( بقلم : حامد اللامي )
عندما نتصفح مسيرة الحرب التي تنفذها جماعات الارهاب (القاعدة)ابتداء من منشئها في السعودية التي تهيأت فيها اجواء العداوة والبغضاء والاقدام على جرائم القتل وفق تخطيط منظم وتحت الغطاء الشرعي (الفتوى).. حيث اصبح أداء الفرد من هذا التنظيم الارهابي وكأنه يؤدي التكليف الشرعي .. ونتيجة للدراسة المشبوهة والمدعومة من الاوساط الرسمية وغير الرسمية فقد أنقلب الحابل على النابل كما يقولون، اذ شرعوا الحرب مع اسيادهم بالتوجه الى افغانستان فأقاموا الدولة الارهابية الاولى من نمطها في العالم الاسلامي والتي نفذت كل ما كان يتلقونه من دروس وفتاوى للبطش ولحرمان المجتمع الافغاني من كل اشكال الثقافات والمدنية والتحرر والعيش بسلام..!
لم تكتف مؤسسة الارهاب هذه بافغانستان ، فبلغ بها غرورها وضغينتها الى العمل على تصعيد وتيرة الحرب لتصل الى باكستان ومنها الى امريكا واحداث سبتمبر/ايلول ثم اوروبا ومنها نحو العراق وبلدان المغرب العربي ، وقطعاً لن تكون مصر خاتمة الحزن الارهابي.
فالذي يتابع البيانات التي تصدر عن القاعدة ومخها (الوهابية) يتصور بداية ان الحرب قائمة بين قطعان القاعدة والغرب المغتصب لحقوق المسلمين وعليه اباحوا قتلهم جميعاً والفتك بهم بكل الطرق.. ومن جانب آخر وجدناها حرباً وهابية ضد أبناء المذهب الشيعي - الرافضة- على كافة الصعد المرتكزة على تكفير المذهب واتباعه وجواز التمثيل بهم ووجوب استئصالهم. وقد أكدت بياناتهم وأفلامهم المعروضة من شاشات التلفزة والانترنت بقطع رؤوس ضحايا عزل من أبناء المذهب الشيعي ثم حالات متلاحقة ومكثفة في تفخيخ السيارات ولبس الاحزمة الناسفة تؤدى في مراسيم عزاء شيعي او وسط طابور لعمال ينتظرون رزقهم ، ثم عمليات ذبح عوائل بكاملها ..لهو التأكيد على سوداوية عقيدة هذه الفرقة ( الوهابية) الضالة والظالمة بحق أناس ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم يوالون علياً عليه السلام ويؤدون ما يؤديه المسلم من صلاة وصوم وحج وفروض اخرى يوجبها فقهاء الاسلام.
بأ ختصار،ان للاحداث ظاهراً هو هذا الذي سقناه من اننا نلحظ ان الحرب قائمة بين الوهابية والشيعة في عراقنا اليوم ، ولكن للاحداث رؤية من دواخلها تؤكد أن الحرب القائمة هي في حقيقتها حرب تشنها مؤسسة الارهاب( الوهابية) ضد المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم، فهاهم قد كشروا عن انيابهم واهدافهم في تكفير المسلمين من كل المذاهب الاسلامية دون استثناء.. والا لِمَ يذبح المسلم الافغاني وهو( سني)؟؟ ولم يقطعون رؤوس المسلمين الابرياء في الجزائر وفي المغرب وتفجيرات في مصر ولبنان وفي مناطق عراقية لا وجود للشيعي فيها كما جرى في مدينة الرمادي وهيت وغيرهما؟ ففي العراق نتابع الحدث وبالاحاطة به نجد ان الباعث وراء الجريمة فيه هو تلاقي مصالح التكفيريين مع الصداميين،،ولذلك اعلنوا من هناك دولتهم (الاسلامية) الوهابية،،وهي مادة للصرف الاعلامي والاستهلاك الذي لم يعد خافياً على احد، وإلا كيف نبرر تكفير المسلمين دون فرق وذبحهم على الطرقات في احياء وقرى وطننا الغالي من ابناء الرمادي والفلوجة وديالى وصلاح الدين والموصل وهم ليسوا من الشيعة؟؟ وكذلك الذين قتلوا وذبحوا في الجزائر والمغرب ومصر وهم ليسوا من الشيعة ايضاً ؟؟. واذا ما عرفنا هذا ..فهل يبقى الذبح والتكفير محصوراً بهذه المناطق والدول ،،،أم سيتعداها الى العمق ليدق إسفينه في بلدان خليجية في طليعتها السعودية؟؟
حامد اللامي ـ استراليا
https://telegram.me/buratha