( بقلم : نزار عبد الواحد )
واحد هو اليوم الذي يجمع عمال العالم في فرح غامر ليؤرخ لبداية عام يمكن ان تزداد فيه الامتيازات والحقوق ،ولهذا تعد الاعياد والمناسبات وقفات استرجاع وتامل لما يدور في فلك امتداد زمني فاصل بين عيد وعيد . وبعد ياعمال العراق ماذا عساني ان اعبر عن ألام المكدودين الذين يرابطون مع خيوط الفجر الاولى عند تقاطعات الشوارع يبحثون عن فرصة لتوفير القوت الحلال . ام اراهم يواصلون الليل بالنهار خلف مكائن تهرئت اوصالها وماعاد يلحمها سوى عنادهم الممزوج بغصة الابناء المنتظرين رغيف الصباح .
وفي زاويا وطني الذي ازاح نير التسلط الشمولي المقيت، تركت الالاف من العمال ينتظرون تطبيق الخصخصة وقانون الاستثمار لان مصانعهم لم تعد تلبي طموح المخططين الوطنيين فالعقم الانتاجي صار سمتها مع تدهور ملحوظ في خطوطها الانتاجية التي طالتها ايادي الغدر واللصوصية لتترك منها خيالات معامل كانت مزدهرة بما تنتجة من سلع وسلع وصلت الجودة بها لان تكون مصدر فخر لنا جميعا .داهمني سؤال لعل اجابته لدى وزارة التربية وهو هل لازالت كتب الجغرافيا تحتوي خرائط لانتشار الصناعات والمنشات الصناعية في عراقنا ؟
ليس بخاف ان صناعتنا وانتاجنا قد تدهور منذ ان كسانا التغيير بكسوته وتذوقنا بشراهة المشروبات الغازية المعبأة بالقناني المعدنية والبلاستيكة ومعها انواع البسكويت وغسلنا جلودنا التي انهكها صابون الحصة التموينية بانواع الشامبوات والمساحيق واستعضنا عن الدبس الكربلائي بمربى السفرجل الاجنبي وعن بدلات معمل خياطة النجف بالبدلات الايطالية واللبنانية ولم نعد نرى للمنتج الوطني ضرورة في حياتنا فهو مرحلي وانتهى زمانه ،وبذلك ضاع عاملنا وضاعت معه حرفنا المختلفة التي تعد نتاج حضارتنا التي نباهي بها الامم.ماذا اخبرك ياعيد العمال ، ليس لدينا عمال لان العمل رحل عنا مرغما ، وارتال العاطلين ليس لها نهاية ، وعندنا كل الامثلة لنظريات البطالة، معامل كبرى يرفض انتاجها ويخزن لان الاتفاقيات مع موردي مفردات البطاقة التموينة يجب ان تتم على حساب مصانعنا الانتاجية اليس كذلك ياوزارة التجارة ؟الملايين من ابناء وطني ياعيد العمال باتوا على شفى الفقر والعوز وليس لهم من معين فلم تجدي الحلول المرتكزة على قاعدة الروتين بان تعين من ليس له مصدر للعيش .
ماذا اقول لك ياعيد العمال والمئات من عمال وطني لم يعد لديهم مقهى يتسامرون فيه او مكان التقاء او نقطة تجمع فالظلاميون يستهدفونهم اينما حلو ، لاتزال ادوات البنائين والصباغين والحدادين متناثرة في (ساحة الطيران) و(ساحة الحمزة) و(ساحة خمسه وخمسين) ولاتزال مئات المصانع لاتدور مكائنها لانها تحتاج الكهرباء ولايزال عمالها حائرين مع سلم الرواتب والتمويل الذاتي الذي اتى على اخر مدخراتهم.ياعيد العمال ، عمال بلدي ذاب منهم اللحم ودق لهم العظم ولكنهم يفرحون بك كل عام لان الامل يسير حيثما تكون الحياة وسيبقى اطفالنا يقولون (الله يصبحكم بالخير يالعمال العماله ) ( الله يمسيكم بالخير يالعمال العماله ).
https://telegram.me/buratha