصورة مباشرة عن طريق دعمها لتنظيم القاعدة الذي أسس أصلا تحت عباءة ما يسمى بالخلافة الإسلامية التي تتبناها السعودية كنظام وكعقيدة حيث جيشت جيوش الإرهاب بدعم ومباركة أمريكية لمحاربة النظام الشيوعي في أفغانستان، ومن ثم لتحكم تلك البلاد في ظل دولة الطالبان، فيتطور الأمر دراماتيكيا حيث اندحار تلك الدولة لتبحث عن ساحة جديدة وخصوم جدد سياسيا وعقائديا ،حيث عدوهم الأمثل الشعب العراقي بكافة طوائفه وأعراقه مادام لديهم موطئ قدم خلّفه النظام الصدامي المسخ ..
بعض الحكام العرب لم يخفوا مواقفهم الحقيقية مما يجري في العراق ،فأصدروا التصريحات المنكرة بقصد النيل من شعبنا ،من ذلك خوف احدهم من الهلال الشيعي ،واتهام الآخر أتباع اهل البيت بعدم الولاء لأوطانهم ،فيما وجد أمراء السعودية في المذهب الشيعي خطرا يفوق خطر الاحتلال الأجنبي ،وان هذا الخطر سوف ينتشر في العالم ،لتتحول مظلومية الشعب العراقي وما عاناه من اضطهاد وقتل جماعي طيلة أكثر من ثلاثة عقود الى ظلم للأقلية التي طالما حكمت هذا الشعب ! ليقف الرئيس السوري على ناصية الاعتراف الصريح بأنه الطرف الصعب بلعبة الدم العراقي بعد استقباله لحارث الضاري مطاع هذا العام أسوة باستقبال رئيس جمهورية العراق ،فيما ترك لقيادات حزب البعث المجال فسيحا للتخطيط للخراب في العراق ،وتلك رسالة يوجهها للعراق وللولايات المتحدة بان لا استقرار في هذا البلد الا من خلال سوريا !!يؤكدها تسخير الساحة السورية كمثابة او ما يسمى عسكريا (بخلفيات) للجبهة الواسعة للعمليات الارهابية ،فمن خلال سوريا تدخل أفواج المقاتلين العرب ومن كافة أرجاء الامة العرابية ،وفي مدن سورية يتم تدريب الذباحين والانتحاريين وتأهيلهم نفسيا لقتل اكبر عدد من العراقيين بدوافع طائفية او سياسية حيث يتم استغفال الشباب او غسل أدمغتهم او السيطرة عليهم بواسطة العقاقير الطبية ،وكل تلك التصرفات لا يمكن القيام بها الا من قبل خبراء عسكريين ورجال مخابرات ضليعين ،وقد تأكد للحكومة العراقية تورط سوريا بدورها الخطير في تدمير العراق من خلال الادلة المتوفرة لديها اثر القبض على المجرمين واعترافاتهم ..فيما نشر موقع " عدن برس " عن مصادر وثيقة الاطلاع أن عددا من الشبان ممن تم ترحيلهم إلى العراق بواسطة جهات نافذة قد اجروا اتصالات هاتفية قبل أسبوعين مع أسرهم في عدن ، وأفادت المصادر أن الجهة التي تلقت الأسر منها المكالمات هي سوريا ، وأوضحوا بأنهم في طريقهم إلى العراق للقيام بعمليات ضد (القوات الأمريكية).وتفيد التقارير ان عدد اليمنيين الملتحقين بالقاعدة بلغ الفين انتحاري ..
مختار لماني ممثل الجامعة العربية السابق في العراق ،قدم استقالته من مهمته بعد ان وجد الوهن من الدول العربية ،وشعر انها تتفرج على ما يصيب العراق من خطر مرعب وكأن العراق في كوكب آخر ،مؤكدا على انه لم يلقى أي دعم عربي جدي في إنجاح مهمته او في المساهمة على استقرار الأمن والحياة في هذا البلد العربي المهم ،كما انه وجد من الجانب العراقي شعورا كبيرا ورغبة جادة في تحقيق ما يصبو اليه ،مطريا على الدعم الحكومي له ،ومشيرا الى انه عمل في محيط عراقي ضم النسيج الوطني دون ان يلاحظ أي تمايز طائفي او تهميش للآخر ،مكررا أسفه على الموقف العربي السلبي اتجاه العراق وشعبه..وإعلاميا لعبت وسائل الإعلام العربية دورا قذرا في الترويج للجرائم الإرهابية والتحريض عليها وبث وعرض الصور المرعبة للقتل ،وكان لقنوات معينة اتصال وثيق بالزمر الإرهابية ،حيث تحولت الى لسان حال لتلك الزمر ،الأمر الذي حدا بالحكومة العراقية الى إغلاق مكاتب تلك القنوات العاملة في بغداد ،لتبقى تبث سمومها وأحقادها الممنهجة لتدس العسل بالسم بقصد تشويه سمعة الشعب العراقي والحكومة والتجربة السياسية الفتية ،والنيل من الرموز الدينية المقدسة والسياسية ،دون ان تعبأ بمشاعر العراقيين او بسيادة الدولة وإمكان ملاحقة تلك القنوات قضائيا او قيام نزاع دولي مع الدول الراعية لتلك القنوات ،وذلك اقل ما يرجوه المواطن العراقي من حكومته المنتخبة القيام به .ووسائل الاعلام تلك لا يمكن فصلها عن سياسة الانظمة التي ترعاها بالرغم من الاختباء خلف عنوان حرية الرأي او حرية الصحافة كون تلك الوسائل مقيدة تماما بالجهات الراعية لها وهي اما للعوائل الحاكمة او للجهات الحكومية في تلك الدول ،لذا فهي اما لسان حال تلك الانظمة او انعكاس للخطاب السياسي المقيد بسلطتها ،ناهيك عن سيطرة العناصر المنغمسة في ملذات السلاطين او التي تغذت من عطايا النظام الصدامي البائد ،حيث مازالت تتباكى على ذلك الطاغية ولا تتردد في الاساءة للشعب العراقي والنيل من كرامته ووحدته وانسجامه الروحي مع قياداته الدينية او السياسية ،فتلك الابواق قد تمكنت بالفعل من عكس الحقائق وتزييفها ورسم صور سوداوية عن المستقبل العراقي ،ولعل قناة الشرقية اشدها خطرا وخبثا بجانب الجزيرة ذات الصيت السيئ في التعاطي مع قوى الإرهاب والترويج لمنظمة القاعدة وما قامت به من كوارث ضد شعبنا ووطننا ،الأمر الذي ينبغي تحريك الدعوى ضد هاتين القناتين وضد الجهات الحاضنة لهما ،واذا اقتضى الامر اعتبار ذلك نزاعا دوليا ..الموقف الرسمي السعودي تجلى اثر رفض استقبال رئيس الوزراء العراقي ،فقد أعلنت وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مصدر سعودي وصفته بانه رفيع المستوى ان الرياض اعتذرت عن استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يقوم حاليا بجولة خليجية.وافادت عن المصدر «الذي فضل عدم الكشف عن هويته» ان انحياز المالكي إلى الشيعة في العراق ومواقفه غير الايجابية من السنة هي من الأسباب التي ادت الى اعتذار القيادة السعودية عن استقباله».وأضاف المصدر حسب الوكالة «ان المالكي عمل على تعزيز الدور الايراني في العراق»وبقدر غرابة الاتهام كون حكومة المالكي تشكو من مشكلة المحاصصة الطائفية وان نصفها للطائفة السنية اذا جمعنا بين الكرد والعرب ،فيما رفضت إيران هي الأخرى مرور طائرة المالكي عبر أجوائها !!يعترف مواطنون سعوديون في أنديتهم الخاصة بفخر ،أن السعودية حكومة وشعبا تعتبر أكبر ممول لما يسمونه "العمليات الجهادية" في العراق مؤكدين بذلك التقارير التي تشير الى أن السعودية حكومة وشعبا ترسل ما قيمته مليونين من الريالات السعودية يوميا لدعم المجهود الحربي التخريبي في العراق.وتقول الدوائر القريبة من الأندية السلفية أن الحكومة السعودية ممثلة بكبار أمراء آل سعود وكذلك كبار مشايخ السلف العاملين في المؤسسات الرسمية الدينية السعودية وكذلك أئمة المساجد والهيئات الشرعية يحرصون بقوة على تمويل منتظم وإسناد مالي غير محدود للمجهود العسكري التخريبي على أرض العراق.وأوضحت هذه الدوائر أن ملايين الريالات السعودية يتم جمعها أسبوعيا في حملات تبرعات خاصة تشمل كبار التجار السعوديين في كل من الرياض والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة والقصيم والدمام وكذلك مدن صغيرة أخرى لدعم ما يسمونه "الجهاد ضد الكفار" في العراق. كما يدفع تجار سعوديون من الطبقة الوسطى خلال هذه الحملات زكاتهم عن حسن نية ظنا منهم أنها تذهب لمن يستحقها ولا يعلم هؤلاء أنها تستخدم لقتل الأبرياء في العراق .كما يتم اقتطاع نسبة مئوية معينة تصل أحيانا الى خمسة بالمائة من المرتبات الشهرية للموظفين والعاملين في المؤسسات التجارية السعودية الضخمة تحت عنوان "نصرة الجهاد" ويتم الاقتطاع على الرغم من عدم قبول ورضاء الكثير من الموظفين والعاملين وأغلبهم من جنسيات عربية. وكشفت دوائر مالية مطلعة في السعودية أن المشايخ السلفيين القائمين على أعمال المؤسسات الخيرية في السعودية وتحت عنوان "نصرة المجاهدين" يستحوذون على أموال الزكاة والصدقات والذي يدفعه المواطن السعودي من قوته حيث يتم جمعها في حسابات المؤسسات المصرفية ومن ثم يتم غسيلها وبعد ذلك تحول الى وسطاء لهم في العراق عبر بلد ثالث ليتم بعدها تسليمها الى زعماء تنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد الرافدين لاستخدامها في تمويل الأعمال الإجرامية التي تطال البلاد والعباد.وذكرت معلومات موثقة أن بعض المشايخ السعوديين الناشطين يجبرون الناس وبأشكال مختلفة عبر الترهيب والترغيب بالتبرع بمدخراتهم ومصوغات نسائهم دعما لما يسمونه "الجهاد في أراض المسلمين". وقد قدرت تلك التبرعات بملايين الريالات وبضع مئات من الكيلوات من المصوغات الذهبية والفضية. راجع الرابط http://www.burathanews.comدولة العراق الاسلامية التي أقامتها منظمة القاعدة ومن تحالف معها من بقايا النظام البائد هي خلاصة للمؤامرة العربية ضد الشعب العراقي بما تتضمنه من أسماء ودلالات ،فوزير حربيتها وعلى حد التسمية الشائعة لهذه الوزارة في مصر هو ابو حمزة المصري ووزير عدلها أبو سليمان العتيبي، هو السعودي محمد الثبيتي، الذي يبلغ الثامنة والعشرين، درس في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض ولم يكمل نظراً لانطلاقه للقتال في العراق.وقد درس عند كبار مشايخ السلفية في نجد مثل الشيخ عبد العزيز الراجحي، وكان يقرأ عليه بعض الكتب، علماً أن القراءة على الشيخ الراجحي لا تمنح إلا لمن كان قريباً من الشيخ. السؤال الغريب هو كيف نفسر العاصفة الاعلامية التي تلت القبض على بعض خلايا القاعدة في السعودية راعية هذه المنظمة ،الا اللهم انها شعرت بانحراف سهام تلك المنظمة بعد ان غدرت بمن احتضنها وآواها في العراق،لتشن الحرب على الجميع ،ولا نقول سوى اللهم اكشف الحقيقة واجلو الغمة عن عيون العراقيين ممن سار خلف حبائل الفتنة ،واجعل كيد الظالمين في نحورهم..
https://telegram.me/buratha