المقالات

دورنا في المرحلة الحالية

1420 19:44:00 2007-04-30

( بقلم : حامد كماش الناصري )

من أهم المراحل الخطيرة التي تمر في تاريخ أي امة من الأمم هي تلك الفترة التي تكوّن الدور الانتقالي .أو بالأحرى هي الفترة التي تودع بها الأمة عهدا بائدا لتستقبل عهدا جديدا ونحن أذا تتبعنا سير التاريخ وتطوراته نرى صحة هذه النظرية عمليــــــــــــــــــــــا وأهمية هذا الدور الخطير في حياة أي بلد من البلدان حيث يمكن أن نميز نوعين من ردود الفعل لدى البلدان و الأمم التي تعرضت لهذا الدور الخطير وهما :أولا : نرى أن قســـما من البلدان وقعت في بـــادئ الأمر بالفوضى والتدهور الاجتماعــــــــــــــــــي  والاقتصادي وكاد أن يقضي عليها و هي فـي بداية هذا الدور لو لم يتدارك هــذا النقص ويتقلد زمام الأمور رجال مصلحون يقـدرون معنى الإخلاص ويفهـــــمون معنى الـــــشرف فساروا بالأمة أو البلد سيرا حسنا . إلا أن التيارات الفوضوية قطعت عليها الطريق لتوقف سيرها ولترميها من جديد فـــــــي حضن رجعية العهد البائد . ومنشأ هذه التيارات الفوضوية هو إفساح المجال أمام أبطال رواية العهدالماضي بتمثيل أدوارهم على مسرح العهد الجديد مما أدى إلى وقوعها فــــــــــي هـــــذا الشرك .

ثانــيا : والقسم الآخر من البلدان تعاملت مـع هذا الدور الخطير بتقليد زمام أمورها إلى رجال خدموا العهد الجديد خدمات لاتحصى وضحوا في سبيل العهـــــــــد الجديد بكل غال ونفيس وقاموا بقلـــع كل جذور العهد البائد وغرســــــــــوا المخلصين الذين ساروا معهم في خدمة هذا العهد . فتطبع الشعب بطابع الإخلاص للعهد الجديد وبذلك ســـــــارت البلاد في طريق الرقي والتقدم والفلاح . وبلادنا اليوم في بداية هذا الدور الانتقالي الفتي والذي يشهد في نفس الوقت صحوة أسلامية لاتنكر حتى أن ضمير البلاد المتمثل فـــي شبابها قد ضاق ذرعا بما جربته مـــن البلاد من ايدولوجيات ســابقة ولاحقة والتي فرضت عليهم وعلى البلاد فرضا .

وعلى الرغم من اخـــتلاف هذه التجارب فيـما بينها اختلافا شائعا ولكنها تتفق وتعمل على استبعاد الإسلام وعزله عن الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التشريعية في البلاد وبالتالي فقدأفضت هـــذه التجارب الفشل والهزيمة والتخلف والهـوان والدكتاتورية والظلم بكافة أشكاله .فكان رد الفعل لدى أبناء شعبنا اتجاه هذه التجارب إن اتجهوا إلى الإســـــــلام لكي يقود البلاد وهـو الطريق الصحيح للأمة الإسلامية كافة لتلتمس في هــــــذاالطريق ذاتهاوحياتها ونجاتها ولابد من السير في هذا الطريق مهما كلف مــــــن تضحيات والتي لابد منها في مثل هذه الظروف المعاصرة. لكن الذي نخشاه ونحذره أن يقف هذا المد الإسلامي والصحوة الإسلامية عند حدود رد الفعل فقط . وإنما الذي نريده ونتمناه من هذا المد الإسلامي في البلاد :أن لايكون مجرد رد فعل وإنما يجب أن يكون فـــعلا هادفا ومدروسا ومنظما كما لا نريد له أن يظل فورة عاطفيه بل لابــــد أن يشق له مجرى عميـقا مابين المنبع والمصب ليكون نهرا يتناوله  التنظيم والتــــــهذيب والانضباط أن أريد أن تقــــــوم على ضفتيه الحياة الإسلامية الصحيحة والمنشودة في هذا البلد .على إننا بالرغم من هذا الحذر لانشك من إن الغالبية الكبرى من خامات وطاقات هذا المد مخلصون ولكننا ننبه إلى أن الإخلاص وحده لايكــفي وقد يضر لان معركة الإسلام في واقعنا الذي نعيشه معركة ذكاء بقــدر ماهي معركة إخلاص على الأقل.  وبناءً على ذلك ليت المخلصين من غير ذكاء يدركون أن واجبهم هــــو أن يتركوا مجال القيادة والدعوة لإخوانهم الذين أوتوا الذكاء والمهارة والمراس والعلم فرب داع أراد أن يبشر فنفــــــــــــــرورب محام تولى قضية حق فخسرها بسوء مرافعته خاصة ونحن في زمن يكثر فيه من يقول وينادي بأنه لاوجود لله (استغفرا لله), وقسم آخر ينادي بأن هناك اِله ولكن يجب يظل في المعبد ويتنحى عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية وللأسف الشديد يوجد فــــــــــــي المسلمين من يروج لهذه الفكرة الخاطئة . واتفق هذان الفريقان (الملحد والعلماني)وأخذوا يجرون في عنان واحد مـــــــن كراهة الإسلام والكيد له والتخطيط لاستئصاله من الحياة.

ففي مثل هذه الظروف وهذا المناخ العالمي يحز في النفس أن نرى دائـــــــــرة الاهتمام لدى كثير من الشباب الإسلامي لاتتسع لأبعد من الأمور المظهريـــــة ولانشغال في تافهات الأمور والإشكالات المصطنعة والتي يروجها من يريد الإساءة إلى الإسلام والمسلـــــــمين  ويفرق وحدتهم . والشواهد على هذه الإشكالات المصطنعة كثيرة لاداعــــي لذكرها هنا لكنها تعطينا دليلا قويا وقرينة واضحة بأن هناك جهة واحدة تقوم باصطناع هذه الأسئلة والقضايا ووضعــــها  على السنة الناس وفي أذهانهم ليدور النقاش حولها وبذلك تمتص الطاقات ويضيع الجهدوالوقت في هذه التفاهات بينما الحريق الكبير يــــــــزداد اشتعالا ويلتهم الأخضر واليابس وأهل بيزنطة غافلون .ونحن لا نريد لأهلنا أن يكونوا كأهل بيزنطة غافلون عما يجري حولهم من المكائدوحتى لا نكون كذلك علينا الابتعاد عن هذه المهاترات في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا وعلينا الالتفاف حول رجال الدين المخلصين والذين ضحوا في سبيل الإسلام والبلد مالا يخفى عن احد.وعلى الشباب المسلم في الظروف ولغرض الوصول إلى الهدف المنشود أن يتحلوا بأهم ركائز العمل الإسلامي في المرحلة الخطيرة وهي :1 – أن تحب فلا تكره فالذي يريد أن يهدي الناس لايمكن أن يكرههم .2 – أن تشتغل بما يجمع ونبتعد عما يفـــــــــرق .3 – أن تقبل بالعمل وتبدأ بالناس من حيث وتأخذهم بالحكمة والموعظة الحسنة ولين القول وطول الصبر إلى حيث تريد دون قهر .4 – أن تكون على جانب كبير من الدراية والوعي والدراسة  وعلى مدى واســــــع يضم سيكولوجية التعامل وكذلك  الخريطة الايدولوجية العالمية أهدافا ووسائل حتى يمكن له التصدي لها عندما تتقاطع مع المبادئ الإسلامية .5 – أن تكون دعوتك بالقدوة قـــــبل الخطبة لان الناس تقرأ دعوتك فيما تفعل لا فيما تقول .

وأخيرا :ففي طليعة الأعمال المترتبة علينا في هذه المرحلة هي المحافظة على الوحدة فالإسلام هــو دين توحيد لا دين تفريق . فوحدوا أيها المسلمون إيمانكم ووحدوا أعمالكم ووحدوا جهودكم ووحدوا مسيرتكم نحو العزة ونحو هدفكم الواحد لرفع راية الإسلام النقية لتستعيدوا مكانتكم التي غبرت وتصبحوا انتم أسياد البلدلالعبا تتقاذفكم أهواء غيركم أو خشبا تحرككم أيدي غيركم . كونوا قلبا واحدا ويدا واحدة واعملوا مخلصين لله ورسوله والمؤمنون.....((وقل اعملوا ا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) حـــــامد كماش الناصـــــــــــريالعراق ـــــــــــ ذي قــــــــــار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك