( بقلم : امجد الحسيني )
ان اليمن جمهورية التي يحكمها الرئيس علي عبد الله صالح جاءت على اثر انقلاب مشهور اطاح بحكومة ( عبد الله السلال ) وكان صالح حينها ضابط صغير تاريخه غامض وعلاقاته بالغرب مريبة ، وبعد القضاء على (عبد الله السلال ) بفضيحة مدبلجة من الغرب استقدم الرئيس صالح من محافظة إب شمال اليمن وسلم الحكم وقبل الحديث عن القمع نقول ان صالح التقى بصدام وتعلم منه الكثير من سياسات القمع ومن هذه السياسات التي يحكيها اليمنيون خفية وللاصدقاء المخصوصين ان المقبور صدام عندما زار صنعاء سأل عن الجبال المحيطة بها قائلا ( هل هذه الجبال تحرسها الجيوش) فقال صالح ( ولما الجيوش ان اهل صنعاء مسالمون) فرد عليه المقبور صدام( عليك ان تحمي حصنك وقصرك الرئاسي الذي يقع تحت الجبل بجيشك الموثوق ) وفعلا امر صالح بحشود من الجيوش حول صنعا وأناط مسؤولية الجيش بابنه الذي هو اليوم قائد القوات اليمنية كما صار المقبور قصي قائدا لقوات بغداد .
قصة اخرى يرويها اليمنيون عن الرئيس صالح وتقول القصة ان السادة المعارضون لسياسة الرئيس صالح قبل كل انتخابات برمانية او رئاسية يقتلهم صالح ودائما ما يكون القتل بصورة حادث اصطدام او قاتل مجهول او سم ناقع وبعدها يخرج الرئيس صالح ليكرم الشهيد ويصدر مرسوما يمنح فيه صالح لقب الشهيد على المعارض ( وبان المعارض افنى حياة مديدة في خدمة الوطن والشعب ) على مبدأ يقتلون القتيل ويمشون في جنازته ولكل يتذكر مقتل امين عام الحزب الشيوعي اليمني عام 2002م في قاعة مؤتمر المصالحة في صنعاء.
وبعد سقوط نظام المجرم صدام بدأت سياسة اليمن تاخذ طورا اخر من التفنن في قتل المعارضين واقصائهم ولو سألني سائل ما السبب في تطور سياسات القمع في اليمن اقول إن الرئيس صالح استقدم اغلب ضباط مخابرات صدام وامنه واحتضنهم واعطاهم مناصب التخطيط والاشراف على اجهزة الامن المركزي اليمني وهنا بدأ القمع السياسي الذي امتاز به نظام صدام ينتقل الى اليمن تدريجيا بنفوذ زبانية صدام ، ولعل ادل الادلة على هذا القول ان اليمن بعد سقوط صدام حاصرت جميع العراقيين الشيعة ولم تستثني الا المقربون من النظام الصدامي المقبور ، والخطوة الثانية هو الهجمات على المرافق الشيعية في اليمن واليمن يوجد فيها الشيعة الامامية بنسبة قليلة فيما تصل نسبة الشيعة الزيدية الى اكثر من 60% من سكان اليمن.
كانت الشيعة في اليمن لهم حريتهم في معتقداتهم ومكتابتهم ومعاهدهم مفتوحة ولكن بعد مجيء ضباط المقبور صدام الى اليمن بدأت المكتبات تحاصر كما يقمع كل من يقيم مجلس عزاء في صنعاء لان الدولة اليمنية تضمحل خارج صنعاء نتيجة الفساد الاداري والظلم المجتمعي في الدوائر اليمنية.
اليوم يبرز فن اخر من فنون القمع ضد المدنيين يذكرنا بمأساة قتل الشيعة في بلد والدجيل عام 1983م وعمليات استئصال الكرد عام 1988م وضربهم بالكيمياوي وعمليات غزو الكويت عام 1991م وعميات قمع الشيعة في الانتفاضة الشعبانية ، هذه العمليات في اليمن اليوم تتمثل في قمع المدنيين الامنين في مدينة صعدة وبالطبع فان صعدة هو ما يظهر في الاعلام اما ما يخفى فهو اعظم لان مراسلي العربية والجزيرة في اليمن اشتراهم الرئيس صالح قبل ان يعملوا واتفق معهم ان كل خبر لا يصل الا الاعلام الا بعد ان يمر بالامن المركزي وبموافقة القسم الامني في وزارة الاعلام اليمنية.
ان عملية قصف الاهالي الامنين من نساء واطفال وشيوخ فضلا عن الشباب بالطائرات والمدافع الثقيلة لم يشهده العالم الا في حرب الفاشستية في الاربعينيات وعلى يد نظام صدام من عام 1997 م وحتى عام 2003م عام سقوط نظام صدام وانكشاف جرائمه على العالم.
اذن ان ما يجري في اليمن بالتأكيد يجري باشراف ضباط المقبور صدام الامنيين وعضاء حزب البعث من الصداميين وباليد اليمنية ، وهنا على اليمنيين ان يتجنبوا حربا اهلية من المحتمل ان تندلع قريبا اذا استمرت المجازر ضد صعدة وخاصة بعد اعلان رئيس الوزراء اليمني الدعوة للمتطوعين اليمنيين للحرب مع الجيش المني وهذه الدعوة تحمل رمزين : الاول هو ان القوات الامنية اصبحت لا تستطيع السيطرة على الوضع لان الامر بدأ يخرج من صعدة الى محافظات اخرى .
والامر الثاني هو ان المجتمع اليماني هو مجتمع قبلي فان استشرى القتل فان العشائر اليمنية سيشتد غضبها وتثار فيها النعرات العشائرية اولا ليتحارب اليمني مع اليمني وثاني تفرز طبيعة التركيبة اليمنية حربا طائفية لان السلطة تبنت منذ زمن بعيد الفكر التكفيري فشاركت في افغانستان بصورة غير مباشرة عندما سمحت للمتطرفيين اليمنيين بالقتال في افغانستان وبعد غضب امريكا اضطرت الى حبسهم في السجون حتى افرجت عنهم بشرط القتال في العراق وقتل العراقيين واليوم بدأت الحكومة الافراج عن الارهابيين المتشددين للحرب في صعدة وهذا سيثير حساسية كبيرة ستندلع على اثرها حرب اهلية طائفية عشائرية مركبة .وهنا يجب القول ان الارهاب الذي تصنعه الحكومة اليمنية اجلا ام عاجلا سيرتد اليها وسنشهد بعد حين محاكمة تشبه محاكمة المقبور صدام لان العدل يجب ان يسود في الارض فالله يمهل ولايهمل .
https://telegram.me/buratha