( بقلم : علي جاسم الاسدي )
لا ينكر احد بان الإعلام العراقي بالرغم من الحريات التي يتمتع بها اليوم ، مازال يعاني من عدم تنظيم ونوع من الانفلات لعدم وجود سلطة او مؤسسة تنظم عمل المؤسسات الاعلامية الفاعلة في الساحة العراقية ، ولا يخفى أيضا على العراقيين بان العراق متكون من طوائف وقوميات متعددة واليوم بفضل الحرية والديمقراطية والتعددية استطاعت هذه المكونات ان تقوم بتأسيس مؤسسات وقنوات إعلامية تابعة لها لتعبر عن رأيها في سير الأحداث الجارية في العراق دون اتباع قوانين وتشريعات اعلامية وأخلاقية حيث نشاهد بين حين وآخر تستفيد وتستخدم الأحزاب والكيانات السياسية من وسائل الإعلام المتاحة للوصول الى أهدافها ومقاصدها وذلك من خلال استخدام أسلوب غير حضاري وإعلامي لتنتهك باسم الحرية وحق التعبير عن الرأي و الإعلام الحر حقوق الآخرين وما يؤسف عليه لا يستطيع احد ان يمنع هذه الوسائل من ممارسة عملها لاسنادها ودعمها من قبل جهات واحزاب سياسية ذات سلطة وقوة في الحكومة العراقية ويبررون هذه المسالة الكثير من المسئولين والشخصيات الى تدهور الوضع الأمني وانشغال الحكومة بهذا الملف وكأنما لا يدركون بان اليوم العراق يعاني من إرهاب جديد باسم الإعلام المرتزق المسنود من جهات معروفة التي تسعى من خلال وسائل الاعلام المقروء والمسموعة والمرئية التي تمتلكها الدول الحاضنة للارهاب للنيل من العراقيين وإثارة الصف العراقي لدخوله في نفق الحرب الأهلية والدمار و الخراب .
ومن هذا المنطلق يجب على الحكومة ان تضع حد للانتهاكات الإعلامية الداخلية والخارجية على سواء من خلال تأسيس هيئه عليا تضم مجموعة من الإعلاميين المهنيين الوطنيين لتنظيم عمل كافة وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من خلال تشريع قانون اعلامي ملائم مع واقع الاعلام في العراق ودعم وإسناد هذه الهيئة لتنفيذ وبسط أوامرها على كل وسائل الإعلام مهما كانت انتماءاتها الدينية والقومية و السياسية وتشكيل مراكز لدراسة الواقع الإعلامي في العراق في مجال تطوير وسائل الإعلام على أسس إعلامية حضارية وفتح مراكز لتأهيل الإعلاميين وتعريف قوانين الإعلام ورسالة وقدسية هذه المهنة التي لها دور ريادي في تثقيف المجتمع وتزويده بالمعلومات الصادقة وأخيرا لا يستطيع احد ان ينقذ الإعلام العراقي إلا العاملين فيه واليوم الإعلام العراقي في اختبار وامتحان عسير وحساس لإثبات جدارته وكيفية تعاطيه مع حرية الرأي والكلمة هذه الموهبة اللاهية التي منحت للإعلام العراقي ليقوم بمهامه لخدمة المجتمع العراقي .
https://telegram.me/buratha