المقالات

ماذا تريد اميركا من العراق ؟

1855 01:46:00 2007-05-01

بقلم: د. حيدر البابلي

بسم الله الرحمن الرحيم بعد سنوات أربع حسوما مر بها العراق بعد سقوط الطاغية وطفت على السطح الصراعات العرقية والتصفية الطائفية,وأميركا تدير حلبة الصراع من ورآء ستار. فإنه حري بنا أن نقف بعد ذلك لنسأل سؤالاً واضحا ً يتبادر الى أذهان الناس جميعا ً ماذا تريد أميركا من العراق؟ بعبارة ٍ أخرى: ما الأهداف التي تسعى أميركا الى تحقيقها في العراق ومتى تعلن تحقيق أهدافها,ومتى يأمن العراقي في بلاده,وعلى حساب من يكون ذلك؟ في جلسة متواضعة جمعتنا بأخوة تداولنا فيها مجريات الأحداث الراهنة فرأيت من المناسب أن أكتب ذلك في مفالة بسيطة. قبل ذلك,أشرع بتمهيد بسيط: أن العالم الغربي بلغ قناعة تامةأنةلديه أزمة مع التيار الديني والخطاب الديني من غير أن يفرق بين سلفي تكفيري ,ومسلم مسالم لايطلب سوى احترام عقيدته والعيش بسلام كأقرانه من النوع الأنساني,فضلا ًعن صنف ثالث تحمل تبعات وأخطاء العنوان الديني المزيف بما للفظة من معني احتيالي وتضليلي تقمصته التيارات الدينية المنحرفة ,وهو النفر المتدين الذي لازمته المظلومية بسبب الظلم الواقع عليها من الاسلاميين وغيرهم من غير قرآة وتأمل, كان فايروس العداء للخطاب الديني ناجعا ً لسياسة دول الاستكبار العالمي فاستطاع توجيه القناعة المكذوبة المضللة والترويج لها من أزمة العالم تكمن في الطرح والخطاب الديني. ومن هنا انطلقت اميركا في شن حربها العالمية تحت ذريعة"الحرب ضد الارهاب" فقامت بتغذية تلك التيارات الدينية المتطرفة المنحرفة وضربت بها المسلمين وروجت لثقافة العداء والبغض عند غير المسلم من الاسلام وليس المسلمين فحسب وهذا ما صدر في تصريحات بعض القنوات الأميركية التي دعا في وقتها مدير قناة إحدى الفضائيات الىمواجهة الاسلام ونبذه لأنه يرى –بحسب زعمه – أن الخلل يكمن في الدين من حيث هو قانون تشريعي وليس في المسلم المتقمص للعنوان الديني . هذه المقدمة تفتح لنا نافذة على واقع الأزمة العراقية التي تفتعلها أميركا في بلد تشكل الشريحة العظمى منه بأنها ذات طابع ديني يسير بوحي من قرارات مرجعيته الدينية وليس بوحي من قرارتمرجعية حزبية وهذا أمر صعب يواجه أميركا في ضوء سياسة العامة من خلق نظام ديمقراطي بعيد عن الصبغة الدينية . فضلا ً عن أن التيارات الاسلامية لها الحضور الواضح والقوي في البرلمان والحكومة وهي لا تفتأ أن تلجأ الى المرجعية في جملة من الأزمات التي تواجها وتطلب منها النصيحة والتوجيه وذلك أمر لا يروق تماما ً للأدارة الأميركية لأنها تظن أن ذلك سيجعل من العراق دولة ولاية فقيه ٍ أخرى. وعليه فإن أزمة أميركا في العراق ليس مع الارهاب البالوني الذي تنفخ فيه أميركا متى شاءت وكما يتفق مع سياستها في المنطقة , وإنما هيمنة الخطاب الديني المعتدل الذي لم يتأثر بافتعال الأزمات وظل محافظا ً على توازنه هوما يقلق أميركا في العراق لأنها تشعر أن هذا الخطاب أصبح له تأثير على صناع القرار في العراق المتمثلين بالحكومة والبرلمان, وهذا وضع يقلق السياسة الميركية في العراق وإن لم تعلن عنه أميركا لكن وردت إشارات من فضائيات بهذا الطرح لسبب بسيط هو أن المرجعية لا تتركم ذريعة أو حجة أو مأخذا عليها وتلك سياسة الحكيم الكيّس, أميركا تسعى لتحقيق أهدافها سريعا ً,ولا ترغب أن تقدِّم قوائم أخرى من ضحاياها ولكن ليس ذلك بمانع أن تحقق أهدافها حتى آخر جندي أميركي في العراق. ومن اهم اهدافها . 1- قالوا إن سبب احتلال العراق وبقاؤدء أميركا في العراق على الرغم من تفاقم الأزمة سبب اقتصادي وهو سبب وجيه ومنطقي لما ذكرته التقارير من أن العراق يطفو على بحيرة من النفط فضلا ً عن ندرة ووفرة الموارد الطبيعية في العراق مما يعطي رصيدا ً اقتصاديا ًعاليا ً لأميركا التي ينذر أن احتياطيها من النفط قد ينفد الى عام 210مما يتطلب منها ذلك أن تبحث عن موارد اقتصادية جديدة تؤمن فيه الاقتصاد الأميركي الذي هو مصدر قوتها وهيمنتها ,وكما أشار السيد محمد باقر الصدر"قس"في كتاب فلسفتنا أن من أسباب الاستيلاء والهيمنة هو إيجاد مصادر إنتاج جديدة وأماكن لتسويق إنتاجها فتحاول تلك الدول أن تحقق هذا الغرض من خلال احتلالها لمصادر الأنتاج. 2- السبب الثاني :سبب ستراتيجي .وهو إعلان أميركا وإسرائيل إقامة شرق أوسط جديد,أو خرطة طريق جديدة لعل العراق مفتاح تطييقها, لغرض تقويض الزحف الايراني –بحسب زعمهم –ومخاوف تصدير الثورة الأسلامية ولا سيما أن العراق بعد سقوط الطاغية أصبح فيه متنفسا ًللتيارات الأسلامية ولا سيما الشيعية التي كانت مغيبة تماما ومضطهدة منذ عقود تلك التيارات التي كانت أيام المعارضة في أحضان إيران مما تثير تلك المؤشرات بسب المفهوم الأميركي وقناعة الأنظمة العربية تشكيل قوة إقليمية شيعية - وبحسب تعبير ملك الأردن الهلال الشيعي – تهدد أمن المنطقة أي :خلق عدو وهمي في المنطقة ,فأصبحت مخاوف أميركا من حكومة عراقية بهذه التشكيلة وهذا التوجه لأن أميركا لا تشعر بوجود ضمانة منها أن تحقق لها ما تريد, ولأن في إسنادها تقوية للتيار الشيعي الذي يؤمن بشكل أو بآخر بولاية فقيهأخرى وهي لديها مع إيران تجربة مريرة من الثورة الأسلامية . إذن ماذا تريد أميركا لتنهي دوامة العنف والقتل ولتعمل على بناء العراق بناء جديا وليس إعلاميا ً؟ لعلف أميركا عندما اصطدمت بالواقع العراقي فوجئت بمرجعية دينية مركزية استطاعت تحقيق إنجازات ليس تنكر وإن أنكرها من يريد أفرزت تلك الأنجازات أغلبية سياسة في الحكومة والبرلمان لاتروق لأميركا وهو امر فرضه الواقع الديموغرافي للبلد ولم تجد أميركا في هذه الأغلبية تلبية لحاجتها أو تأمينا لمصالحها إذا أسندت الحكومة وعملت على إنجاح مهمتها فهي لا تضمن منها ان يكون ولاؤها مطلقا ً لها فماذا تعمل ؟من جهة أخرىتشاهد أقلية ستية كانت حاكمة وانتهتىقرون حاكميتها ,وعليه فإسناد الحكومة ودعما بصورة جدية وفعلية سيسبب لها رجاحة أحدى كفتي الميزانوهو نموتيار ديني له إسناد إقليمي يشكل خطورة على وجودها أشد مما تدعيه من تنظيم القاعدة وهو ما لا تريده اميركا.إذن ماذا تفعل؟ عمدت جاهدة الى خلق حالة مكن التوازن السياسي بين الأغلبية السياسية والأقلية السياسية ونهو ما لم يتحقق الى هذه اللحظة فأخذت على لسان قادتها الترويج للأحقية السنية وضرورة مد يد العون لهم وإن صبر الأدرارة الأميركير بدأينفدبل مارست ظغوطها في تعديل جملة من القرارات منها لجنة اجتثاث البعث واستبدالها بلجنة العدالة والمسألة,والعمل على تعديل الدستور ونحو الغاية منه إيجاد التوارزن السياسي المعقول الذي ترضى عنه أميركا لتخرج مطمئنة,فضلا عن أن وجودها بقوة في العراق وتغيير خارطته السياسية تغييرا ًتأمن فيه إيقاف الزحف الأيراني – كما تزعم – مما يشكل تهديدا ً حقيقيا ً على إيران الجارة إذا حاولت في المستقبل القريب أن تهدد امن إسرائيل. نعم تحاول أميركا ان تجعل من العراق أنموذجا ً ديمقراطيا ً بحسب المفهوم الأميركي ذات طابع لا تهيمن عليه الصبغة الدينية . فإذا ما استطاعت أميركا أن تحقق مرادها من العملية السياسية للأهداف المعلنة فسنرى استتبابا ً ملحوظا ً في الوضع الأمني وانفراجا ًفي الأزمة السياسية وبناء للبنية العمرانية وانتعاشا ً للبنية الاقتصادية,وأنها الى اليوم لم تجد من حكومة المالكي الأنموذج الذي رضي طموحها وتطمئن إليه , وإن أمر انسحابها لعله مرهون بإيجاد ذلك الأنوذج , نعم النتيجة الوحيدة التي نستقرؤها من الواقع أن دوامة العنف وآلة القتل التي تستبيح دماء العراقيين العشرات ما زالت قائمة أن أميركا قادرة على إيقافها ولكن متى؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك