بقلم: أحمد العلي النمر
لم تكن امريكا سوى اليد التي سخرها الله لاسقاط اعتى نظام دكتاتوري دموي عرفه التاريخ الحديث وليس هذا الا تأكيدا للسنن الالهيه التي من مفرداتها ان «من اعان ظالما سلطه الله عليه». وبالطبع حفز هذا السقوط السريع ابناء العراق الشرفاء الى الاستعداد لهذه الحالة الجديده والتعامل معها بحكمه وسياسه وتنسيق وواقعيه حتى لا تتحول بلادهم الى فوضى عارمه نتيجة الفراغ السياسي الطارئ، فتم تشكيل مجلس الحكم بأشراف المحتل الامريكي والذي ُشكل من جميع اطياف الشعب العراقي، ثم تتابعت بعد ذلك المسيره السياسيه بشكل مقبول - نوعا ما - من الشعب العراقي. ومنذ بداية هذه المسيره تبنت شريحه من الشعب العراقي جبهة المعارضه وهذا امر طبيعي وظاهرة صحيه في جميع الانظمة الديموقراطيه لان المعارضه تمثل صمام امان وسور حمايه للحكومة يحول دون أي انحراف في غير مصلحة الشعب. ولكن وللاسف الشديد لم تكن هذه المعارضه بمستوى الحراك الساسي الراقي الذي عايشناه في العراق منذ البدايه. فرغم ان هذه المعارضه تمتلك من الامكانيات الماديه والمعنويه والاعلاميه ما تتفوق فيه على امكانيات الحكومه العراقيه بمراحل عديده. الا انها لم تستطع استمالة الشارع العراقي - العجينه الجاهزه للتشكيل - الذي لونجحت في استمالته لحققت نجاحا باهرا تستطيع من خلاله فرض ارادتها وسيطرتها على الحكومه. والذي يبدو واضحا ان هذه المعارضه اساسا لا تمتلك الارضيه الصلبه التي يمكن من خلالها ممارسة التنافس السياسي الشريف, حيث لمس المتابع للشأن العراقي منذ بداية السقوط ان هذه المعارضه لم تكن سوى معارضة مذهبيه طائفيه متطرفه بلا تحفظ. ومنذ الايام الاولى للسقوط والى اليوم لاتزال مفردات قادتها الطائفيون تتردد على اسماعنا، كـ«ابن العلقمي. والصفويين.البويهيين الايرانيين، الفرس، المجوس»، وغير ذلك من المصطلحات التي يلمزون بها غالية الشعب العراقي اضافة الى تركيز اغلب قادتها على اثارة النعرات الطائفيه بين الشيعة والسنة باسلوب سوقي رخيص. وتحذيرهم المتكرر من النفوذ الايراني فقط دون غيره وكأن ايران هي الجار الوحيد للعراق، وكذلك استخدام اساليب غير حضاريه ومستهجنه في الاعراف السياسيه فهم شككوا وطعنوا في صحة نتائج جميع الانتخابات التي جرت في العراق والتي شهد العالم بنزاهتها ومصداقيتها. ولا يزالون يكذبون على العالم الذي يتابع على الهواء ويشاهد بنفسه الممارسات الديموقراطيه الرائعه. واخر كذبه كانت في تشكيكهم في صحة عدد نواب البرلمان الذين صوتوا لصالح رفع الحصانة عن احد نواب البرلمان ليمثل امام القضاء بتهمة السرقه من المال العام. والشيء الملفت ان هذه المعارضه التي تكيل التهم للشيعه بلا حساب نجدها مع الجانب الكردي «السني» تغض الطرف عن كثير من الممارسات التي لم يتمكن حتى الشيعه من الحصول عليها الى الان كالفيدراليه وانزال العلم العراقي من على الدوائر الحكوميه ووضع علم خاص لحكومتهم واستقلايتهم عن الدولة الام في جميع شؤونهم الخاصه!! وان كان ثمة نجاح يسجل للمعارضة العراقيه فهو نجاحها بامتياز في استقطاب التعاطف المذهبي لدى شعوب ودول المنطقة الذي استجابوا بشكل لافت لهذه الدعوات ولذلك ليس بمستغرب ان تتهافت القنوات الفضائيه الطائفيه التي هي للاسف الاوسع انتشارا في منطقتنا العربيه في «الدندنة» على هذا الوتر لتستضيف بشكل شبه يومي واحدا من اقطاب المعارضه العراقيه الذين فاقت شهرتهم شهرة نجوم السينما ليكرر علينا نفس الاسطوانه الطائفيه المقيته التي تحرض على القتل والتهجير والارهاب. الملخص: «المعارضة العراقيه لا تهدف في توجهاتها الى المشاركه في ادارة دفة السفينة العراقيه فهذا الامر متحقق لها واقعيا بل اكثر من ذلك فقد اعطيت نصيبا يتجاوز حقها الطبيعي بمراحل، ولكنها تهدف الى منع أي شخصيه شيعيه شريفه من ان تصل الى أي منصب سيادي في الحكومه حتى لوكانت الاكفا والاكثر اصواتا ومصداقيه». كاتب سعودي «الدمام»اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha