بقلم: عمار العامري Ammaryasir76@yahoo.com
كثيرا ما نوقشت أزمة الحجاب في أوربا وكيف منعت السلطات الأوربية المسلمات من ارتداء الحجاب وخاصة في المدارس والدوائر الحكومية واعتبر ارتداء الحجاب من العقبات التي منعت بعض الدول من الدخول في الاتحاد الأوربي لاعتبار الحجاب الظاهرة العلنية التي تعبر عن الإسلام والتي يمكن السيطرة عليها من خلال المنع غير إن الصلاة والصوم والعبادات الأخرى لا يمكن السيطرة عليها وأنها طقوس يمكن تأديتها سريا في الغرب وكان هناك توافق على هذه الأطروحة. ولكن ما حصل في العراق هذه السنوات أبلى وأدهى حيث مع وجود المد الإسلامي ومنابع ثقافته التي امتدت إلى أقصى بقاع البلاد إلا أن قضية الحجاب أخذت منحى جديد وليس حجاب الرأس فقط بل ما يستر جسد المراة. إن الدول الخليجية وخصوصا الكويت والأمارات حتى عام 1991 كانتا من أكثر الدول الإسلامية تقديسا للحجاب وأما النساء لا يستطيعنا الخروج بدون الزي الإسلامي الكامل ولكن ما حدث بعد حرب الخليج قلب موازين تلك الدول فبقى الرجال محافظين على ارتداء الزي العربي في اغلب الأحيان ولكن النساء انقلبن عن التعاليم الإسلامية 180 درجة والمشاهد اليومية على القنوات الفضائية تعكس ذلك والسبب هو الاختلاط الفاضح بين المجتمعات الخليجية والغربية وغزو المخدرات وغيرها. وعند نقاش الحجاب من جانبي الشرع المقدس والعرف الاجتماعي نجد إن الشارع يفرض على المراة إن تغطي رأسها وجسدها عدى اليدين والوجه ولا يجوز لها تجسيم الجسد من خلال الملابس الضيقة أما العرف الاجتماعي يرى أن كل اختلاف عن المجتمع بالتمايز ما يخلق فروق اجتماعية مرفوض والشرع والعرف يتفقان على أن ما يحاول النساء المسلمات ارتداءه من ملابس غير مقبول. في الوقت الحالي لاعتباره تقليد للغرب بثقافتهم البذية وما يثير العجب أن الكثير من النساء الموظفات والطالبات أو في السفر أو النزهة في العراق يكثرن من استخدام البنطرون والملابس الضيقة وهذه محاكاة لثقافة الغرب وبهذه الموذة الفاحشة والتي سرقت من خلال القنوات الفضائية تجر المجتمع إلى التحلل وخاصة أن هناك أماكن يكثر فيها الاختلاط بين الرجال والنساء كالدوائر الحكومية والجامعات والمدارس وحتى ألاماكن العامة والأسواق. وهذا ما يجعلنا أكثر قلق في حالة غياب الوعي والإرشاد مع ارتفاع المستوى الاقتصادي والذي يعطي أكثر حرية مما يسبب انحلال عائلي وعدم سيطرة وهذا الحالة من أسباب دمار المجتمع الخليجي وما وصلت إليه الأسر هو في أعلى المستويات هناك حيث تذكر التقارير والوقائع من إن 70 %من الأسر الكويتية و60 %من الأسر الإماراتية فقدت السيطرة على أبناءها وبات الأبناء لا يعودون إلى بيوتهم ألا بمعدل ثلاثة ليالي أسبوعيا أما البنات فأصبحت عودتهن إلى البيوت تتراوح بين الساعة 3 والساعة 7 صباحا وهذا ما يعود عكسا إذا ما غزت هذه الحالة نفسها المجتمع العراقي ويجمل أن المجتمع البدوي في الكويت والأمارات قد تحول بغضون سنتين إلى هذا الحال فما بال المجتمع المتحضر نسبيا وهو العراق مع وجود اغلب العوامل المساعدة والتي يحاول الكثير تشجيعها مقابل انخفاض الوعي الديني والاجتماعي وارتفاع مستوى المطالبة بحرية اكبر ودور ابرز للنساء على وجه الخصوص في العراق دستوريا. ولكن مع وجود السند القوي وهو المؤسسات الدينية والمرجعية والتقاليد الاجتماعية الأصيلة وتمسكنا بالعروة الوثقى يمكننا من التصدي لهذه الكارثة التي حلت بالدول الخليجية والله محسن العواقب.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha