( بقلم : اسعد راشد )
ما حدث يوم امس بتاريخ 28/4/2007 في كربلاء من جريمة مروعة ارتكبها التكفيريون الوهابيون وبدعم من حلفاءهم البعثيون من خلال تفجير سيارة مفخخة كان وهابيا يقودها والتي ذهب ضحيتها اكثر من 250 شهيد وجريح امر اثار شكوك المراقبين والاعلاميين المتابعين للتقارير الواردة اليهم عن الشأن العراقي حيث أكد عدد من الاعلاميين ان قناة الجزيرة قد اذاعت خبر تفجيرات كربلاء التي نفذها الارهابي الوهابي عبر سيارة مفخخة في خبر عاجل في تمام الساعة الخامسة وخمسة واربعون مساءا في ما الحادث الاجرامي كان قد حدث في تمام الساعة السابعة مساءا كما افاد بذلك مدير مديرية الداخلية جهاد الجابري لقناة العراقية .
خبر الحادث الاجرامي قد تم تسريبه قبل حدوثه لقناة الجزيرة وفي بداية الامر تم ادخاله في صندوق "ميني" الاخبار بساعة ونصف تقريبا قبل حدوث الانفجار تحت عنوان "انفجار قرب مزار شيعي في كربلاء" الا ان الخبر قد تطور بعد عدة دقائق في برنامج كانت تديره المذيعة اللبنانية "جمانا" ليعلن كـ"خبر عاجل" دون ان تعلنه ايا من وكالات الانباء العالمية او حتى العراقية وقد اعلنت العراقية الخبر رسميا بعد السابعة مساءا ضمن تقرير مصور كان الظلام لتوه قد بدأ يخيم على موقع الانفجار ومشاهد تلك الجريمة الارهابية تبث حيا على القنوات الفضائية العراقية وقد اعلنت جميعها ان الحادث قد وقع في تمام الساعة السابعة .
عملية كربلا الارهابية يوم امس تضع الحكومة العراقية امام مسؤوليتها في اتخاذ اجراء قانوني وقضائي يتم بموجبه ملاحقة قناة الجزيرة الارهابية ورفع دعوى حقوقي ضدها عالميا كون انها قناة لها علاقة بالجماعات الارهابية وانها تنسق في الخفاء مع التنظيمات الارهابية والمتطرفة والتي تتبوء عناصرها مناصب مهمة في تلك القناة وهي تعمل لصالح اجندة الارهابيين واجهزة استخبارات اقليمية لها مصلحة في تفجير الوضع الامني في العراق وقتل العراقيين ‘ كل الذين تابعوا يوم امس مساءا قناة الجزيرة قد شاهدوا وقرأو الخبر وفوجأ البعض بالتسريب الذي تم قبل ان يتم الانفجار وهذا يعني ان الارهابيين كانوا متأكدين ان السيارة المفخخة قد اخترقت الحواجز الامنية والسيطرات ووصلت الى هدفها فتسرعوا في الاتصال بعناصرهم في قناة الجزيرة والتي بدورها تعجلت في وضعه في "ميني اخبار" قبل ان يعلنوه كـ"خبر عاجل" وقبل ان يحدث الانفجار بفترة زمنية ‘ وهذه ليست فرضية بل هي حقائق ومشاهدات تعتبر وثيقة ادانة لقناة الجزيرة ودورها الارهابي وعلاقتها بخلايا الارهاب والقتل وتنظيمات القاعدة في العراق وهو امر ليس بجديد لمثل هذه القناة التي غدت تلعب دور التحريض ودعم الارهاب وتأجيج الصراعات القومية والطائفية في المنطقة خاصة وان هناك العديد من مراسليها قد اتهموا بالتعاون مع القاعدة والارهابيين واعتقلوا في اسبانيا ومنهم في غونتناموا كتيسير العلوني في مدريد وسامي الحاج وغيرهم من الاعلاميين الذين تخفوا تحت مهنة الصحافة والاعلام وهم يمارسون دور التنسيق وايصال المعلومات للارهابيين .
ان ما حدث في كربلاء يوم امس هو ليس فقط عمل ارهابي واجرامي يرتكبه الارهابيون الوهابيون بل هو برنامج ومخطط شامل تقف وراءه دول اقليمية لها اجندتها الخاصة فيما يتعلق بالشأن العراقي تشارك فيها حكومات المنطقة كالسعودية وقطر ودولة الامارات وغيرها والتي تثبت الحقائق والوثائق التي لدي الجهات الامنية في العراق بانها تدعم بالاموال والاسلحة والاعلام والمجهود السياسي الارهاببين والمسلحين السنة المتطرفين ولعل رفض رياض ودولة الامارات لاستقبال المالكي يدخل ضمن المخطط المذكور وفي اطار التحريض الذي تمارسه ضد العراق وشعبه وليس التفجير الارهابي يوم امس الا احد معالم ذلك الرفض وتلك الاجندة خاصة والتقارير تحدثت ان فتاوي مشايخ القتل في السعودية ومنهم "علماء كبار" في هيئة الارشاد والافتاء الرسمية لكبيرهم الخرف ابن جبرين قد دعت الى تدمير اضرحة الشيعة في كربلاء والنجف والاتيان على ما تبقى من اضرحة سامراء المقدسة .
فهل بعد حادثة كربلاء يبقى من شك لدور قطر وقناتها الارهابية "الجزيرة" ودور السعودية ووهابيها وعلماءها وفتاويهم التدميرية في التصعيد الذي يحدث في العراق والايغال في دماء العراقيين واستهداف الامنين ليس لشيء وانما لاختلافهم السياسي او المذهبي مع هذه الدولة او تلك ‘ اليس كافيا موقف قناة الجزيرة يوم امس وتبنيها الخبر قبل حدوثه لادانتها ورفع الدعاوي القضائية ضدها بل اذا استدعى الامر تنفيذ ما اشيع في السابق حول اوامر صدرت من بوش وبوتين لقصف تلك القناة الارهابية قبل عدة سنوات ‘ عدى الدور السعودي وافتضاح امره بعد رفضه استقبال المالكي حيث تفجير كربلاء له دلالات في ان ذلك الرفض كان بمثابة ضوء اخضر للارهابيين للاستمرار في اعمالهم الارهابيين والتصعيد في الامني العراقي فيما اجهزة الاعلام السعودية وتوابعها تغطي على تلك الجرائم عبر ما تدعي انها القت القبض على الارهابيين في السعودية ومخطط واسع لتنفيذ العمليات بالطائرات وقتل المسؤولين وكاالعادة تأتي تلك الاكتشافات السعودية بعد التقارير المؤكدة التي تتحدث عن الدور السعودي الواضح في دعم الارهاب في العراق والملايين التي تتدفق يوميا الى الارهابيين عبر السعودية وجمعياتها "الخيرية" ؟!
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha